إن الصراع بين حقوق النساء والرجال لا ينتهي، ودائمًا ما تُنادي النساء بحقوق المرآة في حين أن الرجال يخرجون صائحين رافضين المساواة!

ولكن هل حقًا ترغب النساء في المساواة ؟!

ليكن الجواب بكل بساطة .. لا

فهناك فارق كبير بين الحقوق والمساواة .

النساء تُطالب بالعدالة، والعدالة هي إعطاء كل شخص حقه كما يكون بغض النظر عن حقوق الأخرين، أما المساواة فهي توزيع الحقوق على الأشخاص بالتساوي في الكم والكيف .

ما تُطالب به النساء بكل بساطة أن تأخذ حقوقها كاملة، أن تستطيع المُطالبة بالحقوق والجهر بها، أن تستطيع الحديث عندما تُظلم، أن يكن لها صوت مؤثر وكيان في المجتمع، أن تعمل، تُسافر، تعيش الحياة كما تُحب طالما يتوافق ذلك مع مبادئها ولم يُلحق ضرر أو أذى بشخص أخر .

قد تكون معظم هذه الحقوق مُتشابهة مع حقوق الرجال، ولكن حتى هُنا لا يُمكننا القول أنها مُطالبة بالمساواة، بل إنها لا تزال مُطالبة بالعدالة لأن الهدف الرئيسي من هذه المُطالبات هي أنها حقوقهن من الأساس؛ وليس لأنها حقوق الرجال ويُردن مثلها .

هي تُطالب بالعمل لأنها ترغب في العمل ولأنه حق لها

هي تُطالب بالسفر لأنها ترغب في السفر وهو حق لها

هي تطلب أن يحق لها أن تجهر بطلب الزواج لأنها ترغب في الزواج من شخص وهو حق لها

هي تطلب أن لا يتحكم أحد في حياتها، لأنها كيان منفصل وهو حق لها

كلمة الحقوق في حد ذاتها كلمة مرتبطة بالعدالة وليس المساواة، فالعدالة ستُعطي كل شخص حقه كما ينبغي أن يكون، ولكن المساواة ليست من الضروري أن تُعطي الحقوق كاملة لأصحابها .

وفي النهاية ليس لأن الحقوق تشابهت أو تساوَت مع بعضها أن يكون الهدف هو المساواة، فالهدف الحقيقي للنساء يكون لشخصهن ولنفعهن أولًا بغض النظر عن كون الأخر له هذه الحقوق ويتمتع بها أم لا !

إن كانت النساء تُطالب بالعدالة بغض النظر عن أي شيء أخر، وليس المساواة، هل مازلت تُهاجم فكرة الُمطالبة بحقوق المرأة؟