يومياً تتسلل فضائح المشاهير لتصبح تراند حياتهم الشخصية من زواج وطلاق وخيانة وشجار وصراع على المال، والمشاهير مثلنا بالحقيقة رغم هالة النجومية التي تحيط بهم ، ولكنهم جميعاً بشر ليسوا ملائكة أو شياطين بالمطلق، ولكن لطالما كانت حوادثهم منذ بداية السينما والمسرح وهي مادة خصبة للصحف الصفراء والقيل والقال ، وعندما أنتشرت مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت حسابات بالكامل مبنية بالكامل في تحقيق الربح على حياة هؤلاء النجوم ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في حياتهم وإطلاق الشائعات الكاذبة أو الأخبار الحقيقية ففي النهاية النتيجة واحدة حصد ملايين المشاهدات والتفاعلات ، والخورزميات تحب تلك القصص وتساعد في نشرها لأنها ببساطة تحقق بقاء أطول على المنصات وتفاعل أكبر حيث تجد الناس يتحذبون للدفاع عن أرائهم السلبية أو الإيجابية حيال هؤلاء النجوم فتجد حياة مثل أنفصال السقا وزوجته مها، أو حسام حبيب وشيرين، أو العوضي وياسيمين عبد العزيز أو زيجات أبو هشيمة هي محط أنظار الجميع فالكل يتابع الفضائح وينشرها ويصدر الأحكام هنا وهناك دون التأكد بالضرورة من مصدقية الخبر، والأبشع أن تلك الحوادث يتم حتى استغلالها من قبل السياسين بمنطق (بص العصفورة) لفرض ضرائب جديدة أو رفع الأسعار أو الهرب من قضايا فساد كبرى ، وإنا أتعجب لماذا حياة المشاهير مهمة لتلك الدرجة .. ومتى يتوقف الجميع في إهدار وقته وحياته والتدخل في حياة المشاهير كما لوإنها حياته الشخصية؟
متى يتوقف الأشخاص عن التدخل في حياة المشاهير؟
برأيي لا يوجد جواب على سؤالك، هناك ثلاثة أطراف مشتركين في هذا العبث، الطرف الأول هو الجمهور الذي لا يعرف قيمة وقته وموارده فيهدرها في فضيحة هنا وخبر هناك، ثاني طرف هي الصحافة ولا تلوم عليهم هو يوفر ما يجذب الجمهور ولأن أغلب الجمهور مصاب بعفن عقلي لذلك يوفرون لهم التفاهات، ثالث طرف هو الفنان، أنت تشارك صورك أو أخبارك أو ملابسك وماذا تنتظر ؟ واحد معجبك وعشرة كارهين وألف واحد ساخر وهذه هي طبيعة الناس، لذلك أن أردنا حل فعلى الأطراف الثلاثة التغيير فيحفظ الفنان خصوصيته وتتوقف الصحافة ويستغل الناس وقتهم وهذا لن يحدث إلا لو امطرت السماء ارز باللبن
هذه أحد أكثر الاشياء استفزازا في المجتمع، ولا يكتفي الناس بمتابعة تلك الاخبار، بل تشغل تفكيرهم، ويتناقشون فيها في البيوت وفي العمل وفي المواصلات بشكل مثير للشفقة والسخرية في نفس الوقت. واذا سألت احد المتابعين لهذه الاخبار عن سبب قيامه بذلك، وعن أي فائدة أو متعة حتى يجنيها من ذلك، سيرد ردود مثل (ادينا بنتسلى)، ولكن حتى اذا اردت التسلية فهناك مئة طريقة للتسلية افضل بكثير من متابعة من انفصل ومن تزوج وتخوض في نقاشات لا دخل لك بها اطلاقا
من أكثر ما يثير الاستفزاز في مجتمعنا هو انشغال الناس المفرط بتفاصيل حياة الآخرين، من انفصل ومن تزوج وكأنها أولوياتهم الشخصية الأسوأ من المتابعة، هو النقاش المستمر حولها في كل مكان، دون أي فائدة تُرجى وإن سألتهم قالوا: "نتسلى" أليست هناك مئات الطرق للتسلية أكثر فائدة واحترامًا للعقل؟
نعم بالفعل سكينة لا أحد يبحث عن وسيلة تسلية صحية مثل تعلم مهارة جديدة أو ممارسة هواية صحية مثل لعب رياضة أو أي نشاط مجتمعي إيجابي هناك عشرات الطرق للتسلية ، لكن الغالبية العظمى من الناس تنشغل بحال الآخرين ، ولأن المشاهير الأكثر ظهوراً في أعمالهم وحياتهم الشخصية لذا حياتهم تحمل بريق لا يمكن لأحد من الأشخاص العاديين عن الإلتفات له فما بالك بالمرضى والمهوسين بمتابعة تلك النوعية .. وهو ما يجعلني أفكر هل من الممكن أن يكون هناك حل فعال لتلك القضية ..؟
لن يتوقف أحد عن ذلك ببساطة، لأن هذا النوع من المحتوى يجذب اهتمام الناس ويجلب زيارات بالملايين، ووراء كل زيارة إعلان أو ربح، يعني باختصار بيأكل عيش! والغريب أن كثيرًا من المشاهير لا يكرهون هذا التطفل كما تتوقع جميعًا بل العكس تمامًا، هو ترند مطلوب وجزء من اللعبة الإعلامية، وستتفاجأ أن بعضهم أحيانًا يختلق قصصًا أو يلمح لأشياء غامضة فقط ليشعل الجدل ويزيد التفاعل، هي لعبة محسوبة ودائرة محتوى وترند ومكاسب، وكل طرف فيها مستفيد بطريقته
نعم ولكن ما الفائدة التي تعود للناس مع النميمة في حياة الفنانين .. هل يحركهم شعورهم بأن الفنان يرتكب أخطاء فادحة في حياته لذا يغذي شعور داخلي بأنه أفضل منه أخلاقياً أو دينياً لذا يتابع ما يقومون به ؟ وماذا لو أتخذ الناس قرار بعدم متابعة تلك التراهات (لنفترض هذا) هل ستصبح تلك الأخبار سبوبة أم ستهتم المواقع والمنصات بالتركيز على أمر حقيقي يفيد ويشغل الناس ويؤثر في حياتهم ؟
بالفعل كثير من الناس باتوا منشغلين بتفاصيل حياة المشاهير وكأنها جزء من حياتهم الشخصية وأحيانًا نشعر أن متابعة خبر طلاق أو خلاف بين فنانين أهم من متابعة شؤونهم الخاصة أو حتى صحتهم النفسية والمشكلة أن أغلب هذه الأخبار لا تضيف شيئًا حقيقيًا لحياتنا سوى التوتر أو الفضول المؤقت بل إن كثيرًا منها قد لا يكون صحيحًا أصلًا الناس تتفاعل وتهاجم وتدافع وكأنها طرف مباشر في القصة ثم نعود ونشتكي من ضيق الوقت وضغط الحياة رغم أننا نستهلك وقتنا في أمور لا تعود علينا بفائدة حقيقية أظن أننا لو ركزنا على تحسين واقعنا وتركنا متابعة تفاصيل لا تخصنا فقد نجد فرقًا حقيقيًا في صفاء الذهن وتحسن نوعية الحياة
التعليقات