أحيانًا نتعرض لتلك المواقف التي علينا فيها تذكير الشخص بمستحقاتنا المالية، ولكن ماذا لو كانت في شكل "هدية"، هل الأصلح هنا أن تكون المطالبة بها صريحة أم يُفضل استخدام أسلوب آخر؟ أتمنى معرفة الرأي من تجاربكم.
في حالة وعدك صاحب المشروع بمبلغ مالي "كهدية" مقابل خدمة ستقدمها له، ولكنه نسي الأمر، كيف ستتصرف؟
بعد تنفيذ الخدمة وإرسال العمل، يمكن إرسال رسالة قبل التسليم مفادها شكره مجددا على الهدية التي وعدني بها وسؤاله إذا ما كان مستعدا لتعديل الميزانية وفقًا لذلك، هنا ستضح جديته وسيكون فيه تذكير له إن كان مستعدا لذلك.
وسؤاله إذا ما كان مستعدا لتعديل الميزانية وفقًا لذلك..
لكن الأمر ليس إلزاميا طبعا؛ فمن الممكن مثلا أن يكون العميل قد ربط تلك الهدية بتحقيق العمل النهائي لأهداف وصورة معينه يتوقعها، وهو ما لم يجده بالعمل المقدم!
وعموما أفضل الاتفاق بوضوح على كل شيء قبل البدء بتنفيذ المشروع؛ أما تلك المواقف فتعرصني لحرج شديد خاصة إن كانت خارج الإتفاق الأساسي.
وعموما أفضل الاتفاق بوضوح على كل شيء قبل البدء بتنفيذ المشروع؛ أما تلك المواقف فتعرصني لحرج شديد خاصة إن كانت خارج الإتفاق الأساسي
ولكن بعض المشروعات طويلة المدة أماني، يصعب فيها الاتفاق على كل المعطيات والمتغيرات من البداية، بمعنى الاتفاق على الأساسيات والرؤية والأهداف وتنظيم الوقت، كل هذا منطقي ومطلوب، ولكن قد تتغير الخطة لعدة عوامل خارجية وعليها يجب أن يكون هناك مرونة بين الطرفين للوصول لأفضل نتيجة. فكرة الحرج تأتي من صعوبة في المطالبة بما هو داخل نطاق "الهدية".
مستعدا لتعديل الميزانية وفقًا لذلك، هنا ستضح جديته وسيكون فيه تذكير له إن كان مستعدا لذلك.
ماذا لو كان الأمر بعد انتهاء المشروع بأكمله ودفع المبلغ المُستحق؟ يعني أن العميل جاد جدًا ولكن نظرًا لطول مدة المشروع قد نسي ما وعدك به، مع العلم أن هذا المبلغ المالي كان نوع من التقدير، أرى أن التذكير هنا يحتاج لأن يكون بطريقة غير مباشرة، لمنع أي نوع من الحرج للطرفين.
أعتقد أن فكرة الهدية بحد ذاتها ليست إلزامية، وبالنسبة لي كنت سأتجاهل الأمر لأنه قد يكون غير رأيه أو وجد أن ما بحوذته الآن لن يكفي أو أيًا كان في النهاية الهدية هي شيء تفضلي إضافي.
لكن إن كان الأمر على إتفاق يشمل سير المشروع نفسه فهذا أمر مختلف
وبالنسبة لي كنت سأتجاهل الأمر لأنه قد يكون غير رأيه أو وجد أن ما بحوذته الآن لن يكفي أو أيًا كان في النهاية الهدية هي شيء تفضلي إضافي.
إذًا، أيًا كان المبلغ المادي لن تحاولي حتى تذكيره بشكل أو آخر؟
بما أنه عرضه كهدية، فنعم. المبلغ الصغير لا يجب أن يهمني والمبلغ الكبير يعزز فكرة أنه قد يكون تراجع عن الفكرة متجنبًا الحرج.
ربما حتى لو حاولت لكان الأمر بشكل غير مباشر لا يسبب أي نوع من الحرج لكلينا، وبالطبع الأمر يعتمد على شخصية صاحب العمل فلو كنت أعمل معه باستمرار مثلًا وأعتاد على فكرة النسيان لحاولت في المرات القادمة إن أشجعه على كتابة أو تنفيذ الوعود القادمة بمجرد أن يقولها وعدم تركها مفتوحة وعرضة للنسيان
لعلك تقصدين ( علاوة ) و هي مبلغ زائد إضافي عن مبلغ الخدمة المقدمة .. لأن الهدية تعريفها مختلف و هي عطية مالية أو شيئا ذا قيمة يعطى بلا تقديم أي خدمة في مقابلها تعطى في المناسبات و الأعياد و قد تعطى بدون مناسبة من باب الصداقة و القرابة أو تعطى كدعم معنوي لشخص عزيز ..
لا أنا قصدت "هدية" بمعناها كما قالها صاحب الشأن نفسه، لهذا السبب طرحت السؤال، العلاوة قد تتطالب بها دون أي حرج لأنها داخل مستحقاتك المالية المعروفة ولن تضعك في أي موقف تشعر فيه بالخجل من طلب ما هو لك، لكن ما يُدرج تحت كلمة "هدية" سيكون من الصعب المطالبة به لا بشكل صريح ولا حتى بشكل مُتضَمن دون أن تشعر بالحرج، فهل ترى وسيلة مناسبة للتعامل في هذا النوع من المواقف؟
طالما أن صاحب العمل الذي أعمل عنده هو الذي وعدني بالهدية و لكنه ربما نسي تقديمها لي في موعدها هذا إن كان قد وضع لها موعدا .. فإذا التقيته مجددا سأذكره و سأخبره بصراحة بشأن الهدية دون حرج و لكن لن يكون في كلامي أي عتاب أو لوم أو أحكام عليه لأنها في النهاية تفضل منه و ليست مستحقاتي .. لكنني سأبذل جهدي في أن أقول عبارة تشخص حقيقة مشاعري بالضبط .. سأخبره أنني انتظرت استلام الهدية كما وعدني و لكنني استغربت أنني لم أحصل عليها حتى الآن .. و بعدها سأنتظر رده ربما يؤكد لي شكي عن كونه قد نسي أو ربما اعترضته ظروف معينة منعته .. و إذا كانت الهدية منه تعني لي الكثير سأخبره بذلك دون خجل .. و أيضا سأحاول معرفة سبب إعطاء صاحب العمل تلك الهدية و هل هي خاصة بموظفين معينين أو هي جزء من خطة الشركة لجميع العمال .. من المهم أن أفهم الدافع الذي تمنح على أساسه ..
التعليقات