هذه الفكرة وردت في كتاب الأب الغني والأب الفقير. اعطتني بعدا آخر للعمل معاكسا للنمط التقليدي الذي يقرن العمل بالدخل المادي.
ولد من هذه الفكرة أيضا، فكرة أخرى وهي الحاجة الى معرفة الخبرة الجديدة هذه التي احتاجها؟. هذا يعني ان التفكير بمجال العمل يسبق العمل (التجربة) ولكن كيف يستطيع المبتدئ ان يعرف مواضع الضعف في خبراته.
أظنه لا يوجد حرج اذا عملت مجانا في شركة لتحصل على الخبرة لان الخبرة لن تحصل عليها في الكورسات او في اي مكان الا مكان العمل و لكن لفترة طبعا و هذا رايته في احد الوثئقيات على التلفاز ان المتخرجون من الجامعة تستقبلهم الشركات و تاهلهم لحياة العمل لفترة محدد ثم بعد ذلك يكون الشخص المتخرج من الجامعة مؤهل و لو بنسبة 50 % , للاسف هذا لا نجده في الدول العربية ترى خريج هندسة يعمل بائع او مهني لان الاوضاع في البلد ليست متوفرة و قد ضاع تاهيله لسوق العمل.
انا انتهج هذه العقلية بالفعل. بل وادفع المال من اجل الخبرة العملية.
الغريب احيانا هو اختلاف المنظور. قد يعمل شخص بدكان يتعلم فيها الكثير ويترك العمل بسبب تدني الاجر. ولكن ان فكر في عمله على انه وسيلة للتعلم واكتساب المهارات لتغير ما في نفسه من استياء الى سعادة. من استغلال الى استثمار. وقس على ذلك
أوافقك، لكن اتباع ذلك النهج لا يمكن إلا إذا كان الشخص صغير السن أو لا يعول أحد.
ففى حالة الأشخاص المسئولين عن توفير نفقات لغيرهم فهم فى حاجة إلى إقتران الربح الجيد والخبرة والمهارات معاً.
كيف يستطيع المبتدئ أن يعرف مواضع الضعف في خبراته؟
لماذا يتحدث الإنسان عن نفسه وكأنها غريبة عنه! الإنسان يعرف نفسه جيداً ويعرف مواطن ضعفه ولكنه لماذا يصر على عدم الاقرار بها رغم أن الاقرار بها يولد نتيجة وهو ان يضع يده على الجرح ويحاول شفائه!
أنا مثلاُ كنت ضعيفة بكتابة المقالات، واجهت نفسي بالضعف حين ارتطمت بصدمة تخلي جروب العمل عني ولكني حولت هذه الصدمة لشحنة تكفيني لأن أنجح تالياً في كتابة المقالات وأن أجيدها والحمدلله ربنا رزقني بتدريب دون مقابل مادي ولكنه بمقابل خبرة قوي وأفادني جداً وها أنا بفضله أعمل في كتابة المقالات، لماذا؟ لأني تصالحت مع نقاط ضعفي وحاولت اصلاحها ولم أهتم للمال، فكيف سيجني ضعفي في مجال مالاً؟ هل أستمر بالضحك على نفسي! مطلقاً لا.
سوف اتردد كثيرا قبل ان اقول "الإنسان يعرف نفسه جيداً ". الكثير من الاخطاء تكون بسبب عدم المعرفة وهذا يختلف عن عدم الاقرار.
قصتك ملهمة يا شيماء، لاحظي ان تخلي فريق العمل ادى الى اعادة التقييم الذاتي والتعرف على نقاط الضعف والذي كان مثمرا بالنسبة لك. هذه المطبات الحياتية تغيرنا، للافضل ان شاء الله.
قدمتي منظور جديد هو ان التعقيب الذي قدمه فريق العمل بالاضافة الى تقييمك لنفسه ساعدك على ترميم خبراتك. ولكن الشخص الذي يعمل بالمجال الحر وهو مبتدئ، من سيقدم له تعقيب على مهاراته؟
خذي مثلا كاتب المحتوى، قد يقدم لصاحب المشروع موضوع معين هو راض عنه. ولكن اذا ما اطلع عليه خبير في الكتابة قد يرميه في الحاوية. لماذا يا ترى؟
صاحبنا المبتدئ قد يكون قد اعتنى بالفكرة واجتهد في سردها وايضاحها. ماذا عساه يحتاج صاحب المشروع اكثر من ذلك؟
الخبير من جهة اخرى سيقيم مهارات السلامة اللغوية من نحو وصرف وعلامات ترقيم. ايضا اسلوب السرد، تسلسل الافكار، عدم الخروج عن محور الموضوع. هنالك ايضا تقييم نجاح الموضوع في الهدف الذي كتب لاجله، من هو الجمهور المستهدف، فن اختيار الكلمات ومنها العاطفية او المحركة وما الى ذلك.
الإنسان الصادق مع نفسه الذي يجد سبيلاً يعود به لها يعرفها جيداً ومتصالح معها، صحيح أنها عملية صعبة وتحتاج لصدمات متتالية وإعادة تدوير لنفسية الإنسان ولكن ما يهم بالنهاية هو الناتج.
نعم تخلي الفريق عني دفعني لأن أبحث عن الخطأ والتقصير واشتغلت عليه وطورت من نفسي، التعقيب ضروري لذلك نحتاج أن يكون لنا رقيب لنتمعن في تصرفاتنا فقد يستهين الانسان بالدقة أحياناً إذا كان هو رقيب نفسه ولم يكن شديداً معها.
حصل معي بالمناسبة قصة الخبير وصاحب المشروع، فالمرة الأولى فشلت، وفي المرة الثانيو أصبت الهدف لكليهما.
اعتقد بأن معظم الأشخاص يتلقون تعليماً نظرياً بشكل عام وبعدها يبدأون بالعمل ومن خلال العمل بالتجربة يكتشفون مواطن الضعف وهنا يواحه الإنسان بعض المعضلات في التعامل مع الكثير من الأمور في عمله لذلك هو الآن يستطيع بدقة أن يحدد ما هي نقاط الضعف وكيف يجب ان يعالجها وفي الغالب بعد تلقي تدريبات ومعالجة المشاكل يعود أقوى من السابق وذو خبرة جيدة جداً في مجاله، وتزداد ثقته بنفسه!
هنالك فئة تدخل حلبة العمل اولا وعملية التعلم تكون بشكل عملي تطبيقي مباشر. " انت قول اي وبعدين بحلها الحلال"
بفرض ان التعلم النظري يسبق المعرفة. كيف يعرف الشخص الذي يتعلم ذاتيا ماذا يدرس؟ من اين يبدا؟ الجامعة او المدرسة تقدم فائدة هيكلية التعليم والذي يضمن التسلسل المناسب. الكثيرون لم يحظوا بتعلم مهارات العمل الحر في المدرسة. ماذا يفعلون
وأنا مع هذه الفئة أحب ان أتعلم من خلال العمل!
سبل التعلم الذاتي الآن متعددة جدا وغير محصورة:
لا تحتاج سوى اتصالا بالانترنت، وهناك الكثير من المنصات ولو أردت سأذكر العربية منها:
من أهم منصات التعلم الذاتي العربية :
نفهم / إدراك/ مهارة/ بيمز/ ندرس
ناهيك عن قنوات اليوتيوب الكثيرة والمتفرعة وبالاضافة الى حسابات تعليمية وقيمة متوفرة على السوشيال ميديا
هذا لا يحاج سوى نقرات بسيطة المهم هي الارادة والرغبة في التعلم!
العمل مرتبط بالدخل المادي ، كلام سليم
ومهنة الأباء يرثها الأبناء، صحيح ايضا . حتى الفن ، نرى الان الفنانين الجدد هم ابناء الفنانين القدامى وكأنها جزء من التركة. والمدافعون عن هذا الاتجاه يقولون: طبعا صحيح لأنهم نشأوا في بيت فني وقام على تربيتهم أباء وامهات يحبون الفن ويعملون به ويفكرون من خلاله فمن الطبيعي ان يكون أولادهم فنانين لأنهم عايشوا روح هذا الفن منذ نعومة أظفارهم.
واتفق معك فالتفكير في مجال العمل يسبق العمل ولو بشكل لا إرادي ، منذ الطفولة المبكرة، نرى هذا الولد يمسك الطباشير ويكتب على الحائط ويمسك العصار ويشير وهو يصرخ : ألفٌ باءٌ تاءٌ
وهذه الفتاة تشتري بمصروفها كله لعبة بها سماعة طبيب وجهاز ضغط وتعري بطن زميلتها لكي تكشف عليها.
ثم تتدخل المادة ومستوى المدرسة في استغلال هذه المواهب ودفعها إلى الأمام أو العكس ، التخلي عنها ودفنها والحلم بمجرد النجاح. ومع الأسف الشديد : البعض ينتحر.
ولكي يعرف المبتدأ اين يذهب وعلى ماذا يتدرب عليه ان يسأل نفسه بصدق ودون مواربة: ماذا تريد أن تكون ولماذا؟
ومن خلال الإجابة ينطلق ليعرف ما لديه وما يفتقده واين توجد اوجه القصور.
هل ستدفع المال او تعمل مجانا من اجل الحصول على خبرة جديدة؟
وللإجابة عن سؤالك الرئيسي: نعم ممكن أدفع المال أو أعمل مجانا للحصول على خبرة ولكن لابد لي بداية من توفير مصدر دخل للحياة اليومية، فانا عملت في مجالات كثيرة مجانا وبأجور زهيدة لأحصل على الخبرة التي أريدها، ما في ذلك بأس .
ولكنه يعيدنا للنقطة الاولى: العمل مرتبط بالدخل المادي ، كلام سليم :)
دراستك للمجال الذي تقدم عليه مهمة جدا، لتعرف ما عليك فعله وما هي الخطوات التي يجب أن تخطوها لتصبح متميزا به، وهل مهاراتك المبدئية تكفي لدخولك به أم تحتاج لإعادة تأهيل لتخطو الخطوة الأولى.
أيضا دخولك للمجال نفسه واصطدامك بكل من حولك بالفريق يجعلك تستطيع أن تدرك مواطن الضعف عندك لتطورها.
في مجال عملي كصيدلانية، بدأت التدرب منذ دخولي للجامعة على عكس الواقع، فالمطلوب بالواقع تدريب لعامين فقط بالإجازة، لكن لم أنتظر منذ أول عام وأنا أتدرب بأحد الصيدليات الكبيرة، وكلما أدرك جانب غير ملمة به، أسأل وأبحث حتى عند تخرجي أصبحت جاهزة كليا وملمة بكل جوانب العمل وبعد عام واحد أصبحت مديرة لصيدلية أكبر من الصيدلية التي كنت أتدرب بها.
بالطبع كل هذه السنوات كان التدريب مجاني، في حين كان يمكنني الحصول على المال والعمل لكن فضلت التركيز على اكتساب المهارات والخبرة بمجالي أكثر من أن تكون مهامي محدودة حسب المكان الذي سأعمل به.
ولكن كيف يستطيع المبتدئ ان يعرف مواضع الضعف في خبراته.
إن ظل الشخص وحيدا دون النظر لمن حوله ومقارنة الخبرات ونقاط القوة لن يدرك نقاط ضعفه، فكنت أدرك نقاط ضعفي بتقييم مديري بالعمل، ما الذي ينقصني في هذه الجانب، لماذا هو متفوق علي بهذا الجانب وأبدأ بتطويره وهكذا
في الوقت الذي أصبحت فيه الخبرة مطلوبة بقوة للحصول على وظيفة ومقدّمة حتى على الشهادة الجامعية، بات لزامًا البحث عن وسائل مختلفة للتحصّل عليها.
وإن كان بوسائل غير مدفوعة، مثل التطوّع في المؤسسات والشركات والمراكز مقابل نيل الخبرة.
هذا ما فعلته منذ تخرّجي قمت بالتقديم كمتطوعة في مركز طبي "شهادتي الجامعية من كلية معنية بالصحة العامة".
وحصلتُ على خبرة بهذه الطريقة.
أما بالنسبة للحصول على خبرة مقابل دفع المال، ألا تجد ذلك يُثقل كاهل خريج جديد خرج لتوّه من أقساط جامعية ويسعى لشق طريقه المهني؟
التعليقات