ما هي الفائدة من المناظرة او المناقشة؟

أولًا لابد أن نُفرق بين كل من المناظرة والمناقشة

فالمناظرة هي نقاش رسمي يدور بين طرفين كل منهما يرى نفسه على صواب، ويستخدم أدلته وحججه وبراهينه لإثبات صحة ما يقوله، وهي تعتمد على الإثبات والأدلة أكثر من النقاش نفسه، أمر أشبه بالتحدي في اثبات وجهة النظر.

أما المناقشة فهي حوار بين طرفين كل منهما له رأي مختلف ولكنهما يتحاوران بشكل طبيعي في محاولة لإثبات الحقيقة بغض النظر عن من الصائب بينهما.

يُمكننا القول أن كل منهما حوار هادف، ويهدف الى اكتساب المعرفة والمعلومات والوصول إلى الحقيقة والصواب، ولكن الآلية التي يدور بها كل منهما تختلف عن الأخرى، فالمناظرة تحتاج شخص مُتمكن ومُتقن لفن الحوار، كما أنها تُعزز ثقة الشخص في نفسه وقدرته على الشرح وتوصيل المعلومات للأخرين، كذلك تُنمي مهاراته البحثية وتُعزز قدرته على ايجاد الحجج والبراهين وتنظيم الأفكار وترتيبها، كما أنها تعود بفائدة حتى على الأشخاص الذين يحضرون المناظرة في اكتساب معلومات جديدة وتفتح اذهانهم على البحث في محاولة للوصول إلى الحقيقة بشكل شخصي.

المناظرة تختلف قليلًا عن المناقضة وإن كانتا في نفس المضمار. المناظرة عادة تتم بين مختصيين بالشأن حول المسائل التي يدور حولها لغط كثير، وهي تتم لعرض أفكار الطرفين للجمهور وتكون مدعمة بالحجج والأدلة، ليحكموا ويقرروا من الأقى حجة، والأسلم بينة.

المناقشة تعد ذات مجال أوسع وقد تشمل حتى بعض الحوارات العادية التي تحدث في المجالس. تتضمن المناقشة عادةً طرح لأفكار، وتبادل للحوار حول قضية ما مع أخذ كل طرف موقفًا ما من تلك القضية.

تعد المناقشة (وكذلك المناظرة) أداة مهمة لتبادل الأفكار، الاستزادة من المعرفة، وكذلك تفيد أيضًا في ترسيخ المعلومات وتثبيتها لدى المتحاورين (و المستمعين).

التعرف على وجهة النظر الأخرى وهذا ضرورى لأنه يساعدك ترى الأمر من جهة أخرى وكثيراً ما تتعلم شيئاً جديداً أو تساعد غيرك فى تعلم شيئاً أيضاً.

لنتناول الأمر عنصر بعنصر

تعال نفترض أنك قرأت كتابا أو معلومة معينة، فما يتعلق بالمشاركة فسببها بسيط، وهي أنك تريد أن تمرر هذا الأمر، تريد ان تتحول الأفكار التي في عقلك والتي أحدثها كتاب معين، تريد أن تحولها من مجرد أفكار إلى كلام منطوق وله وقع ملموس

إنه التعبير عن النفس، فقط أنا أريد التعبير عن نفسي وأفكاري، لذا .. فأنا أقوم بمشاركة الأمر مع الآخرين، إنها صفة البشر في العموم، أنه يريد التعبير عن نفسه والتعبير عما يجول بخاطره

أما فيما يتعبق بالمناظرة فهي إحكام للسيطرة والعلو، فالمناظرة أو النقاش يحدث بين طرفين كل منهما مقتنع بفكرة ما، وإذا كان النقاش بناءً، فإن النقاش يهدف إلى الخروج بالفكرة الصواب، أن يقتنع أحدنا بوجهة نظر الآخر، أو نصل نحن الإثنين إلى وجهة نظر وسطية بيننا نقتنع بها نحن الإثنين، وبذلك نكون قد إرتقينا بأفكارنا وعقولنا

أما ما يحدث بالفعل فهو عكس ذلك، ففي النقاشات يهدف كل منهما إلى إثبات أنه الصواب وأنه أفضل من الآخر مهما كانت الطريقة، لإن الإنسان في سيكولوجيته فإنه يهدف إلى السيطرة والإحساس بالذكاء والإنتشاء عندما يعلم أنه أعلى من الطرف الآخر

ولذلك فإن هذا السلوك الخطأ ينتج عنه السباب في النقاشات، وينتج عنه دفاع الطرفين المستميت عن أفكارهما حتى وإن كانا يدركان أنهما مخطئين، وكل تلك الممارسات الخاطئة التي نراها في الكثير من النقاشات

هل حضرت أحد تلك النقاشات من قبل ؟

إن المناظرة هي طرح آراء مختلفة حول موضوع واحد، تُوجه نظرك إلى أفكار قد لا تخطر لك على بال، فالمناظرة تجمع مختلف العقول.

طرح أفكار مختلفة حول موضوع واحد يُنمي قدرتك على التفكير، على الالتفات لكل الإتجاهات، على الأفكار التي قد تكون فاتتك.

قد تُغير نظرتك كلها حول الموضوع لو كان الطرح مقنعاً.

ألم تواجه فكرة تغيرت في عقلك بعد طرحها من قبل شخص آخر؟