سمعنا جميعًا عن إلغاء الفلسفة وعلم النفس من مناهج الثانوية العامة، وتنقسم الآراء ما بين مؤيد ومعارض، بعضنا يرى أنها مواد هامة توسع آفاق الفكر وتجعل الطلاب يفهمون ذاتهم جيدًا، والبعض الآخر يرى أنه لا فائدة من دراسة الفلسفة أو علم النفس على اعتبار أنها مجرد مناهج تزيد العبء على الطلاب، شاركنا برأيك هل تؤيد إلغاء الفلسفة وعلم النفس من مناهج الثانوية العامة؟
إلغاء الفلسفة وعلم النفس من مناهج الثانوية العامة، هل تؤيد ذلك؟
النظرة القريبة للموضوع أن هذا القرار قد يقلل من عدد التعيينات للمعلمين بالمواد الأساسية, ومن الناحية التطبيقية من وجهة نظري أراه قرار خاطئ تماماً فكل مادة لها ناحية تطبيقية في الدراسة الجامعية فلماذا إذاً يدرسون باقي العلوم مثلاً من يريد التخصص بالبرمجة أو الإحصاء عليه الاهتمام بالرياضيات, ومن يريد التخصص بالطب عليه أن يركز على الأحياء والكيمياء فمن يريد التخصص بالتدريس أو العلاج النفسي فهل سنقل له لا ؟! فهذه رغبات شخصية لماذا نحجمها ؟؟
هذا القرار قد يقلل من عدد التعيينات للمعلمين بالمواد الأساسية
الامر هكذا بالفعل، لكن ما يزيد هو إعادة توزيع المعلمين المختصين بتلك المواد لسد العجز بالمدارس وتوجيههم لتدريس مواد أخرى. فالأمر أشبه بضرب عصفورين بحجر.
لا أعتبره المشكلة الحقيقية؛ فقد تم إعلان أنهم سيقومون بإلغاء كليات الآداب، والحقوق. وإعادة تنظيم وتغيير منهاج كلية التجارة، وتغيير اسمها. السؤال: ما الذي سيفعله الطلاب بدراسة الفلسفة وعلم النفس في الثانوية إذا لم يكن هناك تخصص علم نفس أو فلسفة في الجامعة أساسا؟ أراها خطوة منطقية تجاه التغييرات التي تحدثوا عنها بالفعل.
فقد تم إعلان أنهم سيقومون بإلغاء كليات الآداب
هذه كارثة أخرى خاصة مع ظهور إعلاميين ومشاهير يدعمون هذا القرار ويقللون من شأن خريجي أقسام تلك الكليات بشكل غريب وكأنهم لا يدرسون علوم حقيقية لها قيمة كبيرة، ولا أحد فكر أين سيذهب خريجي تلك الجامعات وفي أي مهنة سيعملون؟ والأغرب أنهم يرون أن بعض أقسام تلك الكليات يسهل تعلمها في عدة أشهر والتعمق فيها، وبعضها الآخر لا فائدة منه.
طالما انهم يلغون تلك المناهج من المدارس فالبتأكيد سيلغونها من التخصصات الجامعية او سيقل الإقبال عليها إن كانت لا تزال موجودة، فأظن أن إلغائها من المناهج لن يؤثر بشكل كبير على دراسة الطلاب، لم اكن من محبي الفلسفة في المرحلة الثانوية، أما من لديه شغف بتلك المجالات فيمكن أن يطالع الكتب المتخصصة للمعرفة.
لم اكن من محبي الفلسفة في المرحلة الثانوية
أعتقد أن هذا الأمر يعود بشكل كبير إلى المعلم والطريقة التي يتبعها في التدريس، على سبيل المثال كان المعلم الذي يدرس لنا الفلسفة في الثانوية العامة من أفضل المعلمين الذين جعلوني شخصيًا أحب الفلسفة بجميع بتفاصيلها، وكنا نتعجب من الطريقة التي يمكننا اتباعها لحل المشكلات المعقدة من خلال الفلسفة، فهي جعلتنا نفهم الهدف من الحياة ونتعرف على ذاتنا جيدًا وندرك القيم التي لا ينبغي أن نحيد عنها.
هناك الكثير من المشاكل والتحديات التي تواجه المدارس بالفعل في الوقت الحالي، وذلك بداية من النظام وكثافة الفصول حتى المناهج التعليمية والمعلومات التي يدرسها الطالب ولا تجذبه ويعتبرها مجرد معلومات يجب حفظها للنجاح في الامتحان، نتمنى أن يتم حل جميع المشكلات في القريب العاجل خاصة مع تعيين مسؤولين جدد بأفكار إبداعية مختلفة.
هل تؤيد إلغاء الفلسفة وعلم النفس من مناهج الثانوية العامة؟
لا أؤيد إلغاء الفلسفة وعلم النفس، هذا التوجه يخلق جيلا جاهلا بالثقافة، الفلسفة جزء لا يتجزأ من التكوين الثقافي للطلاب، وعلم النفس فرع مهم لمعرفة الطلاب خبايا أنفسهم ومعرفة غيرهم.
الدول التي تحترم العقل، لا يمكنها إلغاء الفلسفة من مناهجها التعليمية، تحت أي ذريعة.
الفلسفة أم العلوم.
لافائدة منها إذ لاتقدم للطلاب أى شئ عن الفلسفة ولا عن المنطق، بل هوا حشو من العلم الذى لايقبله الطلبة ولايتقبلونه كمهارات أو شئ يمكنهم تعلمه، إذا سألتك ماهى الإستفادة التى تحصلتى عليها من هذه المواد؟!
لاشئ
لكن إن تم صياغة هذه المواد بتعلم مهارات حقيقية لامانع إذاً من بقائها.
لافائدة منها إذ لاتقدم للطلاب أى شئ عن الفلسفة ولا عن المنطق، بل هوا حشو من العلم الذى لايقبله الطلبة ولايتقبلونه كمهارات أو شئ يمكنهم تعلمه
ربما يكون كلامك صحيح في كون الفلسفة لا يقبلها الطلاب ولا يحبونها، ولكن لا يمكننا القول أنه لا فائدة منها، وأرى أنه لا يوجد علم في هذه الحياة ليس له فائدة، فعندما درستها وجدت فيها العديد من الفوائد التي لا حصر لها حقيقة، كما يكفي أن لها دور رائع في تنمية التفكير النقدي مما يجعل دارسها قادر على حل المشكلات التي يواجهها وتحليل وتقييم المعلومات المختلفة بشكل أفضل.
ولكن لا يمكننا القول أنه لا فائدة منها
لم أقل الفلسفة لافائدة منها، قلت "لافائدة منها إذ لاتقدم للطلاب أى شئ عن الفلسفة ولا عن المنطق، بل هوا حشو من العلم الذى لايقبله الطلبة ولايتقبلونه كمهارات أو شئ يمكنهم تعلمه"
دراسة الفلسفة عن قصد وعمد بالطبع يجنى ثماره ولا أدى للفلسفة ثمار، يمكنكي إخبارى عنها بعض ثمرات أن تكون فيلسوفاً.
هذا قرار سياسي واجتماعي معقد لا يمكن الجزم بدعمه أو رفضه بشكل قاطع. هناك حجج وجدل ممكن طرحهما من كلا الجانبين:
الحجج المؤيدة لإلغاء الفلسفة وعلم النفس من المناهج الثانوية:
1. التركيز على المواد العلمية والتطبيقية ذات الأولوية لسوق العمل.
2. تحميل الطلاب بمواد نظرية قد لا تكون مجدية بشكل مباشر.
3. الاعتقاد بأن تلك المواد تشكل عبئًا إضافياً على الطلاب.
الحجج المعارضة لإلغاء الفلسفة وعلم النفس:
1. أهمية تنمية التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب.
2. دور هذه المواد في بناء الشخصية والوعي الاجتماعي والإنساني.
3. قيمتها في إثراء المعرفة العامة للطلاب وتوسيع آفاقهم.
4. المساهمة في تكوين مواطنين واعين وقادرين على المشاركة المجتمعية.
في النهاية، الموضوع يحتاج لدراسة متأنية تأخذ في الاعتبار الأهداف التربوية والاحتياجات المجتمعية. ولا يمكن إصدار حكم قاطع دون النظر لجوانب القضية من زوايا متعددة.
التعليقات