حكايات جدتي وجدتك تخبرك أن هناك اختلاف كبير بيننا وبينهم، كيف عاشوا حياتهم في وئام كبير لهذا الحد؟ تجعلك تتساءل ما الذي حصل وجعل العلاقات ذات أنفاس قصيرة لهذا الحد؟، قد يقول أجدادنا أنهم كانوا يتحملون الظروف السيئة، هناك فعلًا من القصص التي قد تسمعها وتجبرك على فتح فاهك تعجبًا كيف أكمل الطرفين هذه العلاقة؟
من وجهة نظر نسوية، النساء أصبحن يطالبن بحقوقهن ولم يعدن يتحملن الانتهاكات التي كانت مقبولة في الماضي، لكن الرجال من الطرف الآخر من الجزيرة يرون أن النساء أصبحن مسترجلات ويرد أن يساوين رؤوسهن برؤوس الرجال حرفيَا!، بعض علماء الاجتماع يؤكدون انهيار المجتمع فعلًا وأنه لم يعد هناك للأطفال الناجين من المعركة مكان يلجأوون إليه خاصة لو كان طرفي المعركة المسة بالعلاقة فاجران في الخصومة!
اقف بين كل هذا مشدوهة أحيانًا، لكن حسب ظني نحن نعيش حالة سيولة فكرية شديدة تجعل الطرفين غير قادرين على تحديد أين هي الحقوق والواجبات، حالة من السيولة بين ما هو من حقك وما لابد أن تمتنع عنه لأنه ليس من حقك، حالة من التوهان التي تجعلك لا تعلم أين لابد لك أن تتوقف، فترى الأم مثلًا تريد أن تسيطر على قرارات ابنها وأن تختار المناسب له، وترى الزوجة ترى أنه من حقها أن تتنصت على زوجها لتحمي نفسها من خيانته! والزوج يرى أنه لابد لأمرأته أن تقوم بخدمة أهله! - هذا مضحك لو تعلمون! لماذا يتذكر الرجال أنهم مأمورين بالبر إلا بعد الزواج؟، ولماذا يعتقدون أن بر الزوجة سيرفع عنه بره هو؟ ولماذا ترى الأم أن من حقها الاختيار؟ ولماذا تحاول الزوجة بذل جهد في علاقة لا تثق فيها من الأصل؟-
حالة مرعبة من تداخل مفاهيم مثل البر والحقوق الزوجية وطاعة الزوج، حالة من مرعبة من الانتهازية والتقاتل على أشياء عجيبة!
التعليقات