في كتابه Solving The Procrastination Puzzle يتحدّث الكاتب عن أنواع التبريرات لتسويف وتأجيل الأعمال، ويحثّ على تأشيرها، مثل:

-غدًا أكون أكثر استعدادًا

-تبقّى وقت طويل على الموعد

-أنا أعمل أفضل تحت الضغط.

لكلّ منّا تبريره الخاص، فكّرت في تبريري، فوجدته أكثر عمقًا وأشدّ خُبثًا، فعندما أريد أن أؤجِّل دراسة امتحان بعد خمسة أيّام أقول:

تبقّى وقت طويل، وما دمتُ أفعل الشيء ذاته بنفس الجودة وأحصل على نفس الدرجة في النهاية، فلماذا أدرسه الآن؟

وحتّى أؤشِّر المغالطة في هذا التبرير، كان عليَّ أن أفعل ثلاثة أشياء:

-انتزع الغرور، رغم أنّي أستطيع أن أقوم بالعمل بنفس الجودة في أحيان كثيرة، لا ضامن أنّي سأكرّره هذه المرّة، وأتذكّر أيامًا تمنّيت لو كان لي يومًا إضافيًا لإتقان بعد المواضيع.

-والثاني يخصّ تقسيم العمل، فتبريري يريد أن يُثبت أن ضغط العمل في يومين، أفضل من تقسيمه على خمسة، وهذه مغالطة أيضًا، فالتقسيم على خمسة، يضع مساحة لفعل العديد من الأمور الجانبية المفيدة غير هذا الامتحان.

-والثالث والأهم، وهو صحّتي النفسية أثناء هذه الفترة. لأنّ عدم وجود تخطيط لامتحان من خمسة أيّام، تجعلني في أيّام التسويف الثلاثة نهبًا لتأنيب الضمير، والمشاعر السلبية. وفي اليومين الأخيرين، نهبًا لكميّات الكورتيزول والتوتّر.

لذلك وجود جدولة مريحة مثل هذه، تُشعرني بأن حياتي مُنظمة، ونسبة قيامي بالأمور الجانبية المفيدة أكثر ممّا لو أجّلت الدراسة لليومين الأخيرين.

لو تهرّبت في الأيّام الثلاثة الأولى من الهدف الرئيسي، سأتهرّب من كل شيء مفيد في ذات الوقت. فأدخل في مغالطة مشابهة عندما أريد فعل شيء مفيد غير الامتحان: أنت لم تدرس الامتحان المهم، الآن تريد أن تفعل هذا؟

بعبارة أخرى، وجود الامتحان، يصبح مقوّمًا ذاتيًا لفعل الأشياء المفيدة غير دراسة هذا الامتحان.

وفكرة تأشير التبريرات فكرة قديمة، لكنّها أحد أهمّ المهارات في حياتك، فالهدف هو أن تفكّر بتبريراتك قبل وقت حدوثها، وتحاول أن تنتزع الجزء الخدّاع منها، وتشحنه بالحقائق، فتكون أقرب لتذكّر هذه الحقائق في الوقت المهم، فأنت لن تعوّل على عقلك المُضطرب في وقت الحرب أن يأتي بهذه الحقائق، الأسلم أن تشحنه بها في وقت السلم، ثمّ ما عليه إلّا أن يتذكرها.