ما تعليقكم على هذه العبارة
اصرف ما في الجيب ياتيك ما في الغيب
ومن سيعارض هذه المقولة، سيقول لك. "خبء قرشك الأبيض ليومك الأسود، فلا الأولى تساهم في الإدخار للمستقبل، ناهيك بأن تنم عن عقلية متواكلة، وستعاني من الافلاس بلا شك . ولا الثانية تساهم في الانفاق على حاجتنا الاساسية، ومن يفعل ذلك سيتصف بالبخل. الحل هو أن ننفق وندخر، كيف ذلك، لدي راتب، أقوم بالانفاق من خلاله على الاساسيات والكماليات، فضلا عن إدخار 20% منه، يعني لا نجعل محفظتنا خاوية مع ضبط الانفاق هذا ما تعلمناه من كتاب "أغنى رجل في بابل" ناهيك بأن الاية القرآنية تقول:"ولا تجعل يدك مغلوقة إلى عنقك و لا تبسطها كل البسط"
يقول البعض : البئر عندما ننزح منه الماء يعود فيمتلئ من جديد وبماء جديد.....
لكن عندما نتركه زمناً قد يتغير الماء من حيث الطعم واللون ، وقد تشق العين التي تغذيه طريقاً أخرى ،ويجف البئر تماماً ، والله يقول : وما أنفقتم من شي فهو يخلفه وهو خير الرازقين ...
كيف نوفق بين هذا الفهم وبين النص الذي ذكرته الأخت هدى ( ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا...)
يقول البعض : البئر عندما ننزح منه الماء يعود فيمتلئ من جديد وبماء جديد.....
هذا بالنسبة للماء وليس المال 😅
إلا بالطبع إذا تم صرف المال في أعمال الخير فحينها يرزقك الله البركة في حياتك ومالك من حيث لا تحتسب.
أما الإنفاق بشكل مُسرف فهو تبذير وفعل مكروه، وإذا أنفق الإنسان بدون وعي وبدون خطة واضحة فربما الإفلاس يكون هو النتيجة الحتمية لفعله.
هذا بالنسبة للماء وليس المال 😅
😅
إذا تم صرف المال في أعمال الخير فحينها يرزقك الله البركة في حياتك ومالك من حيث لا تحتسب
وإذا كان على اولادك وزوجتك
عبارة "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" يا صديقي تُستخدم كثيرًا على سبيل التفاؤل، لكنها في الحقيقة تحتاج إلى وقفة.
الإنفاق في الإسلام ليس تهورًا، بل عبادة مرتبطة بنية وقصد وتوازن، كما قال تعالى:
"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" [سبأ: 39].
الآية تؤكد أن الله يعوّض المنفق، لكن بشرط أن يكون الإنفاق في محله، لا إسرافًا ولا استعراضًا.
أما العبارة الشعبية، فلو فُهمت على إطلاقها دون حكمة، فقد تُبرر التبذير تحت غطاء "الإيمان بالغيب"، وهذا ليس من التوكل، بل أقرب للتواكل.
الخلاصة: نعم، أنفق وتفائل، لكن افعل ذلك بعقل وهدف، وكن ممن قال الله عنهم:
"والذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يَقتُروا وكان بين ذلك قواما" [الفرقان: 67].
كلام جميل...
لكن لو كان ما في جيبك مبلغ أقل من حاجتك واولادك يشتهون فاكهة معينة او لحم مثلاً فهل تبخل عليهم بهذا المبلغ البسيط وتتركهم فريسة للحسرة والحرمان ....
او تقول سانفق عليهم ما في الجيب لياتيني ما في الغيب
الإنفاق على الأولاد، خاصة فيما يشتهونه من طعام أو فاكهة، ليس تبذيرًا، بل هو من أبواب الكرم المشروع والبر. والنبي صلى الله عليه وسلم قال:
"دينار أنفقته على أهلك، ودينار أنفقته في سبيل الله، وأفضلها الذي أنفقته على أهلك".
لكن في الوقت نفسه، إن كان ما في الجيب لا يكفي لحاجاتهم الأساسية، فمن الحكمة الموازنة:
ألبي ما أستطيع دون إسراف، وأعلّمهم قيمة الرضا والتدرج، لا الحرمان الكامل، ولا التوسع المفرط انتظارًا لـ"ما في الغيب".
الآية الكريمة تضع الميزان الدقيق:
"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً" [الإسراء: 29].
فالمسألة ليست "أنفق لأجل الغيب" ولا "أبخل خوفًا من الحاجة"، بل أن أُحسن التقدير، وأربط قلبي باليقين، ويدي بالحكمة.
وكن ممن قال الله عنهم:
"والذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يَقتُروا وكان بين ذلك قواما" [الفرقان: 67].
نعم هذا هو المعيار
لكن لماذا لا نقول ان معنى الاية : لا تنفق اكثر من حاجتك بحيث تأكل نصفه والنصف الآخر ترمي به في القمامة...
فقوله تعالى : ولا تبسطها كل البسط قد يكون المقصود بها التبذير وشراء ما لا تحتاجه او فوق ما تحتاجه مثل الذي يحتاج إلى لتر ماء لكنه يستهلك عشرين لتر....
اما ما تحتاجه فلا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك بحجة القرش الابيض لليوم الأسود والله سيعوضك ....
وايضا لم يسرفوا ولم يقتروا لماذا لا يكون معناها : لم ينفقوا فوق حاجتهم ولم يبخلوا على انفسهم فيما يحتاجونه...
العبارة فيها جانب إيماني عميق لكنه ممكن يُفهم بشكل خاطئ
"اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" مش معناها التبذير ولا الاندفاع، بل الثقة في الرزق واليقين بأن ما عند الله لا يُستنفد.
لكن كمان، الإيمان مش ضدّ التخطيط.
الله يحب العبد المتوكل، مش المتواكل.
أصرف؟ نعم، بس بعقل.
ثق في الغيب؟ طبعًا، بس وانت عامل بالأسباب.
ما بين اليد المفتوحة والقلب المطمئن، توجد الحكمة الحقيقية.
صحيح، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أكرم الناس، يعطي كأنه لا يخشى الفقر، لكن عطاؤه ما كان تهوّر، بل نابع من يقين وتوكّل عظيم، ومعرفة تامة بأولويات المال ومصارفه.
الفرق إن عطاؤه كان في موضعه، ولأجل الحق، وكان يبذل ما يملك، مش يُغرق نفسه أو غيره في العشوائية.
فالكرم سُنة، نعم…
لكن الحكمة في التصرف من سُنّته برضو.
جملة لا علاقة لها بالواقع أبدًا، نستخدمها أحيانًا حتى نلطّف على أنفسنا في بعض المواقف التي يتحتم فيها الصرف لأغراض مهمة جدًا، أما مواقف الصرف للاستهلاك العادي، فهي مجرد تبرير ليس إلا، لأن صرف ما في الجيب، يعني احتمالية أن يأتي الغد ومعه مشكلة تتطلب مبلغ مالي مثلًا وانا لا أملكه، والسبب بسيط: لأنني صرفت ما أملك دون حساب للنفقة أو المفاجآت الصحية أو العائلية أو إدخار ما يكفيني للحماية المؤقتة.
التعليقات