ألاحظ ان هذا العصر قد ترك بصمته علينا سلوكيا وحتى بسعينا، فأصبحنا دوما منتظرين للنتائج السريعة، ولا نقوى على الركض والجهد أكثر للسعي الطويل والمرهق، وهذا واضح وبشدة مع الأجيال الناشئة، سواء بالتعليم، في الأنشطة أو حتى بجيل Z ودخوله لسوق العمل والذي ينتقل من وظيفة لآخرى دون قدرة على السعي بالتزام في اتجاه محدد، فكيف يمكننا زرع السعي الطويل والاستمرار دون انتظار النتائج الفورية؟
كيف نُحيي في أنفسنا معنى السعى دون انتظار النتائج الفورية؟
أعتقد أن السعي دون انتظار نتائج فورية هو فن التحول من عقلية النتائج إلى عقلية القيمة والمسار.
في عصر السرعة والمكافآت الفورية، أصبحنا نُربَّى على الإشباع السريع مثل نضغط فنحصل، نبدأ فنُكافأ.
لكن السعي الحقيقي خاصة في القضايا العميقة كالنجاح المهني أو النضج الشخصي – لا يعمل بهذه الآلية.
السعي الحقيقي يعمل بمنطق (الزمن + الثبات + التراكم).
بمعنى:
- النتائج لا تظهر فورًا، بل تُبنى تدريجيًا.
- الثبات أهم من الحماس اللحظي.
- كل خطوة، حتى لو لم تُثمر مباشرة، تضع حجرًا في البناء النهائي.
فهو يشبه زراعة شجرة لا ترى الثمار في اليوم التالي، لكنك ترويها كل يوم لأنك تؤمن أنها ستنمو.
في رأيي الإنسان عجول بطبعه، وهذه ليست سمة هذا العصر فقط بل سمة كل العصور..
يمكن أن يلتزم الإنسان بالسعي في اتجاه محدد فترة طويلة، إذا شعر بالمسؤولية.
إذا كان الإنسان مسؤولاً سيتغلب على الملل الناتج عن العمل التكراري، سيتغلب على العوائق التي تواجهه كل يوم في العمل.
الطريقة الثانية أن يكون الإنسان شغوفاً: فمن كان شغوفاً بمجال أو بمهنة محددة، فلن يشعر أصلاً بالملل، ولن يحب تغيير هذه المهنة ولو عرضنا عليه أي مقابل.
كلامك عن الشغف والشعور بالمسؤولية مهم لكن المشكله أن الكثير من الشباب اليوم لا يعطون لأنفسهم الوقت الكافي لاكتشاف شغفهم الحقيقي، وهذا ما يجعلهم يتعثرون كثيرا، كنت اتحدث لابن خالي وهو شاب مجتهد ودار حديث بيننا حول طبيعة عمله وسألته قال أنه لقد انتقل لشركة جديدة، فضحكت وقلت له الشركة الكام، قال الثالثة، متخيل 3 شركات في أربع سنوات، معدل مرتفع، لذا أعتقد أن البيئة المحيطة لها دور أساسي في ترسيخ معنى الالتزام أكثر خاصة في السنوات الأولى من دخولهم لسوق العمل
أعتقد ان هذه المشكلة لا يمكن حلها دون ضبط الشخص لنفسه، فبدلا من أن يلجأ إلى chatGPT مثلا ليسأله عن شيء معين يبحث عنه بنفسه من مصادر مختلفة، وبدلا من أن يشاهد ريل أو تيكتوك عن موضوع ما يشاهد فيديو طويل عنه، وأيضا التعود على القراءة، هذه كلها أشياء صغيرة لكن تراكمها مع الوقت تزيد من الانضباط والالتزام لدى الفرد
برأيي لو أعدنا تعريف النتائج وغيرنا نظرتنا لها سوف يختلف مفهوم السعي وقدرتنا على تحمله.
فمثلاً هناك شخص يقرر أن يكون هدفه تعلم اللغة الألمانية، إذن النتيجة التي ينتظرها هي أن يكون متقن لهذه اللغة، بينما يمكن أن ينظر للنتائج المرحلية من خلال تقسيم الهدف، وهنا بعد شهر مثلاً لن يمل من الهدف ويتركه لأنه سيدرك أنه حقق نتيجة معرفة الحروف وحقق نتيجة معرفة الأرقام وحروف الجر.
لذلك أرى فكرة أبصار الهدف على أنه مراحل لكل مرحلة نتيجة هي أفضل وتجعلنا نتقبل فكرة السعي الذي لا يقترن بالوصول للهدف النهائي
في زمن السرعة والتقنيات اللي بتسهل الوصول لكل شيء بسرعة، صار من الطبيعي يصعب على كثيرين تحمل الصبر والاجتهاد الطويل.
لكن السعي الحقيقي والنجاح العميق لا يأتي إلا بالاستمرارية والصبر، وهذا يحتاج تعليم وتوجيه مستمرين، من خلال غرس قيمة الالتزام والعمل الجاد منذ الصغر، وربط الجهد بالهدف الأكبر، وليس فقط النتائج الفورية.
كذلك، يمكن تحفيز الأجيال الجديدة عن طريق قصص نجاح واقعية توضح أن التميز يحتاج وقت وصبر، وأهمية التعلم من الفشل والمثابرة.
علينا ان نمنح انفسنا بعض من الوقت ننظر ونتفكر
هناك حقائق لن تتغير، حقائق ثابتة من ضمنها أن كل شئ يحتاج إلى أخذ وقته، وأن النتيجة لا تملكها لكن ما تملكه هى محاولاتك فلا تتوقف وإن توقفت فلتعد من جديد، لا تتعجل النتائج.
هل سبق وطبقتِ ما تقولين منى؟ يعني عملتِ على هدف وظللت تعيدين بالمحاولة كثيرا حتى وصلت للهدف الذي تريدينه
نعم الحمد لله رب العالمين
(كل ميسر لما خلق له)
أن تهتدى إلى شئ يسرك الله له فى ظل ما يبث لك كل يوم من أشياء تجعلك تقرر أن ربما اصلح فى هذا وذاك شئ صعب يحتاج منك غلى وقت وتفكير
برأى الهدف ليس مكان تصل إليه، لكن الهدف هو غاية لأجلها خلقت
فسيأخذ مرحلة من عمرك تحاول أن تعرف ما الأمر الذى يسرك الله فيه
نعم حاولت وربما لم اصل لكن أعلم أن هذا هو الهدف أو الغاية التى لن أمل من تكرار المحاولات فيها والتى أرغب أن أموت فى سبيلها
الامر متعلق بشخصية المرء فهناك من يفضل وضع خطة والسير عليها موقنا بنجاحها لتصل به لهدفه ، كما يوجد من يحدد الهدف، ويسير مزيحا كل العقبات من طريقه، فقط للوصول الى مبتغاه بأسرع وقت.. التعميم على ان الجميع ينتظرون نتائج فورية خطأ، فأعرف الكثير من الاشخاص الذين يعملون بصمت وجد منتظرين يوم النتيجة بصبر ... انا شخصيا وطبعا، ارغب بنتائج سريعة لكنني مؤمنة بضرورة العمل والسعي... حتى لو كان بعيد المنال وصعبا.. انا اسير خطوة خطوة لأصل لمبتغاي.
نقطة النتائج الفورية لا تعني بنفس اللحظة ولكن المقصد وقت قصير لذلك تجد أن بعض الأشخاص ينجحون جدا بالأهداف صغيرة الأجل والتي قد تطول لشهرين أو ثلاثة وعلى الأكثر سنة، لكن ضع لهم هدف لعامين أو أكثر سنجد أن هذا صعب، لا أقول مستحيل ولكن ستجده وإن أكمل فهو تحت ضغط ولكي يواصل نفس الحماس بحاجة لدفعة قوية ليستمر بنفس الأداء
التعليقات