أشعر أن هناك جو عام من اللامبالاة حتى وإن أظهر الناس التأثر ببعض الأحداث الصعبة التي تدور من حولنا، ولا أعلم ما إذا كان نفس الفريق اللامبالي هو نفسه الذي يتأثر أو أن هذا فريق وذلك فريق آخر، لكن ما أعلمه حقًا هو أن اللامبالاة أصبحت منتشرة بشكل ملاحظ.
لماذا انتشرت اللامبالاة إلى هذه الدرجة؟
لا مبالاة من أي شيء تحديدا؟
إن كان قصدك الأحداث العامة فهذا قلة حيلة وليست مبالاة، لأن بالنهاية لن نتمكن من فعل شيء سوى ما هو مسموح لنا لا أكثر.
أما عن الأشخاص أنفسهم، فأجد أن السعي المستمر الذي فرضه علينا الوضع الاقتصادي، جعل الإنسان راكض وراء العمل والمال ليغطي نفقات حاجته، فتخيلي شخص يعمل 12 ساعة باليوم، ما الذي سيبالي له سوى أن يذهب لمنزله وينام ليبدأ نفس الأمر باليوم التالي؟!
لا مبالاة من الأحداث والحياة وكل شيء تقريبًا.
كلامك يوحي بالإنهزامية ويعطي شعورًا بأنه لا حيلة لنا في شيء نهائيًا سواء في تغيير الأحداث أو حتى حياتنا وكأننا ترس صغير في آلة تدور يقوم بعمله الذي يفترض به عمله فقط!
أين إرادتنا الحرة؟ وأين قدرتنا على التغيير؟ لو فكر كل شخص نفس التفكير لما تقدمت البشرية من الأساس.
ماذا غيرتي بأحداث غزة مثلا باستثناء المقاطعة والتبرع والدعاء؟ هناك أشياء بين أيديكِ وأشياء ليست من سلطتك/ هل يمكنك الآن الذهاب عند السور واتخاذ موقف؟!
لماذا استثنيكِ ألست من الناس التي تسألين عنهم؟
بالنسبة للأسطول ماذا سيفعل غير المسموح له بأن يفعله؟
ربما لدي ما يمنعني من المشاركة أو أكون قد فعلت شيئًا ولا أريد مشاركته مثلًا، هذا بالإضافة إلى أن في المقام الأول الرجال هم المكلفون بالقتال، فأين هم؟
المقصود بتعليقي السابق على العموم أن هناك من يتحرك ويحاول فعل شيء ولا يكتفي بالجلوس وقول لا يوجد ما يمكنني فعله أو لا فائدة.
إذا كان لديك ما يمنعك من المشاركة فقد يكون الآخرين كذلك، وقتها لا يمكنك لوم الآخرين طالما أنت بنفس الوضع.
من سيخرج للقتال ومن أي ناحية، أنت تعيشين بدولة وتتصرفين وفقا لقوانينها، هل الرجال الآن لو خرجوا هل سيسمح لهم بتجاوز الحاجز، وإن تجاوزوا بأي سلاح سيحاربوا؟، لنفكر بدلا من العاطفة
سواء في تغيير الأحداث أو حتى حياتنا وكأننا ترس صغير في آلة تدور يقوم بعمله الذي يفترض به عمله فقط!
أين إرادتنا الحرة؟ وأين قدرتنا على التغيير؟ لو فكر كل شخص نفس التفكير لما تقدمت البشرية من الأساس.
كنت قد قرأت قولاً لعصام حجي بعد أن سأله سائل لماذا لا نجد في مصر وربما في باقي الوطن العربي المبدعين الحقيقين و المخترعين و المفكرين الذين يغيرون أوضاع البلاد و العباد مثلما في أمريكا أو أوربا؟! قال له لأن الشباب تستنزف طاقاتهم الجبارة في سن التفكير و التغيير وهو سن ما بين العشرين و الخامسة و الثلاثين! فهم لا يكادون يتخرجون حتى يواجههم السئال المصيري ماذا يعملون وكيف يوفرون حق السكن و شراء حاجيات الزوجية وفتح بيت والإنفاق على الأسرة فيعيش الشباب أفضل أفضل أيام طاقتهم في الهم المقيم في بناء أسرة و الزواج والذي كان من المفترض أن يُصرف للبحث العلمي و التفكير الجاد البناء. وكنت يا سهام قرات قولاً للعقاد و مقالاً يمدح فيه أوقات الفراغ والدعة وهي التي نفرغ فيها من تكاليف معيشتنا ويقول أن هذا الفراغ كان له الفضل على البشرية بان جعلهم يفكرون تفكيراً لا تقتضيه ضرورة العيش وحاجات البطن و نداء الجنس. تفكير مبدع خلاق فظهرت لنا المخترعات ومما لم نكن نتصوره لو دار الإنسان منهم في فلك حاجاته الأساسية من قوت ومشرب وملبس.
قد يكون كثير من الناس في أعماقهم متأثرين لكنهم يختارون التظاهر بالبرودوكأن القلوب اعتادت على القسوة أو صارت مُثقلة بما يكفي لتفقد حسّها تجاه ما يجري حولها.
هل شعور" اللامبالاة" قد يصبح سلوكًا متكررًا، كأنه قناع نرتديه لنتجنب التعامل مع الألم وطريقة لحماية الذات؟ أم رد فعل طبيعي لمواجهة التحديات الصعبة وكأننا فقدنا القدرة على التعاطف اتمنى أن أجد التوازن بين حماية أنفسنا والاحتفاظ بقدرتنا على التعاطف مع الآخرين وأعتقد الحل يكمن في إيجاد وسائل صحية للتعامل مع الصعوبات بدلًا من الانعزال وارتداء قناع اللامبالاة حتى لا يؤثر على من يحاولون الاقتراب منا أو مساعدتنا. أعتقد أن هذا يفتح الباب للمناقشة حول الصحة النفسية.
التعليقات