نهاية العيش حقيقتها الموت. عندها، ستُفارق من أحببت من الأولاد والأحباب، وتترك ما جمعت من الأموال، وتُحاسب على ما قدمت من الأعمال. فكل خير قدمته او شر فعلته مرصودٌ بدقة، ستواجه حتما ما زرعت. فإذا عدتَ اليوم عند ضيقك لصاحبٍ وصديق، فغدًا في وحشة قبرك، إلى من تعود؟

لكن مع هذه الحقيقةِ الصارمة، يبرزُ صوتُ الوهمِ المريح يهمسُ في الأذن: "الحياةُ لحظاتٌ جميلةٌ وخيرها وفير. لا تُلقِ بالًا للجائعِ، فقدرهُ منفصلٌ عنكَ. ولا تُثقلْ كاهلكَ بمصيبةٍ، فالذي وقعَ فيها هو المسؤولُ عنها. فكِّرْ في نجاحكَ، حتى لو أفشلتَ سواكَ. اجمَعِ المالَ، ولو سرقتَ غيركَ، فالمهمُ أن تُقنعهم بكلماتٍ جذابةٍ ومشاريعَ براقة، فتأخذَ أموالَهم عن طيبِ خاطرٍ. حينها، ستستمتعُ بالثروةِ دونَ محاكمةٍ، وستجدُ كثيرينَ يدورونَ في فلكِكَ. وبدلًا من أن تتعبَ في النصحِ والتوجيهِ، هناكَ طريقٌ مختصرٌ يمنحكَ تحكمًا أكبرَ بغيرِكَ؛ قليلٌ من المجاملةِ مع مزيجٍ من الكيدِ والمكرِ سيُطوِّقُ رقابَ الغيرِ. ألقِ بأخطائِكَ على كاهلِ سواك، ودعْهم يدفعوا الفاتورةَ، فالحياةُ تحتاجُ إلى 'شطارة'.

السؤال

هل يأسرُكم سرابُ الوهمِ بجمالهِ، أم توقظُكم لسعةُ الحقيقةِ بمرارتها؟