كنت اتحدث مع زميل لي عن تربية الأطفال فشكا لي من طيبة أطفاله و تربيتهم الأخلاقية المتشددة. فهو يزرع فيهم الاخلاق من صغرهم غير أنه يشكو إلي مؤخراً من أنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع الشارع ومع اخلاقيات الأطفال الذين يعتادون الشوارع حتى أن طفلاً في عمره مشاغب راح يمزح معه مزاح ثقيل فلم يعرف ابنه كيف يتصرف ونظر إليه فقال أبوه لهذا الطفل: عمر مش بيهزر الهزار دا! سيبه!

يقول: لا اعرف كيف افعل؟! اني أخشى عليهم أن لا يعرفوا كيف يعيشوا في هذا الجيل وبين أطفال المدارس! فأنا أعلمهم أن الكذب لا يصح وأن الصدق واجب دوما وان لا يشتموا أحدا... وهم غير مشاغبين بالبيت ويسمعون الكلام ولا اريد لهم أن يحتكوا بالأطفال اندادهم في المنطقة الشعبية التي أسكن بها!

هذه برأيي مشكلة كبيرة؛ لأن الذي يعيش بمنطقة شعبية ويرى أخلاق الأطفال وكيف يتعاملون، يخشى على أطفاله فيحبسهم بالبيت! فهو لا يريد لهم أن يسمعوا ألفاظ خارجة أو أن يغنوا أغاني مهرجانات ولا يسلكون سلوكيات غير مهذبة. ثم لما يذهبوا إلى المدرسة يقابلون أشكالاً وألواناً منهم ولا يعرفون كيف يتصرفوا ويأخذون حقهم!