بعد فضيحة البراندات الأخيرة.. هل العلامات التجارية تخدعنا أم أنها مجرد لعبة من الصين؟

العلامات التجارية الفاخرة (ليس الجميع، لكن الكثير وربما الأغلبية) بالفعل تستورد منتجات من شركات متخصصة بما يسمى بالعلامات البيضاء white labeling، ولا يستثنى من هذا علامات تجارية صغيرة، وإنما هناك علامات تجارية كبيرة جدا، مثلا zara معروفة أن هذه هي طريقتها، كذلك شي إن يعمل بنفس الطريقة تقريبا، حيث يعرض منتجات موجودة على علي بابا وعلي اكسبرس بأسعار أعلى بكثير، لكنهم ينتقون جيدا المنتج الذي سيعرضونه على سوقهم، مما يجعل الكثيرين يشترون منه رغم أنهم يعلمون أنهم يمكنهم الحصول عليه بسعر أقل بكثير، لكن عناء البحث والمخاطرة بالتعرض للخداع هو ما يجعلهم يرضون بأسعار شي إن.

فالأمر ليس خداعا بالمعنى الحرفي، لكنه قد يحمل الكثير من المبالغات في موضوع الأسعار، حيث تقوم العلامات الفاخرة هذه (البراندات) بصنع قصة (قد تكون وهمية) حول منتجها، وتسوقه على أنه شيء كما يقال "فاخر عالآخر" لكنه مجرد منتج يمكن لأي شخص في العالم إنتاج مثيله تماما بلا فرق بتكلفة أقل 10 مرات من السعر الذي يعرضونه به!

فمن خبرة تسويقية في مجال التجارة الالكترونية أقول لك أن هذا غير مستغرب.

الحدث له علاقة بالفعل بقرارات ترمب حول الرسوم الجمركية، وهو رد فعل انتقامي إن صح التعبير، لكنه صادق إلى حد بعيد جدا.

أظن أن الحقيقة قد تكون في المنتصف فمن جهة نعم كثير من العلامات التجارية تعتمد بالفعل على مصانع في دول مثل الصين أو فيتنام أو غيرها لتقليل تكاليف الإنتاج وهذا معروف لكن في المقابل القيمة التي يشتريها الناس ليست فقط في الخامة بل في الاسم والتصميم والتجربة الكاملة للمنتج وهي أمور يصعب نسخها بشكل كامل في الوقت نفسه لا أستبعد أن تكون بعض الحملات جزءًا من محاولات للتشويش على تلك العلامات أو حتى تسويق منتجات مقلدة مستغلين شهرتها في النهاية أعتقد أن المستهلك عليه أن يكون واعيًا ويسأل نفسه قبل الشراء هل هو يدفع مقابل شيء يستحق فعلا هذا السعر أم فقط لأنه يحمل اسمًا شهيرًا؟ وهنا الفرق يكون واضح بين الرفاهية الحقيقية والاستغلال التجاري

الفصيحة أصلا خدعة 😊 ههه، الفصيحة لمن لا يعلم حقيقتها هي في الأصل فعل إقتصادي سياسي بالدرجة الأولى ، هي ورقة رابحة تستخدمها الدول أو الأشخاص في لحظة ضعف ما لي تُعري الضحية عندما تعتقد أنه تمادى في أمر ما، تمادى في نجاح مبالغ فيه أو تطاول أو أخذ فرص أكبر مما بنبغي، فتأتي الفضيحة لكي تعيده إلى مكانه الطبيعي.

العلامات الفاخرة تبيع "القصة" والرمز أكثر من المنتج نفسه والناس بالأخص النساء (تحب القصص)، وبرغم أن تشويه سمعتها بلا أدلة يشبه محاولة إطفاء حريق بصبّ المزيد من الزيت... وأنا أحب ذلك لأنه بحقيقة الأمر أنا تابعت الحرب الصينية على العلامات التجارية وأنا أتفق تماماً أن هذا ما يمكن أن يكون حقيقة ما يحدث [ ولكن ] هل هذا بالضرورة هو حقيقة الأمر .. لا أعلم ربما أكون أقرب لتصديق الصينين عن ترامب ، لكن كلاهم كاذبين ويتلاعب بالحقائق من أجل مصلحته.

سأحدثك من الواقع وكتجربة، هناك ماركات فعلا مشهورة جدا بها تفاوت فمرة تشتري تجدي المنتج ممتاز، ومرة ثانية تشتري المنتج من أول استعمال تجد أنه لا يعادل منتج من العتبة (العتبة منطقة مشهورة لدينا ببيع منتجات جيدة نوعا ما ولكن رخيصة) وستلاحظي هذا جدا بالجروبات التي تحذر من البراندات، حجم التفاوت التي ستجديها يجعلك تتأكدين أن اللغط الذي حدث ليس هبائا أو جاء من فراغ

بخلاف ذلك العلامات التجارية أغلبها لن أقول كلها تبالغ في تقييم منتجاتها وهذه عن تجربة كخامة وكجودة تجد أن هناك ماركات محلية تضاهيها، وأفضل منها، لذلك معياري الآن هو الجودة وليس هذا براند أم لا

شخصيًا، أميل إلى أن الحقيقة قد تكون بين الطرفين. كثير من العلامات التجارية تصنع منتجاتها في الصين أو في دول أخرى، وهذا ليس سرًّا. لأن الجودة ليست فقط في مكان التصنيع، وإنما في الخامات المستخدمة، ودقة العمل، وخدمة ما بعد البيع، وفوق كل هذا "اسم" العلامة وقيمتها السوقية.

وفي المقابل، من الطبيعي أن نشك أحيانًا في توقيت الحملات وانتشارها، وممكن فعلًا يكون هناك أهداف خلف الكواليس، سواءً سياسية أو تجارية، خاصة في ظل صراع المصالح بين الدول الكبرى.