زميلة لي كانت تشتكي من تغيّر ابنها في الفترة الأخيرة، قالت: "لم يعد كما كان، كان يسمع الكلام فورًا، لا يناقشني، ولا يعارضني. أما الآن فصار يجادلني في كل شيء" ثم أعطتني مثالًا قالت فيه: "طلبت منه أن يرافقني لزيارة أحد الأقارب، فقال لي بهدوء: ماما، لا أشعر بالارتياح تجاه هذا الشخص، وأفضل ألا أذهب، وأنا بصراحة انزعجت، هل هذا تمرد؟ أم أني أنا من تعودت على الطاعة دون نقاش؟"
هذا الموقف يفتح أمامنا نقاشًا مهمًا حول مفهوم التربية في عصرنا الحالي. فقد تغيرت القواعد، وأصبح من الطبيعي أن يعبر الأبناء عن آرائهم وأفكارهم، حتى لو اختلفت مع وجهة نظر الوالدين، طالما كان ذلك بأسلوب محترم، والتربية اليوم ليست مجرد طاعة بلا مناقشة، بل هي بناء جسر من الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأجيال. فكيف نربي أبنائنا على احترامنا دون أن نطفئ فيهم روح الشخصية والاستقلال؟
التعليقات