في رأيك أيهما يحقق مستوى سعادة أعلى في الحياة، الإنفاق على اللحظة والاستمتاع بما هو متاح الآن أم التفكير للمستقبل من خلال توفير المال والاستعداد للظروف غير المتوقعة؟ ولماذا؟
صرف ما في الجيب أم الادخار للغيب، أيّهم الخطة التي فيها مستوى سعادة أعلى برأيك؟ ولماذا؟
طبعًا الجميع سيقول لك أصرف جزءًا على نفسي وأدخر جزءًا. هذا لا يمنع ذاك، وكلامهم صحيح. ولكنك تسأل بشكل واضح عما يحقق مستوى أكبر للسعادة من بينهما.
أرى أن شعور الأمان الذي يحققه الادّرخار مقترن بسعادة أكبر أو تدوم أطول. لن أندم على شيء أحتفظ به، وإنما سأندم على شيء فقدته، والإنفاق واكتناز الأشياء أيضًا يحقق سعادة ولكنها سعادة مؤقتة.
لكن هناك فارق جوهري بين الادخار والصرف بشكل أول بأول، هو أن الثرف أول بأول سوف يغطي الاحتياجات والأمور الترفيهية وكل مناحي الحياة ولكن الادخار لا يمكنني استخدامه إلا في الشؤون التي لها علاقة فقط بالأزمات التي قد أتعرض لها فجاة والاستثمارات والفرص المادية.
هذا سيختلف على حسب أيهما يعطيك شعورًا أكبر بالسعادة. أن تكون في أمان مادي أم أن تشتري آخر إصدار من الآيفون. وهذا سيخضع لنظرة كلانا الشخصية للسعادة.
أنا لا أحب الرفاهيات مثلًا، وأعتقد أنني لو وصلت إلى قبض 3000 دولار باليوم الواحد ما أنتفقت على الترف ببذخ. لا لشيء إلا بسبب عقليتي تجاه هذا الجانب من الحياة.
كلاهما مهم!
لكن لا أحبذ عقلية توفير المال والاستعداد للظروف غير المتوقعة, فيها نظرة غير واقعية للحياة, فنحن نقع بشكل دوري في الحالات الطارئة ولا يمكن حل هذه المشكلات بتكديس الأموال, لأن المال كورق وعملات يفقد قيمته مع مرور الزمن, من باب أولى الانخراط في أنشطة لتأمين المستقبل, كالانخراط في التأمينات الصحية لأي طارئ صحي, التأمين على الحياة لتأمين مستقبل الأولاد, (هذا كمثال فقط فأنا لا أؤمن به.) واستثمار جزء من الأموال في استثمارات وأنشطة تجارية وصناعية مدرة للمال.
قد أقول شيء غريب ولكن أشعر أننا حين ندّخر أصلاً تخرج لنا من العدم أمور غريبة عجيبة تجعلنا نتكبّد خسائر وندفع أموال وهذه الظروف لا تخرج لنا حين نكون في حالة استهلاك طبيعي وعيش طبيعي، لا. بل تخرج فقط عندما نبدأ نفكّر بالادخار، ما أن ندخر مبلغ فوق حاجتنا حتى تبدأ احتياجاتنا!
عن نفسي أصرف ما في الجيب وأدخر الغيب وأستثمر لكلاهما، فأنا تعودت على تقسيم راتبي إلى ثلاثة أجزاء بالتساوي، جزء لحاجاتي الشخصية ورفاهيتي، وجزء أدخره لأي ظرف وارد أن يحدث، والثالث أقوم بشراء منتجات لبيعها أو شراء كورس أو كتاب وهنا استثمار مالي واستثمار في ذاتي ولهذا وذاك نتيجة وعائد ملموس.
ولكن هذا يقول لي بأنك لم تتحمل بعد مسؤولية الاستقلال لوحدك وما زلت تتشارك المنزل مع ربما أخوتك وأهلك، أقول ذلك لإنني أشعر الذي يتحمل المسؤوليات كاملة بشكل كامل لوحده أحياناً يصعب عليه اتباع هذه التقسيمة بالمبلغ التي أشرت إليها.
@Diaa_albasir يحمل الكل هنا مسؤولية لذلك لا تقع على عاتق شخص بمفرده فأختي وأمي أرعاهم أنا وأخي الأكبر ووالدي، بعد وفاة والدي زادت المسؤولية ولكن لم يحدث خلل في هذه التقسيمة وبالمناسبة علمها لنا والدي رحمة الله عليه حتى يجعلنا نتجنب الديون والحاجة للغير.
شخصيا أعتقد أن الادخارهو السبيل الحقيقي لتحقيق السعادة على المدى الطويل. نعم، قد يبدو الإنفاق على اللحظة والاستمتاع بها أكثر جذباً وإغراءً، لكن حينما تدخر، فإنك تبني حاجزاً يحميك من مخاطر المستقبل غير المتوقعة، مما يمنحك شعوراً بالأمان المالي والقدرة على مواجهة التحديات دون قلق ويمنعك من الوقوع في دوامة الديون أو الحاجة للمساعدة.
الادخار ليس مجرد فعل، بل هو نظرة بعيدة المدى تمنحك قدرة أكبر على التخطيط لحياة أفضل، ومن دون تلك القدرة، قد تكون لحظات الاستمتاع القصيرة غير قادرة على تعويض الخوف من المستقبل.
يقول رائد الأعمال والمدير الناجح جداً اللبناني كارلوس غصن بأن أكبر كذبة يمكن أن نكذبها على أنفسنا هي أننا لدينا خطة محكمة لمواجهة ما يمكن أن تأتي به الحياة من مصاعب ومشاكل، ويقول بأن الحياة غالباً ما ستقدّم لنا عرضاً لم يسبق له مثيل وتتفنن بأن تكون أقوى مما أعددنا وخططنا. هذا كلام خبير، كيف ترى كلامه؟
أتفق معه جدا. فلا يمكن أن تكون خططنا للحياة مثالية وليس بها أي أخطاء مهما اجتهدنا في سبيل ذلك. لكن هناك فارق كبير بين أن نحاول على الأقل تحقيق الحد الأدنى من الأمان من خلال وضع خطط مبدئية وإن كانت الحياة ستأتي بتحديات أصعب وتفوق مستوى تخطيطنا وبين من لم يخطط لأي شيء من الأساس ويترك الحياة تجرفه إلى حيث تشاء كالجثة الهامدة
انا بالنسبة لي بما أنه بمفردي و ليس عندي مسؤوليات و حاجات كبيرة اصرف عليها مالي فأنني استمتع بنصف الراتب و النصف الباقي ادخره أن احتجته اصرفه و لكنني على يقين تام بأن الله لو وقعنا في أزمة و احتجنا مال أكثر سيبعث لنا الرزق الذي يغطي مصروفات هذه الأزمة
التعليقات