عندما نختار النشر أو التعليق كمجهولين، نشعر وكأننا أزلنا هويتنا، تاركين فقط الكلمات تتحدث بدلاً منا. لا اسم، لا ملف شخصي، . مجرد فكرة عابرة، تظهر للحظات، ثم لا تختفي في زحام المساهمات. ولكن، هل يمكن حقًا أن نكون مجهولين لمجرد أننا أخفينا أسماءنا؟

الكتابة ليست مجرد كلمات، بل هي بصمة. لكل منا أسلوبه الذي لا يستطيع الانفصال عنه بسهولة مفردات يفضلها، جمل يصوغها بطريقة معينة، أخطاء لغوية متكررة، أو حتى نبرة كتابية مميزة رسمية كانت أم ساخرة أم فلسفية. قد نحاول التنكر، تغيير طريقة صياغتنا، ولكن غالبًا ما تتسلل بعض هذه السمات إلى ما نكتب، كعلامات خفية تفضحنا دون أن نشعر.

قد يكون التحدي الحقيقي هو إلى أي مدى يمكننا الهروب من بصمتنا اللغوية؟ وهل سبق لكم أن قرأتم تعليقًا مجهولًا وشعرتم أنكم تعرفون صاحبه، فقط من خلال أسلوبه؟