عندما تعمل الالات هل سيرتاح البشر؟!

لقد دققت ناقوس خطر في منتهى الأهمية يا صديقي ووضعت يدك على جرح غائر سوف تشتد خطورته جيلا بعد جيل.

من منا لا تشغله لقمة العيش؟ من منا لا ينظر إلى أولاده ولا يفتأ يسأل نفسه كيف سيتم تربيتهم في هذه الأيام الصعبة؟

ان مشكلة البطالة التي يعاني منها ما يقترب من ربع سكان الأرض الآن، آخذة في التزايد خاصة في ظل ذلك الركود الاقتصادي العالمي، ولكن البعض لا يرى ذلك ويغدو فرحا وسعيدا بسيطرة الآلات على كل شيء ،وتحول كل ما حولنا إلى معاملات إلكترونية وآلية.

إن الظن بأن اصحاب الأعمال سوف يراعون ذلك وسوف يقومون بتوفير البديل المجتمعي والمعيشي بالنسبة للعمال، هو في اعتقادي ضربا من الخيال فهم في النهاية مجرد مستثمرون جل همهم هو ترشيد نفقات الإنتاج وزيادة الربح، ولذلك فلن يتورعوا عن عمل اي شيء للوصول لتلك الزيادة الواعدة ويشمل ذلك بكل تأكيد توفير اي عددا من العمالة، خاصة وأن العمل الالي سوف يوفر بطبيعة الحال الكثير من الوقت ويؤدي إلى زيادة ودقة الإنتاج.

ان المستقبل بالنسبة للعمالة البشرية في كافة أنحاء العالم يبدو مظلما بشدة، ما لم يأتيهم الله بفرج من عنده.

بشكل شخصي لا أعتقد أن هذه النهاية المأساوية ستحدث في القريب العاجل. مهمة تلك الآلات هي جعل حياة البشر أسهل وليس العكس ونعم قد حدث واختفت بعض الوظائف بشكل كامل من الماضي ولكن ظهر مكانها في الحاضر وظائف أكثر بكثير ولكنها تعتمد على مهارات أكثر.

أحد العصور كان العصر الذهبي للمزارعين ليأتي العصر الذي يليه ويصير العصر الذهبي للعمال ثم يأتي عصر التكنولوجيا وهكذا دواليك. حتى مع وجود العديد من التطور في الآلات ظل هناك احتياج بشري ولو بصورة مختلفة.

بالطبع هذه أيضًا وجهة نظر متفاءلة جدًا ولكن يوجد الأثنان والواقع هو من يحكم.

الكثير من العلماء يعتبرون الذكاء الاصطناعي خطر يهدد البشرية مثل السلاح النووي،وانه سوف يأتي يوم ويسيطر فيه الذكاء الاصطناعي على امور حياتنا اذا استمر تطويره بنفس الوتيرة.

نعيش حالياً في فترة انتقالية ما بين بداية تطور التكنولوجيا إلى تعملقها في الكثير من المجالات ، ما ذكرته يا صديقي قمة في خطورة ما سنتعرض له في المستقبل ، إن لم نكن نحن فأبناؤنا ، لكن أعتقد أن هناك العديد من التخصصات التي ظهرت تباعاً مع ما ذكرت فالبرمجة والذكاء الإصطناعي تخصصات تحرك كل ما ذكرت ، فالبرنامج بحاجة لمبرمج والمبرمج بحاجة لأستاذ برمجة وأستاذ البرمجة إن كان عن بعد أو في مؤسسة تعليمية فهو بحاجة لبعض الممتلكات الحياتية التي يوفرها له أصحاب التخصصات الأخرى وذلك ، حتى الآن نحن في بداية التغيير الملموس ، لكن للبشر هناك لمستهم الذكائية ، فمهما تطورت الأدواء ، فالإنسان يحركها .