الاعتماد على مشاعر الحب الخطأ في قرار الزواج

شكرا على توضيح وجهة نظرك أختي إحسان.

أعتقد أن هذا يعتمد على شخصية الفرد ومعاييره في التحديد، المهم أن تكون منطقية وعقلانية.

لدي سؤال محيّر فكّرت فيه مدة طويلة، ما هي معايير التحديد المنطقية في رأيك؟ كيف أعرف أن من سأتزوج بها تتوافق معي؟ ما الذي تُريدينه أن يكون في زوجك وما هي أهم الأمور التي يجب عليه أن يفعلها لتكون العلاقة جيّدة مفعمة بالحب الصادق ومبنية على العقل لا على وهم العاطفة والإعجاب؟ أتمنى أن تكون الإجابة مفصّلة قدر المستطاع لأنني سأتعلم الكثير منك لأنك امرأة، وأريد أن أبْنيَ زواجي على أسس سليمة لا على وهم غبيّ، وأظنّك قادرة على مساعدتي في هذا.

لأكون صريحة معك، أعتبر هذه العلاقات التي تتحدث عنها علاقة مراهقين "لا يعرفون الصحيح من الخاطئ"، فالعقل في العلاقات الإنسانية أي كانت نوعها يجب إستعماله، أما إذا كانت علاقة غير شرعية هو اعجاب ووهم لا غير.

جزاك الله خيرا، هذا ما أُحاول إيصاله للشباب وتنبيه نفسي به من موضوعي هذا، أحاول فهم هذا الإعجاب والوهم وأراه تصرفا يؤدي بصاحبه إلى الهلاك والضلال، لا أدري كيف هو مجتمعك، لكن أرى أن معظم الشباب حولي يفعلون هذا الفعل، حيث يُصاحِب الفتى الفتاةَ ويغازلها خارج الإطار الشرعي في مجتمعي هنا في المغرب، وأرى أن هذا الإعجاب سبب من أسباب الطلاق المتعددة، ومحاكمنا ممتلئة بمئات الآلاف من ملفات الطلاق سنويا، ومفهوم الزواج عند الشباب قد خرّبته المسلسلات والأفلام الرومانسية، فصار البعض يعتمدُ هذا الوهمَ أساسًا للزواج، وهذه غلطة عُمْرٍ شنيعة، وأنا أقول أن اتخاذ قرار الزواج عن عاطفة جريمة شنعاء، وأقول كذلك أن هذا الإعجاب والوهم يُعمي عقل المُعجَب، وهذا ما لا تتفقين معي فيه أليس كذلك؟ تقولين أن هذا الوهم لا يُعمي العقل، بل لا بد للمنطق أن يكون حاضرا، وأنا أقول أن المنطق يُذهِبُه الإعجاب لذا لا يُمكنه أن يكون حاضرا لأن المُعجَب فَقَدَ عقله فعليًّا، وتحكّمت فيه العاطفة فتصرَّف بها لا بعقله ونظرةٍ موضوعية للأمور، هل أفهم كلامكِ أم أنّي أخطأت في الفهم؟

من يعتقدون أن الحب أعمى يتصرفون بهذا الشكل "وهذا ما أجده خاطئ"

قال الشاعر:

أَتَاني هَواها قبلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى فصادَفَ قَلْباً خَالياً فَتَمَكّنَا

وهذا حال الكثير من الشباب في مجتمعي، وهذا العشق الذي يؤدي إلى العلاقات غير الشرعية أساسُه الإدمان، فكلما حادث الفتى الفتاة وغازلها وأمطرها بالكلام المعسول، كلما زاد الشعور بالسرور بينهما وكلما زاد الوهم والإدمان على هذه المشاعر، وهكذا يغرقان في دوامة من إدمان الوهم، والخروج من هذا شديد الصعوبة، وهو بصعوبة ترك التدخين أو المخدرات في رأيي، وبداية هذا تكون بالخلوة المحرّمة، ثم تنتقل إلى المصاحبة والمواعدة بينهما.

من يقول "أنا جاهل لا آمَن على نفسي أن أقع في هذا الوهم" ويعرف أن الإعجاب والعشق قد يوصلانه إلى مرحلة يذهب فيها عقله، هو الذي يُحارب نفسه وشهواته ويُذكّر نفسه بأنه عبد ضعيف، ومن يقول أن الحب لا يمكن أن يُعميَ عقلي فهو مثل من يقول "أنا عاقل منطقي وأعرفُ وأعلم"، فلا يرضى بالتعلم ممّن يُخالفه، ويُعجَب برأيه فيُصبح مغرورا يحتقر الآخر، وهذه بداية اتّباع الشهوات والضلال والتصرف عن جهل وعاطفة لا عن عقلانية ومنطق، لذا أرى أن قول "الحب يُعمي العقل" مُفيد كقولي "أنا جاهل خطّاء"، إذ سيجعلني ذلك مُحتاطًا حَذِرًا مُتخوّفا ومجاهدا مُتعلّما محاسبًا لنفسي لأدفع عنّي الشّر والضلال، فأتعلّمُ لمحو جهلي، وأحاول النظر إلى الأمور بعقلانية لأني أدرك أن العاطفة تُسيطر عليّ في أحايين كثيرة، ولهذا أقول "الحب يُعمي العقل" وقد لمستُ هذا العمى وأعرف أنه شر خبيث، وقد أنسى كل هذا، فالنسيان ملازم لنا وعلينا أن نُذكّر أنفسنا على الدوام، ولولا نسياننا لما عصينا ولكنّا معصومين من الخطأ كالملائكة، لذا علينا أن نتذكر أن الإعجاب والانبهار بالفتاة أو الفتى مجرد وهم يُذهِب العقل ومعظم الشباب في حاجة إلى هذه الرسالة. ما رأيك في النظر إلى الأمر من هذا المنظور؟

أعتقد أن هذه مشكلة ثقة بالنفس يا عبد الهادي

أتّفق معك، هذه مشكلة ثقة بالنفس، وثقتي من الأمور الكثيرة التي أحاول إصلاحها في نفسي، ما أسباب قلّة الثقة بالنفس في رأيك؟ وكيف نزيدها؟ أرى والله أعلم أن غياب الثقة بالنفس يأتي أولا من الجهل، فلا نعرف قدراتنا حق المعرفة، ونجهل أننا قادرون، فنحتقر ذواتنا ونظنّ أننا فاشلون ليس عندنا ما نقدمه للعالم، ومن هنا يتدخّل الخوف، فنخاف من آراء الناس، ونخاف من الفشل، ونخاف من ارتكاب الأخطاء، وهذه المخاوفُ عاطفةٌ تتحكّم بتصرفاتنا وتصيبنا بالشلل، ولا بد لنا أن نحارب هذه العاطفة ونَحكُمَها بالعقل، وكلما سيطرنا على عاطفتنا، كلما زادت قدرتنا على مواجهة هذه المخاوف، وذلك منبعُ النمو والتطور والتعلم، وهذا ما أعنيه بمقولتي: "نحن جُهّال وكل عظيمٍ ذي فضلٍ كان لجهله مُحارِبا، ومن لم يَعرِف عدوَّه كان انهزامه حتما قريبا"، لا بد لنا أن ندرك بأن الجهل يُخيفنا وأن الخوف يشلّ حركتنا، والدواء أن نُحارب جهلنا ومخاوفنا وعاطفتنا التي تؤذينا عموما، طبعا هناك عواطف جميلة لا حاجة لمحاربتها ما دامت منسجمة مع ما هو خير لنا، والخير نعرفه بالعقل، فمثلا الرياضة متعبة وعاطفةُ حبِّ الراحة تقول لي ارتح اليوم وتريّض غدا، وإذا ما رضخت لهذه العاطفة فغدًا سيكون التأجيلُ أسهل، وكذلك في الأسبوع المقبل، فتمرّ أشهر دون رياضة، أما إن حَكمتُ حبَّ الراحة بمنطقِ أن المشقة ستزيدني قوة وصحة، وتريّضت رغما عن نفسي التي تُحبّ الراحة، يكون الغد أفضل، ويسهل عليّ المحافظة على الرياضة، وهذا ما أعنيه بتحكيم العقل ومحاولة السيطرة على العاطفة، وأول خطوة في سبيل ذلك أن نعترف أنّ العاطفة غدّارة قد تؤدي بنا إلى الهلاك ثم نعمل على محاربتها، سننتصر في معاركَ وسنخسر أخرى، وانتصارنا سيزيدنا ثقة بالنفس، والخسارة ستُذكّرنا أننا جُهّال ضعفاء.

لكن ما الفائدة في كتابة أشياء كهذه؟ خاصة إذا كانت العلاقة غير شرعية.

سؤال جيّد، شكرا لأنك دفعتني للتفكير في الأمر أكثر، أنا أرى العلاقات غير الشرعية ضلالا علينا مواجهته، وما أكثر من يقع في هذا في مجتمعاتنا الإسلامية، وفهم المشكلة أول خطوة لحلها، وأنا هنا أحاول فهم المشكلة، وأخاف أن أقع في هذا الضلال، لذا علي محو جهلي من هذه الناحية أولا.

يقول أبو فراس الحمداني:

عَرَفتُ الشَرَّ لا لِلشَر لَكِن لِتَوَقّيهِ

وَمَن لَم يَعرِفِ الشَرَّ مِنَ الخَيرِ يَقَع فيهِ

وقد أكون ممّن لا يعرف الشرّ، لذا أرى أن علينا الحديث عن مثل هذه المواضيع، كالعشق والطلاق، والخيانة الزوجية وظلم الرجل للمرأة وظلم المرأة للرجل، لأننا إن لم نعرف هذه الأمور كان الوقوع فيها سهلا، وجهلنا عظيم ولو ظننا أننا نعرف، نحن لسنا عقلانيين منطقيين، نحن بشر خطّاء تغلبنا العاطفة، ويكفي أن ننظر في أخطائنا وتسويفنا ونسياننا ونُحلّل ذنوبنا لنعرف هذا.

وهذا النوع من الحب والإعجاب أمرٌ كتب فيه عظماء فقهاء الإسلام كابن القيّم، وألّف فيه ابن حزم الأندلسي كتاب طوق الحمامة:

وذكر فيه حب النظرة الأولى وعلامات الحب، ومن أحبّ صوَرًا خيالية بالوصف دون الرؤية، وتحدث عن العاشق الذي يسهر الليالي في التفكير في عشيقه، وذكر الكثير من الأمور التي يفعلها الشباب اليوم، وكتابه هذا صُنِّف قبل أكثر من ألف عام! والحديث عن الشّر أول خطوة لمواجهته. وجزاك الله خيرا لأنك ذكّرتني أن أطّلع على هذا الكتاب، فقد وجدته يصف ما أودّ قوله أحسن الوصف وفيه بلاغة لا أقدر عليها.

يقول رحمه الله في نهاية الكتاب بعد أن تحدّث بتفصيل وإسهاب عن الحب والعشق:

---

وكثير من الناس يُطيعون أنفسهم ويعصون عقولهم، ويَتبعون أهواءهم، ويرفضون أديانهم، ويتجنَّبون ما حضَّ الله تعالى عليه ورتَّبه في الألباب السليمة من العِفَّة وترك المعاصي ومُقارعة الهوى، ويخالفون الله ربَّهم، ويوافقون إبليس فيما يُحبه من الشهوة المُعْطِبَة، فيواقعون المعصية في حبهم. وقد علمنا أن الله عز وجل ركَّب في الإنسان طبيعتين متضادتين؛ إحداهما لا تُشير إلا بخير، ولا تحُضُّ إلا على حسن، ولا يُتَصوَّر فيها إلا كل أمر مَرْضيٍّ، وهي العقل، وقائده العدل.

والثانية ضدٌّ لها، لا تشير إلا إلى الشهوات، ولا تقود إلا إلى الردى، وهي النفس، وقائدها الشهوة، والله تعالى يقول: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ، وكنَّى بالقلب عن العقل فقال: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ، وقال تعالى: حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ. وخاطب أولي الألباب.

فهاتان الطبيعتان قُطبان في الإنسان، وهما قُوتان من قُوى الجسد الفعَّال بهما، ومطرحان من مَطارح شُعاعات هذين الجوهرين العجيبين الرفيعين العُلويين؛ ففي كل جسد منهما حظُّه على قدر مُقابلته لهما في تقدير الواحد الصمد، تقدَّست أسماؤه، حين خَلَقه وهيَّأه، فهما يتقابلان أبدًا ويتنازعان دأبًا، فإذا غلب العقلُ النفسَ ارتدع الإنسان، وقمَع عوارضه المَدخولة واستضاء بنور الله واتبع العدل، وإذا غلبت النفسُ العقلَ عميت البصيرة، ولم يصحَّ الفرقُ بين الحسن والقبيح، وعَظُم الالتباس، وتردَّى في هُوَّة الرَّدى ومَهواة الهَلكة، وبهذا حَسُن الأمر والنهي، ووجب الاكتمال، وصحَّ الثواب والعقاب، واستُحق الجزاء. والروح واصل بين هاتين الطبيعتين، ومُوصِّل ما بينهما، وحامل الالتقاء بهما. وإن الوقوف عند حدِّ الطاعة لمعدوم إلا بِطُول الرياضة، وصحة المعرفة، ونفاذ التمييز، ومع ذلك اجتناب التعرض للفِتَن ومُداخلة الناس جملة، والجلوس في البيوت، وبالحريِّ أن تقع السلامة المضمونة، أو يكون الرجل حَصورًا لا أرب له في النساء، ولا جارحة له تُعينه عليهن قديمًا. ووَرَد: من وُقي شرَّ لَقْلقه وقَبْقبه وَذبْذبه، فقد وُقي شَرَّ الدنيا بحذافيرها. واللقلق: اللسان، والقبقب: البطن، والذبذب: الفرج.

وإني لأسمع كثيرًا ممن يقول: الوفاء في قمع الشهوات في الرِّجال دون النساء. فأُطيلُ العجب من ذلك، وإنَّ لي قولًا لا أحول عنه: الرجال والنساء في الجنوح إلى هذين الشيئين سواء، وما رجل عرضت له امرأة جميلة بالحُبِّ وطال ذلك ولم يكن ثَمَّ من مانعٍ إلا وقع في شَرَك الشيطان، واستهوتْه المعاصي، واستفزَّه الحرص، وتَغوَّله الطمع، وما امرأة دعاها رجل بمثل هذه الحالة إلا وأمكنتْه، حتمًا مَقضيًّا، وحكمًا نافذًا لا محيد عنه البتة.

ولقد أخبرني ثقةٌ صدق من إخواني من أهل التَّمام في الفقه والكلام والمعرفة، وذو صلابة في دينه، أنه أحب جاريةً نبيلةً أديبةً ذات جمال بارع، قال: فعرضتُ لها فنفرتْ، ثم عرضتُ فأبتْ، فلم يزل الأمر يطول وحبُّها يزيد وهي لا تُطيع البتة، إلى أن حملني فرط حبي لها مع عَمَى الصِّبَى على أن نذرتُ أني متى نلتُ منها مرادي أن أتوب إلى الله توبةً صادقةً. قال: فما مَرَّت الأيام والليالي حتى أذعنت بعد شماس ونفار. فقلت له: أبا فلان، وفيتَ بعهدك؟ فقال: إي والله. فضحكتُ.

ولست أُبعد أن يكون الصلاح في الرجال والنساء موجودًا، وأعوذ بالله أن أظن غير هذا، وإني رأيت الناس يَغلطون في معنى هذه الكلمة — أعني الصلاح — غلطًا بعيدًا. والصحيح في حقيقة تفسيرها أن الصالحة من النساء هي التي إذا ضُبطت انضبطت، وإذا قُطعت عنها الذرائع أمسكت، والفاسدة هي التي إذا ضُبطت لم تَنضبط، وإذا حيل بينها وبين الأسباب التي تُسَهِّل الفواحش تحيَّلت في أن تتوصل إليها بضروب من الحيل، والصالح من الرجال من لا يُداخل أهل الفسوق، ولا يتعرَّض إلى المناظر الجالبة للأهواء، ولا يرفع طرفه إلى الصور البديعة التركيب، والفاسق من يعاشر أهل النقص، وينشُر بصره إلى الوجوه البديعة الصنعة، ويتصدى للمشاهد المؤذية، ويحب الخلوات المهلكات، والصالحانِ من الرجال والنساء كالنار الكامنة في الرماد لا تحرق من جاورها إلا بأن تُحَرَّك، والفاسقانِ كالنار المشتعلة تحرق كل شيء.

---

لا داعى لفصل العقل والعاطفة يمكن استعمالهما معا.

كيف؟ يجب على العقل أن يحكم العاطفة ويُوجّهها في رأيي، وما سبق من كلام يوضّح رأيي، لأنها إن لم تُحكَم فستطغى وتستبد وتستولي على عقلنا، ولا بد أن نفصلهما قدر المستطاع لتحقيق حُكم العقل، وهذا أمر عسير يحتاج إلى سنين من التعلّم، وكلما تعلّمنا كلّما تعرّفنا على جهلنا أكثر، وهذا ما حدث معي في كثير من الأحيان، يقول الشافعي رحمه الله:

كُلَّما أَدَّبَني الدَهرُ أَراني نَقصَ عَقلي

وَإِذا ما اِزدَدتُ عِلماً زادَني عِلماً بِجَهلي

ولهذا أقول أنا بشر جاهل خطّاء كثير النسيان قد تُسيطر عليه العاطفة بسهولة وقد يُعميه الإعجاب بفتاة جميلة (كما حدث معي من قبل)، وهذا الاعتراف مهم عندي، ومررت بالكثير من الألم لأصل إليه، وبه أخاف على نفسي لأني أدري أن الشر موجود داخلي كما الخير، وبه أتذكر أني أحتاج إلى إصلاح نفسي، وبه أُصلحها، وليس هذا تحقيرا للذات لأن كل الناس هكذا، فيهم الخير والشر، ومهمتي أن أحارب جهلي وعاطفتي بالتعلم والتأمل في نفسي وتقبل الرأي الآخر (وهذا أمر قد أفدتني فيه كثيرا يا إحسان، فجزاك الله خيرا على هذا).

ختاما، هذه هي الفكرة التي أرفضها ولا أراها صحيحة، وكل ما كتبتُه أعلاه محاولةٌ لإفهام نظرتي للموضوع، والله أعلم بالصواب:

(مقولة الحب أعمي مجرد مقولة سادت وصدقها الناس لأن بعضهم يعتبر أن العاطفة لا تعتمد على المنطق بحيث لا يمكن تبريرها ولا حتى إخضاعها لقوانين العقل ولا لجماليات النظر.) لا وجود لحب أعمى ومن يعتقدون أنه موجود هم نفسهم الذين يفصلون العقل عن العاطفة ويتصرفون بهذه الأخيرة فقط، وهذا غير منطقي ويؤدى للهلاك

ما أراه من هذا أنّك تقولين أن الحب لا يُعمي العقل، وأنا أقول بأن الحب قادر على السيطرة على العقل، ولكنني غيّرت رأيي في التّسمية ولم أعد أراه حبًّا (ولهذا أقول "وما هو بالحبيب لكنّ الحُبَّ روحَه قد سَلَبَا

")، أظنّ أن مشكلتي في المصطلحات واللغة، ربّما هو عشقٌ وإفراطٌ في الإعجاب وليس حبًّا.