الطريقة الأكثر فعالية للتغلب على المخاوف التي تواجهنا في حياتنا اليومي ترونها في المواجهة بشكل مباشر وحاسم وأن هذا هو الحل الأمثل أم أن اتباع أسلوب التدرج والاقتراب من إلغاء مخاوفنا خجوة خطوة أفضل؟ ولماذا؟
أيّهم الحل الأمثل بلمواجهة مخاوفنا، المواجهة مباشرةً أم التدرّج؟ ولماذا؟
أذكر أنه في صغري كنت مثل باقي الأطفال، أخاف من النوم بمفردي في سريري. لكن بعد جمع شجاعتي وتحدي هذا الخوف في أحد الأيام، أصبحت هذه المسألة عادية بالنسبة لي. ومع ذلك، "ليست كل الأصابع مثل بعضها" و"كل شيخ له طريقته" هي أمثلة توضح أن لكل شخص أسلوبه الخاص. قد يؤدي التعرض المباشر للمخاوف إلى حدوث نوبة فزع أو حتى نوبة قلبية، حيث أن العقل البشري يستطيع أن يقتنع بخطورة الأمر ويتحكم في الجسم بشكل كامل حتى دون وعي صاحبه.
لذلك، لا يمكن إجبار شخص على القفز من مبنى إذا كان يخاف من المرتفعات. ولكن إذا اقتنع بأن هذا لن يضره أو أنها تجربة مثيرة، فإن هذا يسهل طريقة العلاج.
أنا لست مختصًا، لكنني أشارك تجربتي. هل يمكن أن تكون هناك طرق أفضل للتعامل مع المخاوف؟
يعني لاحظت أن معظم الناس يعالجون خوف أولادهم من السباحة عن طريق رمي الأطفال في البركة أو المسبح مباشرةً، فقررت مراقبة مدرب السباحة أيضاً كيف يقوم بهذه العملية ورأيت أنه يطبق ذات الموضوع أيضاً، أي أنه يقوم برمي الأطفال بالمسبح وتركهم يواجهوا مخاوفهم بأنفسهم مباشرة وبدون تدريج ولذلك ضعت بين أي الأمرين أفضل، من جهة أشعر أن التدريج أفضل وأريح للنفس ومن جهة أرى أن الناس يطبقوا عكس ذلك محترفين وأهل.
أنا لست مختصًا، ولكن من وجهة نظري أرى أن كلما كان الموضوع يتطلب عدة محاولات، كلما زادت صعوبة التغلب عليه. مثل الأشخاص الذين يخافون من الأماكن المغلقة أو يعانون من فوبيا معينة، عافاهم الله جميعًا. هؤلاء يحتاجون إلى التعامل معهم بشكل تدريجي، لأن تقبل الحقيقة دفعة واحدة قد يكون صعبًا. لا يجب وضعهم في الموقف دون أن يشعروا بنوع من الطمأنينة.
كما ذكرت، كلما اقتنع العقل بشيء، زادت الثقة بالنفس وقل التأثير النفسي السلبي الناتج عن المخاوف الداخلية.
أعجبني فكرة القاء الاطفال بالمسبح،
انا أحب التدرج في حل الشمكلات مالم تكن هناك ضرورة للحل العاجل ، أحيانا تقابلك مشكلات لا تحتمل الانتظار، إذا كان رجل الكرسي ببيتك مكسورة يمكن التدرج في حل المشكلة ،يمكنان تجرب ان تحلها بنفيك او تتركها لصديقك، اذا فشلت تستعدي النجار، لكن إذا لديك مشكلة بأسلاك الكهرباء في البيت ، لن تختار التدرج أبدا، يمكن الموازنةبين الطريقتين.
من واقع تجربتي أنا مقتنع تماما أن التعامل مع المخاوف لا بد أن يؤخذ بالشدة. المواجهة المباشرة والحاسمة أكثر فعالية لأنها تقطع جذور الخوف بسرعة. عندما تواجه مخاوفك مباشرة، تُدرك أن أغلبها مبالغ فيه أو غير واقعي. التردد أو التدرج قد يمنح الخوف مساحة أكبر للنمو والتعقيد. المواجهة الحاسمة تُظهر شجاعتك أمام نفسك، وهذا يعزز ثقتك بشكل دائم، مما يجعل التعامل مع التحديات المستقبلية أكثر سهولة.
يعني برأيك لو كنت مثلاً محتار في أي مهنة تختار لمستقبلك، هنا لن تقوم بالتدرج وتجريب كليهما بتدرج؟ بل ستقوم باختيار مهنة منهم والتعمق بها مباشرةً؟ يعني ستكسر مخاوفك مباشرةً بالاستمرار بشيء قد تكون أنت لا ترغبه نهائياً وقد يسبب لك مشاكل في المستقبل؟
نعم سأفعل ذلك، وهذا لأنني أرى أن التردد والانتظار لتجريب كل شيء يمكن أن يضيع الوقت ويشتت المجهود بين أكثر من شيء مما يؤدي لعدم تحقيق شيء في أي من المجالات.
التعمق في مهنة واحدة يساعد على بناء مهارات حقيقية وفتح الأبواب أمامك. وإذا اكتشفت لاحقًا أنك لا تحبها، يمكن استخدام هذه الخبرة كنقطة انطلاق لمجال آخر. النجاح يتطلب أحيانًا المجازفة المبررة، حتى لو كان هناك احتمال للخطأ. الخوف من الفشل لا يجب أن يشلّنا، بل يدفعنا للمضي قدمًا بثقة.
الخوف عدو يجب مواجهته بكل حسم، لكن لا تخطئ في فهم المواجهة. أحيانًا تكون المباشرة سلاحًا قاتلًا إذا لم تكن مستعدًا. التدرج ليس ضعفًا، بل استراتيجية. الحرب تُكسب بخطة محكمة وليس بالاندفاع الأعمى. الخوف مثل العدو المتربص، تحتاج أن تعرفه جيدًا قبل أن تواجهه، وعندها فقط تضربه في مقتل.
فالمهم برأيي هو الشجاعة في مواجهته واتخاذ اول خطوة لذلك، وبعدها هو حر في اختيار استراتيجية تناسبه بحسب طبيعة شخصيته و نوع الخوف.
ذكرت مثال عن كيف بأن تعليم السباحة للأطفال يكون عبر أن يرموه مباشرةً بالمسبح، والآن إذا أردت نقاش أي شيء آخر لا ينطبق عليه هذا المثال ما الذي سيكون؟ يعني ما الأمور الأخرى والمخاوف الاخرى التي ينطبق عليها تكنيك التدرج أكثر؟ كيف نميّز بين أي التكنيكين نختار عادةً؟
حتى تعليم السباحة للاطفال لا يكون دائما بالرمي المباشر، هنالك أطفال لديهم فوبيا كبيرة من ذلك قد تجعلهم حتى يفقدون الوعي، وهناك حالات خاصة لديها ضيق في التنفس وكذا، لا يمكننا جمع الكل تحت نفس الخط حتى لو كات نوع الخوف نفسه لذلك قلت
بحسب طبيعة شخصيته و نوع الخوف
بحسب نوع الخوف، وكذلك بحسب شخصِه.
بالنسبة للتمييز بينهما فـ، بعد أن نفرض أن حالته وشخصيته لاتؤثر في الاختيار، فكما قال الأستاذ @Mohamed_i_4 إذا كان الخوف لا يحتمل الانتظار فيجب الاستعجال، مثل ممرض مستجد له تخوف من الاستعجالات مثلا ( لا اقصد الفوبيا القوية من الدم مثلا او ماشابه هذه حالات شخصية كما ذكرنا سلفا تستدعي التدرج وحتى العلاج احيانا في التخلص من هذه الفوبيا) و في اول يوم عمل جاءته حالة طارئة لشخص يجب أن يتعامل معها بسرعة.. فواجب عليه مواجهة خوفه لأن الحالة طارئة، وقِس على ذلك.. أما إذا كان الأمر في حقيقته لا يستدعي العجلة، فالتأني أفضل
(التأني وليس التراخي كما قلت في تعليقي الاول لابد من الشجاعة والتقدم حتى لو ببطئ)
أرى أن المواجهة مباشرةً ومرة واحدة هي الأفضل لأنك أما أن تنتصر أو تنهزم ولكن في كلتا الحالتين السابقتين ستتخلص من الخوف وينتهي أمره وسلطته عليك.
تخيل أنك تعلم أن خلف الباب حيوان مفترس المواجهة المباشرة هنا بعقلانية ستكون نتائجها أن تقتله أو يقتلك، ولكن ستتخلص في الحالتين من الخوف بشانه، أما أسلوب الكر والفر فلن يجدي نفع وربما يقتلنا القلق والانتظار قبل أن يقتلنا ما نخافه
ولكن من شخص مثلاً دخل بالكثير من الأمور السيئة بحياته أشعر بأنني أريد أن أقول لك بأن أحياناً مواجهة خوف واحدة بشكل قوي ومباشر قد تكون حركة مكلفة للحياة، مثلاً شخص خائف من اضاعة وقته بالانجاب ومسؤوليات الانجاب، فقام بمواجهة مخاوفه بسرعة حاسمة، وانجب توأم وفقد عمله، هذا الموضوع قد يؤذي حياته رسمي، ولذلك ألا تعتقد أن المواجهة الحاسمة أمر لا ينطبق على كل أمثلة الحياة؟ واذا كنت مثلي تعتقد ذلك فكيف نميّز اي الأمور التي يجب تبنّيها؟
من الممكن بحسب الخوف، لكني أفضل التدرج والتخفيف لعدم اختيار الهرب بعيدًا وعدم التعرض نهائيًا مرة أخرى. فعندما أعرف أن الأمر يسبب القلق ولكن فعلتها سأزيده حجم التحدي في كل مرة إلى أن يحدث التعرض الكامل
ألا تعتفدين معي بأن هذا الأسلوب يعرّضنا لدخول أمور أطول من المواجهات؟ يعني ولو كان مثال سخيف ولكن برأيي فيه جزء من منطق، بمسلسل باب الحارة كان يقول البعض فيها شعار مشهور: "اذا ما كبرت ما بتصغر" يعني إذا لم نواجه بقوة لن ينتهي هذا الامر بسرعة، تتفقين معي أم تعتقدين أن نسبة حسب الخوف بالتروي أسرع وأضمن أكثر؟
أرى أن الأمر بحسب الشخص، وبحسب الخوف. أحيانًا نحتاج لجرعة قوية، من إثبات أنفسنا. أي التعرض القوي هذا، من الممكن أن يزيد ثقتنا جدًا بأنفسنا، ولكن بمعرفة أن هناك منطقة أمان إن لم نصل للحل. والأمر عندي يكمن هنا؛ إذا لم ننجح في المواجهة القوية، أي نظرة سنملكها عن أنفسنا؟، وهل من الممكن أن نهرب بعيدًا ولفترة أطول من أخذ الأمور على جرعات أخف؟
إن كنت تتفهم إمكانية الفشل وستحاول بطرق أخرى فمن الممكن أن تجرب التعرض المباشر، وإن لم ينفع فالطريقة الأخف
التعليقات