أحيانًا نصاحب أشخاصًا ونرى في وجوههم التعب والإرهاق، ونلمح في ملامحهم شيئًا من الألم، لكننا نصمت… ننشغل… ولا نقدّم كلمة دعم، أو لحظة إصغاء، أو حتى حضنًا صادقًا. نتركهم يصارعون أوجاعهم وحدهم، وكأن الأمر لا يعنينا.

ثم تأتي اللحظة التي يسقطون فيها فجأة — موت مفاجئ، أو بانكسار داخلي لا يُرى — فنقف مذهولين. عندها فقط نكتشف حجم خذلاننا لهم، وندرك أننا كنا نملك ما قد يصنع فرقًا في حياتهم، لكننا لم نفعل.

والمؤلم حقًا… أن هذا الإدراك لا يأتي إلا متأخرًا جدًا، في وقتٍ لا ينفع فيه الاعتذار ولا الندم، حيث الفرصة التي ضاعت… لا تعود أبدًا.