هل الضرب والصراخ وسيلتين ناجعتين للتربية ؟

خطيرتين؟

لا أتفق معك في هذا إلا إذا قصدت الضرب المبرح. الأصح أن تقول هي وسائل غير حكيمة في التربية و لكن بشكل عام لا يعني أن من يضرب و يصيح بوجه أطفاله هو والد أو والدة غير كفؤ، بالنهاية هم بشر يرضخون تحت ضغوط الحياة و مشاكلها و قد تكون ردة فعل غير مقصودة في موقف معين.

أما إذا قصدت أن هذا نمط متكرر قد ينتهجهه بعض الأهالي ، حسناً...هذه الوسيلة إذا كانت فعالة فسوف تفقد فعاليتها مع التكرار. و للصدق أنا أشجع الضرب في مواضع لا يصلح فيها الهدوء و لكن بشروط أن يكون غير مبرح و في مواضع معينة عباطن اليدين. و أن تكون آخر وسيلة يُلجأ إليها..

يوجد مواقف لا يصلح معها اللّين إطلاقاً..مثلاً طفل يلعب بالأدوات الحادة بشكل مستمر رغم تأنيب أهله المستمر.

في كل الأحوال يجب أن تلفت نظر الطفل لسبب العقاب و إلا عاد و كرر الخطأ مرة تلو أخرى و في هذا سيكون اللوم على الأهل لعدم بيان سبب العقاب و توضيح الصواب للطفل.

الحزم و اللين جوهريان في التربية من حيث الكيفية و التوقيت في استعمالهما.

91% من الاعتدائات الجسدية و 82% من الاعتداءات الجنسية حصلت في اماكن يفترض ان تكون آمنة للطفل. (د. فضيلة المحروس 2001)

في عنوان المشاركة تتحدث عن الضرب و هنا تذكر الاعتداءات الجنسية، لقد شتتَ كثيراً، فهذا لوحده موضوع كبير لا يمكن أن تتحدث عنه عرضاً..

لأن الأساليب السيئة سهلة جدا! أما الأساليب الحسنة فصعبة التطبيق. تحتاج جهدا من الأبوين ليتحكموا في أنفسهم أولا ويفهموا غضبهم الذي لا دخل للطفل به!

موضوع مهم. شكرا لطرحك

فلماذا ينتهج الآباء أسلوب العنف اللفظي والجسدي ؟ هل يعود ذلك لتربية آبائهم ؟ أم تأثير المحيط عليهم ؟

من شبّ على شيءٍ شاب عليه. معظم حالات العنف يكون سببها الرئيسي هو بأن الأب أو الأم إعتادو على هذا الأسلوب والنهج منذ صغرهم. وربما يعتقدون بأنها وسيلة جيده للتربية وقد لا يدركون نتائجها. في حالات خاصة يكون سبب العنف أيضاً هو الضغط النفسي والإجهاد على أحد الوالدين سواءاً بسبب ظروف الحياة أو أي أمور خارجية. نتيجةً لذلك قد لا يجدون سوى ابنائهم للتنفيس عن ضغوطهم عليهم ):

في حالات خاصة أخرى. قد يكون السبب هو وجود أمراض نفسية عند أحد الوالدين قد يدفعهم لإستعمال العنف بشكل مفرط تجاه أبنائهم.

كيف نقنع الأولياء بأن يتوقفوا عن هذه الظاهرة ؟

لآ أجد طريقة نقنع بها أولياء الأمور بان يتوقفو عن هذه العادة أشدُ مِن إخبارهم بأنه قد يكون لهذا الأسلوب نتائج عكسية مستقبلاً. قد يكون أبنك طفلاً الآن ولكن بعد عده سنوات سينضج وستكون أنت أول شخص يحتاج لرعاية أبنائك. فأحسن تربيتهم يحسنون الإعتناء بك في آخر حياتك.

لن أحدثك من منطق والد لكني من منطق مُربي، درَّست العام الماضي في الصيف طلبة مشاغبين في مثل سنك وقد دخلت الفصل بعقلية الأستاذ الكيوت الذي يحب تلامذته و يحكي معهم ويحاول التقرب منهم ومعرفة مايشغلهم وكنت ممن يُجَرِّم الضرب ويراه وسيلة شريرة وغير إنسانية في التربية لكن الواقع أنه بعد انتهاء دورتي في التدريس والتي لم تتجاوز الشهرين أصبحت جاكي شان مبتدئ والحمد لله وهكذا كونت نفسي بشكل عصامي في فنون الضرب والركل دون التسجيل في أية دورة و بشكل مدفوع لي أيضا :)

ومنه نستنتج أن الواقع غالبا مايختلف عما يتم تخيله وقد تتغير قناعاتك أنت بالذات 180 درجة حين تضع نفسك بشكل عملي مكان المربي .