كثيرًا ما نسمع أسئلة من الأطفال مثل لماذا نصوم؟ ولماذا الصيام حتى المغرب فقط، ولماذا في خلال شهر رمضان وليس في شهور أخرى، وينقسم الأطفال عادة إلى فريقين، الفريق الأول يكون متحمسًا للصيام تقليلدًا للكبار ولكن لا يقدر على الصبر بضعة ساعات، والفريق الثاني لا يحب الصيام ويشعر بثقله، فكيف يمكن تعويد الأطفال على الصيام وشرح الهدف منه بما يناسب عمرهم وعقليتهم؟
ما أفضل طريقة لتعويد الأطفال على الصيام في رمضان وفهم الهدف منه؟
صحيح، الأطفال لديهم فضول طبيعي، وهذا أفضل وقت لنشرح لهم الصيام بطريقة تناسب سنهم. بدلاً من أن نقول لهم: يجب أن تصوموا لأنه فرض ، يمكننا ربط الصيام بأمور يحبونها. على سبيل المثال، يمكننا توضيحه لهم على أنه تدريب على الصبر والقوة، تماما كما يتعلمون ركوب الدراجة أو حل الألغاز الصعبة، فكلما تدربوا أكثر، أصبح الأمر أسهل.
كذلك، يمكننا ربطه بمفهوم العطاء، فإحساس الجوع يجعلنا نقدّر نعمة الطعام ويدفعنا للتفكير في من لا يجدونه بسهولة. ومن الأفضل أن نبدأ معهم بالتدريج، كأن يصوموا جزءا من اليوم أو يومًا بعد يوم، حتى يشعروا بالإنجاز دون أن يكون الأمر صعبا عليهم منذ البداية.
كذلك، يمكننا ربطه بمفهوم العطاء، فإحساس الجوع يجعلنا نقدّر نعمة الطعام ويدفعنا للتفكير في من لا يجدونه بسهولة.
لا يجب أبدًا أن نربط مفهوم الصيام لدى الأطفال بشعور الجوع أو التقدير للطعام فقط، لأن الصيام هو عبادة تهدف إلى تقوية الإيمان والانضباط الذاتي، وتعليم الأطفال القيم الروحية والدينية مثل الصبر والتواضع، وليس مجرد اختبار لجوعهم، كما أن فكرة ربط الصيام بالجوع قد يغير من فهمهم للعبادة ويجعلها عبئًا نفسيًا بدلاً من تجربة روحية مليئة بالفهم والتقدير، لذلك من الأفضل أن نشرح لهم أهمية الصيام كوسيلة للتقرب إلى الله، وأن نعلمهم تدريجيًا عن قيمته الدينية والروحية دون تحميلهم عبء مرتبط بالمعاناة الجسدية.
أنا قرأت الفكرة بعقل الأطفال ووجدتني تلقائيا أوجه سؤال لمن يخبرني هذا السبب وأسأله ماذا لو أنني أكثرت من العطاء للمحتاجين ألن أكون مضطرا للصيام حينها؟ الأطفال مجادلين وهذا علامة من علامات الذكاء لأنه لا يجعل أصحابه يقبلون بما يقال لهم وكأنه حقائق مسلم بها ولكنه يجعلهم يفكرون وينتقدون حتى يصلوا للصواب بأنفسهم، وربط الصيام بمفهوم يمكن تطبيقه بوسائل أخرى كثيرة تضعف لديهم حجة أهمية الصيام @Shimaa_Mohammed5
بدأت مع ابنتي بتعويدها على الصيام لساعات قليلة وكل عام كنا نزيد وهي الأن تصوم الشهر كاملا منذ عامين.
وشرحت لها أننا نصوم لأن الله طلب منا ذلك في شهر رمضان، والصيام يساعدنا على الشعور بنعم الله مثل الطعام والماء، فنشكر الله أكثر. كما أنه يعلمنا الصبر والتحكم في أنفسنا، حتى نصبح أقوى وأفضل.
وطبعا شرحت لها الآية التي تشير لشهر رمضان في سورة البقرة وشرحتها لها بأسلوب بسيط، وهي الآن تفهم ذلك وتعيه جدا
هل تطرقت في الأسباب لفكرة فائدة الصيام نفسه لجسم الإنسان؟ فالله لا يشرع شيئا أو يحرمه إلا فائدة للإنسان أو حمياته من ضرر. وسيكون من الجميل أن نعلم أطفالنا أن أي عبادة يقومون بها هي في حد ذاتها نعمة لهم، وفي الصيام تحديدا فله فوائد لا حصر لها مثل تخليص الجسم من السموم والمواد الضارة، وقاية من أمراض خطيرة، وتقوية مناعتنا التي تجعلنا أقوى ولا نتعب بسهولة.
ممكن تبدأي بالتدريج معهم عن طريق تخليهن اذا اول مرة بصومو فقط للظهر بعدين شوي شوي للعصر شوي شوي للمغرب طبعا هالشي حسب أعمار الأطفال وبالتدريج ويفضل يبلش من عمر صغير حتى مايستصعب الأمور بس يكبر بالإضافة للتشجيع من كل العائلة وتدخلو بجو رمضان من سحور وفطور وتراويح خصيصا بالجامع بتعطي انطباع كتير حلو
هل تؤيدين فكرة أن نكافأ تجاوزهم لفترات الصيام بمقابل مادي بسيط مثلا أو هدايا تشجعيا وتحفيزا لهم أم يمكن أن يضعف ذلك من دافعيتهم الذانية فيما بعد؟
بالبداية اي لأنهم أطفال صعب كتير يفهمو المغزى الحقيقي من الصيام. لكن مع شرح بسيط، وأسلوب لطيف، وتشجيع على الصيام، والتراويح والأجواء الرمضانية رح تخلي يحب الصيام ويتقبلو ويترك ذكرى طيبة عندو. بس مابفضل يكون التشجيع عن طريق المال ممكن عن طريق ساعة إضافية من مشاهدة البرنامج المفضل او شوكليت يعني يكون شي بسيط تشجيعي ومو بشكل دائم متل التدرج بأوقات الصيام
جميل سيذورا. التدرج في المكافأت سيكون توازنا جيد ما بين التحفيز الخارجي والحفاظ على الدافعية الذاتية عن طريق إستشعارهم بالأجواء الروحانية الجميلة لهذا الشهر. أعتقد أيضا أن خلق الأجواء المميزة لهم سيحببهم أكثر لشهر رمضان، فتعليق الزينة والفوانيس يصنع مشهد مبهج يسر النفوس. حتى وأنا كبيرة مازلت أفرح بالأنوار المعلقة في البيت ولا أكاد أنتظر أن تغيب الشمس كي أشعلها فما بالك بالأطفال!
على المربي أن يعوّد الطفل على الصيام ويجعله مستعدا قبل شهر رمضان فالطفل لا يولد كبيرا وأيضا يؤهله نفسيا و يحضره ذهنيا قبل أن يحثه على الصيام بشكل مباشر ويحاول دائما أن يكون قدوة له كأن يصوم المربي صيام النوافل أو الصيام المتقطع الطبي ويشتري له كتيبات صغيرة نافعة تتحدث عن فوائد الصيام الدينية والصحية إلى غير ذلك
يجب أن يكون تدريجيا، مثل السماح لهم بالصيام لساعات محدودة في البداية أو صيام نصف يوم، مع مكافأتهم وتشجيعهم عند كل تقدم يحققونه. و محاولة إشراكهم في أجواء رمضان مثل تحضير الإفطار والمشاركة في أعمال الخير الخاصة بهذا الشهر (مثل تنظيف المسجد، المساهمة في توزيع التمر والماء عند أذان المغرب.....) هذا يجعلهم يشعرون بفرحة الصيام و الاحساس بالمحتاجين بدلا من التركيز فقط على الجوع والعطش.
يمكن تعويد الأطفال على الصيام بطريقة تناسب أعمارهم من خلال التدرج في عدد الساعات، كأن يبدأوا بصيام جزء من اليوم ثم زيادته تدريجياً. ولتحفيزهم على التجربة، يمكن تشجيعهم بمكافآت رمزية أو إشراكهم في تحضير السحور والإفطار.
وشرح الهدف منه بما يناسب عمرهم وعقليتهم؟
فيمكن تبسيطه لهم بأمثلة قريبة من واقعهم، مثل أن الصيام يعلمنا الصبر ومساعدة الآخرين، ويجعلنا نشعر بمن لا يجد الطعام بسهولة. يمكن أيضاً استخدام الأسئلة لتحفيز تفكيرهم، مثل: (كيف تشعر عندما تكون جائعاً؟ تخيل أن هناك أطفال لا يجدون الطعام يومياً، كيف يمكننا مساعدتهم؟) بهذه الطريقة، سيدركون أن الصيام تجربة تحمل معاني الرحمة، وليس مجرد امتناع عن الطعام.
التعليقات