لماذا نرفض بعض الأزواج فقط على شروط فرعية مثل المؤهل أو طبيعة العمل رغم امتيازه في بقية الأمور!

الفكرة أنها خريجة علوم لم تجد وظيفة وأبيها مهندس يعمل مسؤول مخازن مهنة لا علاقة لها بأي أداة هندسية حتى! أخبرتهم بذلك فكان رده ( نريده متعلم وليس جاهل فالكل هنا أصحاب علم) أنا غاضب لأن صديقي الموصوف بالجهل يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب ويعرف معنى كل تفصيلة به وحتى في عمله ولله هو باب رزق لأكثر من خمسين شاب يعملون معه لا يدخن ولا حتى يفعل ابسط الحرام على حد ما أرى منه فلماذا يرفضوه

مصدر تلك العقلية هو خوفهم الشديد وعدم ثقتهم في كل ما هو عمل حر وتجارة وغير مبني على منصب ثابت ومضمون. لا أوافق أبدا على هذه العقلية لكن هذه الحقيقة موجودة، والمشكلة أن بعضها متحقق على أرض الواقع.

كثيرين زوجوا بناتهم لأشخاص كانوا في بحبوحة مالية وتجارة ومشاريع... وإذا بهم بعد سنوات يخسرون كل شيء ويعودون لنقطة تحت الصفر وتسوء حالة ابنتهم إلى حد كبير.

لكن هذه القصص قليلة وليست الغالب الأعم، وعلينا أن لا نتعلق كثيرا بالضمانات والماديات، لأنه أولا وأخيرا الله هو الرزاق، وكون الشخص لديه شهادة وحتى وظيفة حكومية مضمونة لا يضمن له شيئا من الرزق إلا بما كتبه له رب العالمين.

لماذا برأيك يفعلون ذلك سواء هم أو نحن، لماذا نعاير بعضنا البعض على نقائص ونهمل كماليات وميزات أخرى وكأننا نبحث عن مبررات لنعيب بعضنا البعض!

ولكن ماذا عن خلقه وعن ادبه وعلمه واهله وكرمه واخلاقه ونجاحه و.... هل ترى من المنصف أن نهمل كل هذا ونقول الطول والعرض ومثل هذه التصنيفات!

سامحوني على هذه العبارة، لكني لا أجد معبرا عنها أفضل من هذا، قال الشيخ البشير الإبراهيمي عليه رحمة الله -رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إبان الثورة-: "وكم من بغل بردعته الشهادات".

للأسف في هذه السنوات، أصبحت الشهادة لا تدل على امتلاء العقل بشيء! وتعرفنا على كثير من حاملي الشهادات، منهم دكاترة وأطباء ومهندسون: لا يستطيع المرء أن يتحمل جلسة معه في مقهى! من شدة جهله وتفاهته..

وكنا في الجامعة وفي الإقامة الجامعية، ومرت علينا نماذج كارثية من حاملي شهادات لهم دناءة ورداءة نستحيي من أن نحكيها.

بل وسمعنا عن أساتذة في المدارس، ودكاترة في الجامعات، قصصا لا يمكن أن تحكى من قذارتها. وليس هذا بشاذ؛ بل كثر وكثر حتى طغى وصار واقعا مريرا.

بينما على النقيض من ذلك: كثيرون من غير حاملي الشهادات لهم عقول راقية، وعلوم راسخة، وثقافة خارقة..

أما عن قولك:

ومن الناحية الدينية يحق للفتاة رفض من يتقدم إليها حتى لأتفه الأسباب إذا كانت لا ترتاح نفسيًا

فأقول: يحق للفتاة أن ترفض من يتقدم لها إذا كانت لا ترتاح نفسيا؛ لكن ليس لأتفه الأسباب..

فإذا كانت الفتاة لا ترتاح نفسيا لرجل تقدم لخطبتها، فيمكنها أن ترفضه وتقول أنها لم ترتح نفسيا.. بدل أن "تكذب" وتقول أنه بسبب أنه لا يملك شهادة! والكذب حرام شرعا، وهذا الفعل لطالما سبب عاهات نفسية ومجتمعية كبيرة نعرفها اليوم.

هو طرح الطرف الأول من المشكلة، وأنت أتيت بالطرف الثاني من المشكلة!

بينما نحاول أن نحارب من يقيمون الرجل على أساس شهادته، ها أنت تطلب منا أن نقيم المرأة على أساس شهادتها! ونعتبر أن حاملة شهادة الدكتوراه أو الماجستير شخصية متكبرة لا محالة! وأنها ستهين زوجها بعد سنوات لأنه ليس لديه "دكتوراه"!

لا يصح هذا أخي محمد.. لا تلعب ضدنا ههههههه

زوجتي أعلى من شهاده أنا أحمل دبلوم و وهي بكالوريس و متزوج لي 17 سنه . و عايش مبسوط بفضل من رب العالمين

لن تجد زوجين متفاهمين فكريا كل شخص وله نظرة في تعامل مع الحياة و المشاكل أنا أتحداك أمام الجميع حتى الإنبياء لم يسلمو من هذا الإختلاق وإذا حصلتي فأن أحد الطرفين تنازل عن حقوقه . يمكن الحل في طريقة تأقلم مع هذا الاختلاف وتعايش معه .