السلام عليكم
نفترض أنه لم يتبقى لك شئ سوى معرفتك ونضعك في الشارع او بلد اخر من دون شئ هل يمكن لك التصرف وكيف وماذا ستفعل وهل ستخجل ان نمت في شارع ام كيف في شارع ولماذا ؟
هل ستتوسل وتطلب المساعدة ام لا وكيف ؟
لن أخجل من النوم بالشارع بالمرة! ولكنني سأخجل من توسل الناس المال بلا شك, كرامتي لا تسمح لي أبدا بهذا الفعل, وما سأفعله هو البحث عن عمل أيا كان حسب البلد الذي أنا فيه, كحمل ونقل السلع وتفريغ الشاحنات أو عمل من أعمال النظافة, أو البحث في القمامة عن النحاس والمعادن لبيعها, وهكذا أبدأ بجمع شيء من المال لتطوير الوضعية التي أنا فيها شيئا فشيئا.
لن أخجل من النوم بالشارع بالمرة
حتى لو رأيك من يعرفك ؟
كرامتي لا تسمح لي أبدا بهذا الفعل
يعني الانسب على الانسان ان يتقبل ضروفه ويعمل
ولا يمد بده ابدا الا في ضرورة قصوى ؟
طالما أنني لديَّ معرفة، فلما ألجئ لأن أمد يدي إلى الغريب، فأنا أستطيع مساعدة نفسي والعمل مقابل أي أجر يساعدني على إيجاد مكان بسيط للمبيت وشراء ما احتاجه من طعام، على الأقل حتى أصل إلى مرحلة أتمكن فيها من استغلال العلاقات المهنية الجديدة وما معي من مدخرات مالية حتى أوفر فرصة عمل أو مشروع شخصي، ومعه أنتقل إلى مستوى سكني أفضل.
أمر واقع وقدر! سأرضى بالأمر الواقع وبالقدر، وسأبحث عن عمل وأسعى المعالجة الوضع، لا أنكر أن مسألة المبيت في الشارع أمر صعب، فمن الممكن على الأقل أن أبحث عن مكان للمبيت مثل دار إيواء لحين تدبير أموري، ولا شك سأبحث عن أي عمل لتدبير قوت يومي.
أبحث عن مكان للمبيت مثل دار إيواء لحين تدبير أموري،
هذا أول ما فكرت فيه هو أولا محاولة البحث عن دار إيواء كحل أول حتى يمكنني من ترتيب أفكاري والحصول على أي قسط من الراحة الجسدية، وسأعرض عليهم كل ما يمكنني العمل عليه من مجالات العمل ولو لديهم فرص عمل متاحة أو يمكنهم توجيهي إلى أماكن للعمل، أما لو لا قدر الله لم أجد فسيكون المبيت في الشارع ومحاولة البحث عن أي عمل مهما كان لا يناسب أي قدرات لدي المهم أن يكون عملا قانوني يمدني ببعض المال حتى يمكنني من تأجير غرفة في أي فندق وشراء ملابس نظيفة لأتمكن من البحث عن مقابلات عمل في مكان أفضل.
أتعرف ما هو أول ما يقوم به المتسول؟
هو محاولة البحث عن مدينة لا يعرفه فيها أحد ليتسول من المارة لأنه يضمن أن لا أحد ممن يعرفوه سيصادفه، لذا لو توسلت ولو لمرة سيكون هنالك عذر للتسول مرة ثانية. أما من يجتهد ويعمل فستفتح له البيبان لأن هذه طبيعة الحياة من يجتهد يجد من يقدره حق تقدير.
لقد حدث معي هذا الأمر بالضبط كما ذكرته غير أني لم أنم في الشارع والحمد لله.
قبل أن أبدأ أول بيزنيس لي كنت قد قدمت استقالتي من إحدى الشركات التي عملت بها بسبب بعض الانتهاكات الأخلاقية في كود المهنة وأصبحت بِلا عمل في أول أيام زواجي؛ الأيام التي كان من المفترض أن آخذ زوجتي فيها إلى شهر العسل وبدلا منها قضيتها كلها بالبيت أبحث وأقدم على وظائف.
وبعد شهر من البحث بل وبعد أن انتهى كل ما معي من مال أصبحت بين نارين: إما أن أعمل أي شيء مهين للكرامة من أجل لقمة العيش وأنا نفسه الشخص الذي لتوه عاد من الولايات المتحدة وترك خلفه كل المغريات المهنية والوظيفية وضحى بها ليعود إلى بلده. أو آخذ مالا من أبي مثلي مثل أي عاطل من العمل.
لكن أنا كان لدي رأي آخر: لأن تخصصي في الأساس الاتصال الجماهيري والتسويق ولغتي جيدة بحكم الممارسة والتعلم؛ قمت بعمل دورات في كل المجالات التي أعرفها بما فيها اللغة الإنجليزية وعلى مدار 4 أشهر جمعت أموالا هي تقريبا 4 أضعاف راتبي المتوقع في هذه الأشهر الأربعة.
واستغللت خبراتي السابقة في التطوع والتخطيط الاستراتيجي وكتابة المقترحات والخطط وقدمت على أول مسابقة لريادة الأعمال الاجتماعية في حياتي.
ومن هنا بدأت قصتي وأصبحت بدلا من أن آخذ المال من أبي أو أعمل بوظيفة مهينة بالنسبة لي خلقت لنفسي عملا من لا شيء وجعلته أنا ذو قيمة، وحاليا يعمل معي العشرات في فريقي ونخدم في 3 دول مختلفة وهذا في أقل من عامين.
تجربتك ملهمة حسين وتعكس اولًا إرادتك الصلبة في مواجهة تحدياتك (خصوصًا أنك بالتأكيد واجهت مشكلات مع الإحباط والقلق). وأستطيع القول أن الشخص الذي اعتاد أن يتعامل مع قلقه ومخاوفه كعوامل تحفيز، يمكنه تحقيق أيّ ما يريد، لأنه يعلم أن مرحلة مثل "عدم توافر المال" ليس لها سوى حلين، إما الانغماس في حلقة مفرغة من التفكير دون أي فعل، أو استغلال هذا التفكير للرد على هذه الأسئلة:
1- ما مؤهلاتي؟
2- ما الذي يمكنني تقديمه كخدمة مقابل الحصول على مال؟
3- ما الذي يحتاجه النا في الوقت الحالي ويمكنني النجاح فيه.
هذه أسئلة بسيطة تعمل على إيجاد الروابط بين الأفكار المشتتة داخل العقل والخروج منها بحل منطقي.
ما الذي يمكنني تقديمه كخدمة مقابل الحصول على مال؟
هذه النقطة تنعكس على نقطة المؤهلات التي ذكرتيها بالأعلى، فليس كل ما يجلب لي المال متوافق مع مؤهلاتي. أعرف شخصية لا تقول لعمل لا لدرجة إن كان تخصصها في المحاسبة وأتاها مشروع في البرمجة تعمل فيه دون تردد.
هذه النوعية من الشخصيات يأتي عليها الوقت وتكون مشتتة وعلى الأغلب لا تعرف لها مهنة ولا تخصص.
لا أريد أن أصدمك، ولكن ما طرحته هو بالفعل ما أحلم بتجربته يوما ما، وإن كنت أفضل أن أكون بمنطقة غير مأهولة بالسكان أصلا.. وعندها فلن أضطر لا للتسول ولا للخجل من الآخرين، وسأعتمد على نفسي كليا..
أما ان اضطرتني الظروف للتعامل مع الآخرين؛ فسأسعى قدر الإمكان للقيام بما لا يخالف مبادئي وشخصيتي بأي بلد كان.
التعليقات