من الأمور التي قد تجعل من حياة الشخص نعيم مقيم أو جحيم عميم مسألة مشاعره تجاه عمله، فهو ذلك النشاط الذي يقتطع ثلث اليوم تقريبًا وتقوم عليه جوانب حياتية متعددة مثل الحالة المادية، المكانة الإجتماعية..الخ
في الحقيقة لا يعتبر العمل مجرد مصدر لكسب الرزق أو تحقيق النفوذ، فعدم وجود الراحة النفسية بالعمل مثلاً تؤثر بشكل سلبي على كافة جوانب الحياة الأخرى، فما قمية أن يكون دخلك 10000$ وأنت دائمًا تحت ضغط أو أنك مضطر للعمل طوال اليوم وتهمل أسرتك وصحتك.
لكن ما أركز عليه هنا نقطة حب العمل من الأساس بغض النظر عن طبيعته والعائد المادي والاجتماعي منه، لماذا قد يُفضل الشخص عمل ويكون شغوف به لأقصى حد مع وجود فرص أخرى متاحة له نحن نرى أنها أفضل وبمميزات أعلى يمكن أن توفر له حياة أرقى حسب مقاييسنا؟!
من جهتي أرى أن الأهم من العمل أو الوظيفة هو الدافع الذي يدفعنا للقيام به من الأساس، فقد يكون دافع المُعلم تنشئة جيل متعلم وهدف الطبيب إنقاذ أرواح الناس. ولكن بالطبع لا أهمل بقية الجوانب الأخرى ولكنني أضعها في مرتبة أقل من الرسالة والشغف. فبالنسبة إلىّ أن استيقظ من النوم وأضيف جزءًا جديدًا في رسالتي وأتبع شغفي براتب متواضع خيرًا لي من الآف الدولارات في عمل لا يمثل جزءً من رسالتي.
وأنت ماذا عنك ؟ هل تستيقظ من النوم وتتناول فطورك ثم تنطلق في نشاط وحيوية إلى مقر عملك حيث تؤدي ما تشعر بشغف وحب تجاهه أم أنك تتصارع مع نفسك كل صباح للنهوض من السرير والذهاب للعمل لكيلا تتقلى خصم أو لأنه فقط مصدر زرقك الوحيد ؟!
التعليقات