كيف يجب أن نتعامل مع الأشخاص الآخرين: هل نراعي شخصياتهم وعقولهم الخاصة ونكيف أسلوبنا بناءً على ذلك، أم أننا نتعامل وفقاً لشخصيتنا وعقولنا الخاصة، ونفترض أن الآخرين سيتفهمون ويستجيبون لنا بناءً على ذلك؟
هل تعامل المقابل حسب عقله أم عقلك؟
عند التواصل أو أي عملية اجتماعية أخرى التكيف هنا تكيف اللغة والطريقة، وليس تكيف الرؤية والعقلية، فمثلاً عندما يتحدث دكتور جامعي مع شخص لا يعرف كيف يقرأ فيجب أن يوصل له المعلومة أو الخبر أو الكيفية بالغة ومثل يفهمه لا أن يلغي ثقافته تماماً ظناً منه أن الآخر لن يفهم.
الطريقة والأسلوب هي التي تختلف كما أشرت، يقول بورخيس عن هذا الأمر أن لكل كتاب هنالك كتاب يشرحه وكتاب أخر يشرح شرح الكتاب وهذا ليس لأن الكتاب الأول غير مفهوم ولكن لأن درجة استيعاب كل شخص تختلف فمنطقي أن نغير الأسلوب والطريقة في إيصال المعلومة لغيرنا.
في التعامل مع الآخرين أعتقد أنه لا تستطيع أن تفرض طريقة فهمك عليهم، فمع مرور الوقت سينفر الجميع منك لأن أغلبهم لم يفهموك، و أرى أن فهم الشخصيات المختلفة ومحاولة التكيف معها يعتبر أسلوبا ناضجا يساعد في بناء علاقات أقوى وأكثر تفاهما، فعندما نتعامل مع الآخرين وفقا لتفضيلاتهم وأساليبهم في التواصل، نعبر عن احترامنا لهم ونسهم في خلق بيئة من الثقة والتعاون.
بالنسبة لي يعتمد الأمر على صفة هذا الشخص في حياتي، فمثلًا زميلتي في العمل علاقتنا سطحية وغير عميقة، لذا سأعاملها بما يراعي شخصيتها وعقلها، ولن أهتم بأن تفهمني أو لا. ولكن صديقة علاقتنا وثيقة فسأفضل أن تفهمني وأن تبذل جهدًا لأجل أن تتجاوب معي ومع شخصيتي، والأمر ذاته لعائلتي.
لذا فالأمر كله بالنسبة لي يعتمد على مدى قرب هذا الشخص ومكانته عندي.
التعليقات