نحتاج إلى النوم لأجل الراحة بكل تأكيد، ولكن ما الذي يجعل النوم ضروريًا لكل الكائنات إلى هذا الحد؟
لماذا تحتاج الكائنات الحية إلى النوم؟
أكيد النوم لم يخلق فقط للراحة وأن له وظائف أخرى كثيرة، في الفكرة العامة يمكننا أن نقول أن هذا الوقت هو وقت الإصلاح، إصلاح الجسد من اتلافاته أول بأول ولكن إذا ما أردنا التفصيل يمكننا أن نقول أنه إصلاح الأنسجة ويعمل النوم على تعزيز وظيفة المناعة وإطلاق هرمونات النمو أيضاً، حيث تساعد هذه العملية التجديدية في الحفاظ على مرونة الجسم ضد المرض والإرهاق اليومي والتعب المجاني.
وطبعاً له دور في صحة الدماغ، يزيل السموم ويدعم الوظائف الإدراكية مثل التعلم والذاكرة والتوازن العاطفي. ولذلك لنتأكد أن الموضوع ليس فقط راحة ما علينا سوى مراقبة بعض الحيوانات، حيث هناك بعضهم ينامون بنصف دماغ فقط ليبقوا على انتباه من أخطار الغابة، ما يعني أنهم لا يريدون الراحة فقط، بل هو الاصلاح، ساعات ضرورية للترميم مكتوبة على الكل.
إذًا النوم هو مسألة بقاء وانعدام. لكني قرأت أنّ أسماك القرش مثلًا لا تنام. لا أعرف إن كانت طبيعة أجسامها تعوضها عن هذا. لكن يبدو أن النوم عالم كبير ملئ بالأسرار، والشاهد وجود تخصص طبي كامل لدراسة النوم وكل الأمور المتعلقة به، وهو تخصص واعد.
اعتذر عن تصحيح معلوماتك
النوم غريزة في حياة جميع الكائنات الحية ، ولكن يختلف ساعات وطريقة النوم من كل كائن ، وكذلك سمك القرش ، بالنسبة للقرش فهو ايضا ينام ، ولكن بطريقته الخاصة لانه القرش اذا توقف عن الحركة رح يموت ، يجب ان يبقى يسبح لكي يصل الاوكسجين ، فكيف ينام ؟ ، وهو بتحرك كل شوي بريح عقله ، يعني ممكن يكون يتحرك بس هو مش بوعيه فهو نايم ،ولكن يبقى على حركته
لا بالعكس أشكر حضرتك. هذا هدف المنصة، النقاش وتصحيح المعلومات المغلوطة.
هل هذا يعني أنّ جميع الكائنات المذكورة هنا تطبق نفس الشيء؟
جميع الحيوانات المذكورة في اللينك الذي أرفقته تنام أيضا، لكن بطريقتها الخاصة، فنفس اللينك يقول أن الفيل لا ينام لأسابيع، لكنه ينام في النهاية.
والدولفين ينام لكن بطريقة مختلفة، لكنه ينام وهو في حالة وعي حتى لا يغرق، لكنه في النهاية يُسمى نوم، وهذا ما قاله اللينك الذي أرفقتَه.
أعتقد أن المشكلة في العنوان فقط، وهو ليس حقيقي، بل مجرّد جملة مختلفة لجذب انتباهك فقط، لكنها علميا خاطئة.
إن أردنا معرفة لماذا هذا النشاط البيولوجي أو ذاك أو هذا العضو أو ذاك, ضروري فعلينا أن ننظر لحالات عدم حدوثه, فمن أجل معرفة دور تناول الطعام ننظر ماذا يحدث للجسم في حالة التوقف عن تناوله, ولمعرفة أهمية تنفس الأوكسجين ننظر في حالة التوقف عن التنفس ماذا يحدث للجسم؟ لمعرفة أهمية الكبد ننظر في حالات الفشل الكبدي أو الفشل الكلوي لمعرفة دور الكلي وهكذا...
وبالتالي عودة للنوم ماذا يحدث في حالات التوقف عن النوم نهائيا لبضعة أيام؟
ما يحدث أن الشخص يصاب بالتشوش الذهني وعدم القدرة على التفكير والهلوسات والكلام غير المفهوم ومشاكل ذهنية عدة باستمراره مستيقظا. ولأن الجهاز العصبي هو الذي يتحكم في دقات القلب والضغط الدموي فإنه يحدث اختلال بدقات القلب وارتفاع بالضغط, وكل مشكل سيؤدي لمشكل آخر أكثر تعقيدا بالاستمرار مستيقظا, إلى أن نصل للموت.
هناك مرض وراثي عائلي جدا نادر يصيب بضع عشرات من الأفراد حول العالم يسبب عدم القدرة على النوم وينتهي المطاف بأصحابه للموت المحتم بعد أشهر قليلة من ظهور أعراض الأرق الشديدة عليهم.
لماذا يحتاج الجهاز العصبي للنوم أصلا؟
في واقع الأمر العلماء لا يعلمون على وجه اليقين لماذا الدماغ بحاجة للنوم كي يعمل بشكل سليم, ولكن من بين النظريات الأكثر قبولا هي عملية التخلص من المخلفات المتراكمة بالدماغ أثناء اليقظة, إذ ترتفع نسبة العديد من المواد السامة الناجمة عن عملية حرق الخلايا للطاقة, الأمر أشبه بالمواد السامة الناجمة عن عملية حرق البنزين بالمحركات, وكلما تراكمت هذه المخلفات بدماغنا كلما شعرنا أكثر بالنوم, وأثناء عملية النوم يقوم الجسم بإعادة تدوير هذه المركبات السامة لمركبات قابلة لإعادة الاستخدام.
هل هذا هو السبب الوحيد؟
مازال العلم يبحث في كل الأسباب المحتملة لحاجة الجسم للنوم, وما هذا إلا سبب واحد من الأسباب.
بكل بساطة النوم يشبه الشاحن، نحن بحاجة إلى طاقة أو شحن لنعمل بشكل جيد تماماً كالألعاب والأجهزة المختلفة، لأننا في نهاية كل يوم نشعر بالتعب والإرهاق ونفقد طاقتنا بالكامل، ودور النوم هنا هو جعلنا نستعيد طاقتنا المفقودة ونستكمل أعمالنا بنشاط وكأننا أجهزة تم شحنها وترتيبها من الداخل للعمل بكفاءة أكبر، كما نستيقظ ونحن على استعداد للعمل والتعلم على عكس إذا لم ننام، ففي هذه الحالة نصبح كالجهاز ذو البطارية التالفة أو الضعيفة فلا نفكر بشكل جيد ونفقد القدرة على الحركة والنشاط.
الشاحن هو الذي يشبه النوم. النوم هو الأساس طبعًا.
أستعجب من قدرة مدة بسيطة من القيلولة كذلك على إعادة شحن الشخص وتهيئته. سبحان الله فعلًا. الفكرة في أن الاسترخاء يجعل هناك توازن في إفراز الهرمونات بأنواعها وهي لا تتوقف عن الإفراز مع مواقف الحياة اليومية والتوتر الذي تسببه. يكفي جدا أن النوم ليس به توتر ليستعيد الجسم حالة التوازن الطبيعية له.
التعليقات