على الرغم من أننا نمتلك نفس العيون إلا أننا لا نمتلك نفس النظرة، حيث يرى كل منا مقدار الجمال في نفس الشيء بنسب مختلفة ومتفاوتة، وهذا ما يجعلنا نقول المثل الشهير: لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
أعتقد أن معتقداتنا وميولنا تتحكم في رؤية نسب الجمال في الأشياء والأشخاص، فمن يحب الأسود سيرى الأبيض غير جذاب، ومن يفضل الأشياء الكبيرة لن يلتفت نظرة للأشياء الصغيرة، ومن يحب الأشياء اللامعة لن ينظر للأشياء غير اللامعة.
إذن هذا ما يجعل الجمال نسبي، إننا لا نرى بأعيننا المجردة، بل إن ما تراه أعيننا يكون ناتج عن الكثير من العمليات الحسابية التي تتم في عقولنا، لما نحب ونفضل ونعتقد ونؤمن.
وهذا ما يجعلك تتعجب جدًا عندما تسمع صديقك يقول كم أن هذه الفتاة جميلة، بينما أنت تراها عادية، إنه يراها بعينه كما تراها بعينك، لكن حسابات عقلك وميولك وتفضيلاتك ليست مثله، وبالتالي اختلفت نتيجة الحكم على الأشياء.
وهناك شيء آخر مهم يمكن أن يسبب اختلاف حكمنا على الأشياء الجميلة، وهو مدى حبنا وتعلقنا بهذا الشيء، تذكر شخص رأيته للمرة الأولى، ستجد أنك بنسبة كبيرة رأيته شخصًا عاديًا أو أن نسبة جمالة 70 بالمائة على سبيل المثال، ثم انظر لعلاقتك به الآن بعد أن أحببته وتعلقت به كثيرا، ستجد أن جماله زاد في عينك ليصبح 90 أو 100 بالمائةوأنك تراه الآن بطريقة مختلفة عما رأيته سابقًا وهو لا يعني لك شيئًا.
ماذا تعتقد؟ هل تتفق مع هذا الكلام؟ وهل تظن أن رؤية العين تكون نتاج للكثير من العمليات العقلية التي تجعل كلًا منا نظرته مختلفة تجاه نفس الشيء؟
التعليقات