لو كنت درست التسويق وكيف يتم استغلال مباديء نفسية للوعي الجمعي للبشرية لوجدت من أهم المباديء هو الخوف من التفويت، أو الخوف من الخسارة الترجمة الحرفية لما يعني بـ (fear of missing out )، الخوف من تفويت العروض، لا تفوت كذا، لا تدع هذا يفوتك، نهاية الخصم لا تفوتها .... دعايا تقوم بالأساس على مخاوفنا كلها، ربما حتى نصل للمنطقة التي ربما قد تأخذ فيه شيء بدافع الخوف حتى وإن لم تكن تحتاجه بالأساس!

تخفيضات على الملابس آخر الموسم تجبرك على أن تشتري ملابس للسنة القادمة في حين أنك لا تضمن حتى هل تعيش للسنة القادمة أم لا! تكتشف أنك ربما كمستهلك تكون قد استهلكت في شهرك أو أسبوعك أكثر مما تحتاجه بكثير، إليك مثلًا شهر رمضان كيف تبقى كل القنوات بتث في أذنك انك ستكون شديد الجوع وستلتهم المائدة ولابد لمائدتك أن تحتوي كل شيء وأن تجيش عدتك وعداد معدتك حتى تستطيع مرور الشهر بسلام!

أو خلال تجهيز العرائس مثلًا كيف يتم تجييش الأمهات وصنع مخاوف وهمية عليهم أن يتغلبوا عليها لإيصال فتياتهم بأمان لعش الزوجية، كمئة ملائة سرير، أربع غسالات، خمسون فوطة! أعداد خرافية ربما تكفي لسنوات كمدد للأسرة الصغيرة والثنائي! لكن الخوف، الخوف دائمًا من المستقبل وما يمكن أن يصيبنا منه .... مع الوقت يتحول الأمر لعادة يشعر الناس بنقص لو لم يؤدوها، ويبدأون في الشعور بما ينقصهم في الحياة وما هو اعلى دائمًا من معدلات استهلاكهم، لتبدا دائرةلا تنتهي من الركض، إذ كل يوم يتم صناعة وهم جديد وخوف جديد!

هل خضعت يومًا لهذا النوع من المخاوف الغير منطقية؟ وهل تغلبت عليها؟ وكيف؟