أشفق على الأشخاص الذين ليست لهم سُلطة أو قوة عُليا تحكمهم، ويهيمون في الحياة وفقًا لأهوائهم وغرائزهم وشهواتهم. ولكن أي من تلك القوى الثلاث أكثر تأثيرًا في ضبط الإنسان؟
العُرف أم الاعتقاد الروحي (الدين) أم الحكم الأخلاقي؟
حقيقي فسبحان الذي هدانا لدين كامل مكمل, فهو القائل سبحانه وتعالى "خذ العفو وأمر بالعرف" أي أمور المعروف والخير, وهو الذي أرسل لنا نبياً خاتماً يصدع بقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق", فالاعتقاد الروحي أقوى وأنقى من أي عامل ضبط آخر كقانون أو غيره, لذا فمن وجهة نظري الدين أو الاعتقاد الروحي يكون نابعاً من الداخل أي سيتصرف الإنسان وفقاً له سواء كان عليه رقيب دنيوي أم لا وهذا أقوى من أي شئ آخر...
سبحان الله.
رغم أنك لا ترى إلهك، ولم ترَ أيضًا النبي الذي بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، ولا تملك منهما إلا كتابٍ وسنة تتبعهما، ولكن فطرتنا تخبرنا بأن هناك خالق لهذا الكون بما في ذلك أنا كبشر.
وبالتالي يبقى هذا الحاكم الوازع أٌقوى من نظائره.
...............
تعديل: بعد إعادة التفكير وصلت إلى قناعة بأن العُرف قد يكون أقوى شيء من بين الثلاثة.
والدين قوي فعلًا ولكن سلطته على الإنسان غير فعالة إلا إذا اقتنع به من داخله، وهذا شيء غير شائع التحقق، ولهذا هناك الكثير من البشر غير المتدينين، ويحيون وفقًا للأخلاق أو العٌرف فقط.
أرى أن جميعها يؤثر في الإنسان ولا يمكننا القول أن أحدها له التأثير الأكبر، حيث تختلف نسب التأثير من شخص لآخر حسب البيئة التي يعيش فيها، فمثلاً بعض الأشخاص يتأثرون بالعُرف بشدة بسبب خوفهم من المجتمع وما يمكن أن يقوله الناس عنهم، وبعضهم الآخر يدفعه الضمير والدين إلى تحدي أي شيء حتى العُرف وتقاليد المجتمع، لذلك في رأيي هذا الأمر نسبي إلى حد كبير.
العرف يؤثر بالضغط المجتمعي القوي على الفرد. ويتبعه الأفراد خوفا من العار، والنبذ الاجتماعي، سواء كانوا يوافقون عليها أو لا.
الأخلاق ربما الدافع فيها التجربة الشخصية أو الإحساس بالمسئولية الفردية، يبنيها الفرد بناء على تجربته، ويتبعها لإحساسه بالمسئولية.
والدين غالبًا ما يكون قوة قوية في ضبط سلوك الأفراد. النظام العقائدي يجعل الفرد يلتزم من نفسه؛ لإيمانه بأن أفعاله سيتم مجازاته عليها سواء اطلع عليها أحد أم لا. ويدخل فيه بعض الضغط المجتمعي إذا كنت تعيش في مكان يدين فيه أهل البلد بنفس دينك.
كنت متمسكة بأن الدين هو الأقوى إلى أن قرأت تعليقك فأعدت التفكير (في منطق العُرف).
لذا أتساءل وبكل جدية هل ممكن تكمن قوة العُرف في أنه القوة الأخيرة التي يتمكن الإنسان من التفلت منها؟
يعني الإنسان إن لم متدينًا فهو لا زالت لديه الأخلاق التي تُملي عليه مايفعله وضميره الذي يجعله يميز بين الصح والغلط (الملحدون مثلًا يتحججون بالخُلُق)، ولكن الإنسان دائمًا لا يحب أن يكون منبوذًا من المجتمع، ولذلك فإنه ليست له الجرأة لانتهاك الُعرف فتسوء سُمعته، أو يكرهه الناس. أو....
هل العُرف هو الأقوى من بين القوى الثلاث؟
العرف قوي جدا؛ لأنك ستنبذ من المجتمع، ولن يزوجك أحد ابنته مثلا، ويطردك الناس من مجالسهم وهكذا إذا خالفت أعرافهم. لكن، الدين أقوى؛ لأنه تبنى بعض من الطرق التي يستخدمها العرف ولكن بدون السلبيات المتعلقة به. فهو يقول للمجتمع المتبع للدين أن يزجر الشخص الذي يظلم الناس، ومع ذلك يقول لك: لكن لا يحق لك أن تؤذيه أو تظلمه لمجرد أنه أخطأ، ويقول لك: إذا أصلح خطأه، فلا يحق لك تذكيره بالماضي، ولا تعييره به.
الدين أقوى؛ لأنه تبنى بعض من الطرق التي يستخدمها العنف ولكن بدون السلبيات المتعلقة به.
هذا لو نعقل، لكن الإنسان بطبعه لا ينظر إلا تحت قدميه فلأن الثواب والعقاب على التمسك بالدين لا يتم إلا بالآخرة فهو لا يتمسك بالدين كثيرًا، بينما الثواب والعقاب على العُرف يقام في الدنيا (حالًا في التو واللحظة) ولذلك فهو يتمسك بالعُرف أكثر من الدين.
هؤلاء من قال فيهم الله تعالى: "يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية"
فلأن الثواب والعقاب على التمسك بالدين لا يتم إلا بالآخرة
ما أقصده أنه يتم في الدنيا أيضا، وهذا هو مراد الله. فالظالم يجب أن يشد الناس عليه، فلا يقابلونه إلا ويكلموه في موضوع ظلمه، وضرورة أن يرد ما أخذه ظلما. ونتخذ ضده كل إجراء حتى يرجع عن ظلمه. لكن، الناس تعلم أن فلان ظالم آكل لحقوق الناس، وتتركه يجول كما يريد، وتتحدث معه بلطف، وتقابله ببشاشة. كيف سيرتدع إذا؟ إذا ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يهلكون.
الأخلاق طبعا المبنية على عقيدة صائبة، هي الأساس لأن العرف قد نجد فيها أمور تقيدنا ولكن لا تكون صائبة وليس لها أي أساس من الصحة
كلها مؤثرات تحرك اعتقادات و سلوكيات الإنسان إما إلى سلوك إيجابي صحي نافع مرضي أو إلى سلوك ضار مشين .. و الدين ليس بمنأى عن الاستغلال السلبي و لنا في الجماعات المتطرفة خير مثال و دليل على ذلك .. فالفهم المغلوط للدين لا ينفع في تحسين أخلاقنا بل إنه يفتننا و يضيعنا أكثر .. لذلك لابد من تعلم الدين السليم الذي يتوافق مع الفطرة السليمة و أيضا مع العقل السليم .. لأن اهمال العقل و إقصاؤه من حياتنا يجعلنا نعيش كالمجانين و نحن لا ندري ذلك .. لابد من إعطاء أهمية كبيرة للعقل
بالتأكيد نقصد الدين الصحيح المعتدل.
لأن الاشكال الأخرى لا يصح أن يطلق عليها اسم "دين". هي أي شيء آخر إلا أن تكون دينًا.
ولكن كما فهمت منك فبشكل عام الدين هو الوازع والضابط الأقوى للإنسان. هل هذا صحيح؟ لماذا لم تختر الأخلاق أو العُرْف؟
هذا الأمر يعتمد على أولويات الشخص ونشأته، فهناك شخص ولد فى قبيلة ولديهم أعراف متأصلة ويهتموا بها أكثر من إهتمامهم بالدين، وهناك من نشأ نشأة صحيحة على الدين الإسلامى والأساس عنده رضا الله تعالى، الأخلاق تندرج تحت الدين لأنها إن لم تكن كذلك فنحن ندخل فى جزء لانود التحدث عنه من يعتد بالأخلاق بعيداً عن الدين.
فلدينا الأن الدين(الأخلاق من الدين - الدين المعاملة) والعرف فمن تربى على القبيلة أنها هى الأساس على الأغلب العرف يحكمه بشكل أكثر من الدين والعكس صحيح.
أفضل مايتم ضبط به خلق وسلوك الإنسان هو الدين أن العرف قد يكون عرف سئ فمن وضعه بشر.
أما الدين فهوا من عند الله تعالى.
الأخلاق تندرج تحت الدين لأنها إن لم تكن كذلك فنحن ندخل فى جزء لانود التحدث عنه من يعتد بالأخلاق بعيداً عن الدين
نعم صحيح، لكن هناك من هو بأخلاق دون دين، وليتك تحدثت عنه، هو بالنهاية بشر أيضًا، والبحث في سلوكياته قد يكون ذا فائدة.
أفضل مايتم ضبط به خلق وسلوك الإنسان هو الدين أن العرف قد يكون عرف سئ فمن وضعه بشر.
العُرف هو مزيج من الصح والخطأ والعادات المنطقية والواهية.
لكن يبقى عُرفًا وقوته غالبة على الإنسان. لا ينفك منها إلا بطلوع الروح.
على سبيل المثال، الأشخاص الذين انتشروا في الفترة الأخيرة واشتهروا برغبتهم في التحول عن جنسهم. منهم ناس من السعودية ومصر. هذا شيء يرفضه العُرف في بلادنا، ولذلك فلم يجدوا سبيلًا للحياة بهذا الشكل إلا بطلب اللجوء إلى بلد تقبل في عُرفها هذا الشيء ليستطيعوا العيش.
أرى ان الدين هو المرجعية الأساسية، فهو أساس أيضًا العُرف بنسبة كبيرة (باستثناء الخرافات والمعتقدات الجاهلية)، وكذلك هو أساس الحكم الأخلاقي، فإذا كان الإنسان واعي دينيًا فسوف يمتثل لأحكام الدين ويصبح الدين خُلقه وعُرفه، وليس بحاجه للامتثال لأي توجهات أخرى.
أما إذا لم يكن واعيًا بالدين فسينجذب بدون إرادته للأعراف والعادات سواء صحيحة او خاصة، وبعدها يتأثر بالأخلاق التي يكتسبها بفعل تأثره بالمجتمع.
التعليقات