اعتبر نفسك المسؤول في النظام التعليمي الجامعي وغيّر ما تريد تغييره، ما هو أول ما ستقوم تغييره لو أتيحت لك الفرصة لتكون مسؤولاً أعلى في الوسط التعليمي الجامعي؟
تخيّل أنّ النظام التعليمي الجامعي بين يديك، ما الذي يمكن أن تغيّر فيه؟
هناك فرق بين النظام الجامعي بالدول العربية والغرب خاصة وأنني لمست هذا لتجربتي بين النظامين وخصوصا بمصر والولايات المتحدة.
لكن لنركز أكثر على نظام التعليم الجامعي في بلادنا العربية: أفضل شيء أرغب في تطبيقه هو دمج الحقل الدراسي بسوق العمل وليس فقط ربطه؛ بمعنى مثلا في كليات الإعلام في الدول الغربية يقوم الطلاب بتقديم وتحضير وإنتاج برامج تليفزيون وراديو وحملات كاملة في التليفزيونات والصحف العامة المحلية فعندما كنا في الجامعة كنا نقدم برنامجا اسمه Good Morning Illinois في القناة الرسمية للولاية وكان هذا أحد الدورات التدريبية في السنة الثالثة بالجامعة وفي إحدى الحلقات استضفنا إحدى المدراء بفيسبوك والمتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض.
على النقيض: تم منعنا من التصوير داخل جامعة القاهرة بسبب إجرائات أمنية وطًلب منا عمل تصريح من مبنى رآسة الجامعة مع أننا كنا نقوم بتصوير برنامج فني خفيف وتم رفض لقاءنا مع نقيب الممثلين بسبب أنه مشغول وليس متفرغا للعب العيال على حد تعبيره.
طيب لو كان هناك عجز هنا في هذا الأمر من ناحية سوق العمل، في أن سوق العمل فعلاً لا يحتاج لهؤلاء الخريجين، هذا ما نلمس مثلاً التعليم المصري في أنه ينادي فيه مؤخراً، بأن كل هذه الأعداد من الطلاب من اختصاصات كالآداب والتجارة لن تجد وظيفة في المستقبل، ومع ذلك الناس يدخلونها، هنا في هذه الحالة، هل برأيك يجب على الدولة أن تطوّر هذه الطرق العملية أم بالعكس تلغيها كما الحاصل الآن علّ الناس تبتعد عن هذه الاختصاصات؟ أو ما هو الحل للتعامل مع الأمر برأيك؟
اختصاصات كالآداب والتجارة لن تجد وظيفة في المستقبل،
بغض النظر عن تصريحات فخامة رئيس مصر، لكن من وجهة نظري لن تندثر المهن الحالية إلا إذا لم يتم تطوير أساليبها وجعلها تتماشى مع الثورات التكنولوجية.
فالتدريس مثلا يخرج من طوره سبورة ومعلم إلى استخدام الواقع الافتراضي في جعل المواد التعليمية أكثر مشابهة للواقع. هذا مثال واحد وقِس عليه.
لن تندثر المهن الحالية إلا إذا لم يتم تطوير أساليبها وجعلها تتماشى مع الثورات التكنولوجية.
لو كنت أنا مسؤول في التعليم سأجيبك: لماذا يجب أن أكون معنياً بتطوير كليّات أصلاً لا نحتاج كل هذه الكثافة الطلابية فيها؟ هذه الأعداد من الخريجين من هذه الكليات رهيبة، وإذا تمّ تطويرها ستزيد من العدد والعجز في الاستيعاب، إذاً ما الجدوى من التطوير؟
سأقوم بوضع منهج يتخصص في الصحة النفسية لمساعدة كل طالب على تخطي الاكتئاب والتغلب على المشاكل المعاصرة التي تظهر بشكل كبير بين الشباب، وذلك حتى يتخرج الطلاب بحالة نفسية سوية وهم على وعي بطرق التنشئة النفسية والاجتماعية والمعايير النفسية اللازمة للتعامل مع المجتمع.
منهج إضافي يُدرس من قبل الطالب؟ ألا تجدي أن المناهج الإضافية التي تضاف إلى دراسة الطالب الأصلية تثقل عليه أكثر وخاصة لو مانت هذه المناهج تنتهي باختبارات فصلية مثلها مثل أي مادة اخرى؟
أريد من النظام التعليمي ألا يعتمد في تقسيم الطلاب على الترتيب الأبجدي أو العشوائي، بل بناءً على التقييم الثقافي والعلمي. فاتفاق مجموعات العمل على الخطوط العريضة يضمن تعاونًا أشمل وتنافسًا أشرف يساعد على تطورهم جميعًا.
مسؤلاً أعلى للنظام التعليمي الجامعي؟!
- إلغااء الحضور، المحاضرات جميعها من المنزل.
- إلغاء المحاضرات.
- إلغاء التعليم. هههه
بالطبع أمزح، فالتعليم أهم شئ فى الحياة، فقط المرحلة الإبتدائية هى من سألقي الضوء عليه، أريد طالب الإبتدائية أو المراحل الأولى أن يتعلم كيف يتعلم أى شئ، هكذا لقد وضعت قدمه على أول طريق العلم، وتعليم الطلاب للأدوات التعليمية، هو أولى الأولويات، لأن هذه الأدوات هى سر تفوقهم فى المستقبل، فهو الأن معه أدوات ويعلم كيف يتعلم، الأن نضع لكل طالب أكونت على منصة ألعاب تعليمية تسمي Gamification of Education ، وسيتم إضافة المناهج الحالية بعد تطويرها وتحديثها والإضافة فيها والتطوير المستمر لهذه المناهج، وكل طفل له مجموعة من المراحل التعليمة المختلفة إذا أنهاها يبدأ فى مرحلة خارج هذه المراحل والتى يبدأ فيها ينفذ مشاريع من واقع الحياة فى أى مجال يحب، ولن أعتمد على سن الطالب لكل مرحلة بل على مدى تقدمه فإذا أنهى المرحلة الأولى، سيلتحق بالثانية، وهكذا.
المراحل الأولى أن يتعلم كيف يتعلم أى شئ
درست في جامعة افتراصية اسمها kiron وتفاجئت في أن مساقاتها لم تبدأ في المجال الذي قررت تعلمه مباشرةً، بل بدؤوا تقريباً ب ٥ كورسات عنوانهم: كيف تتعلم؟ وكيف تبحث؟.. الخ وتقريباً كان ممكن أن يكون هناك كورس كيف تقرأ! - كنت مندهش وأعتبر هذه مبالغات إلا أن تنبهت إلى أن هناك الكثير من الشبّان أمثالي لديهم عطب في هذه الأمور يمنعهم فعلاً من مواصلة التعلم بسبب معيقات بسيطة من قبيل أنه مثلاً لا يعرف كيف يقرأ بحثاً أو ما هي المصادر الموثوقة أو في كبفية تفكيك مشكلة للبحث في جزئياتها.
لو أتيحت لي الفرصة لأكون مسؤولة عن نظام التعليم الجامعي، أول إصلاح أقوم به هو تغيير طريقة تقييم مستوى الطلاب ١ : بتغيير أسلوب الامتحانات، وجعلها عبارة عن عروض تشاركية بين مجموعة من الطلاب، بمعدل كل شهرين يقومون بتقديم عرض ويتلقون الأسئلة من زملائهم ومن الأستاذ المشرف، وعلى أساس ذلك يتم تنقيط العروض. هذا النهج يقوي القدرة على العمل الجماعي لدى الطلاب.
٢ : جعل كل الاختبارات شفوية، هذه الطريقة تحد من الغش في الامتحانات وتحسن مستوى الطلاب في التعبير الشفوي والمواجهة اللغوية والقدرة على الرد الفوري.
٣ : جعل التدريب جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، بحيث أن الطالب يدرس شهرا وبتدرب شهرا، وهذا الدمج بين التخصص وسوق العمل، يؤهله للالتحاق مباشرة بالشغل بعد التخرج.
جعل كل الاختبارات شفوية
هذا المعيار على الأقل هو يستحيل أن يُقام في جامعتي، في كلية الآداب عندي هناك ١٢٠٠٠ خريج جديد، في الأدب الإنجليزي ما يقارب من ٢٥٠٠ كل عام، كيف سيقوم دكتور مادة باستجواب ٢٥٠٠ طالب عند كل امتحان؟ الأمر أكثر من مرهق وغير عملي أو قابل للتطبيق من ناحية الادارة، على الرغم من جمال الحل إلا أنني لا أعتقد أن له فرصة عملية.
كيف سيقوم دكتور مادة باستجواب ٢٥٠٠ طالب عند كل امتحان؟ الأمر أكثر من مرهق وغير عملي أو قابل للتطبيق من ناحية الادارة،
لو تم التخطيط للأمر بعزيمة وفعالية، ووفرت رئاسة الجامعات الممتحِنين من أساتذة ودكاترة، وفترات امتحانات كافية، ( لأنه حتى في حالة الامتحانات الكتابية تخصص الجامعات جيش من المصححين ) لكان الحال أحسن من الاختبارات الكتابية، التي يتوجب على أستاذ المادة تصحيح رزمات من أوراق الطلاب بعد الامتحان خلال مدة معينة، في حين أن الأستاذ يفرغ من التصحيح حالما فرغ من استجواب الطلاب.
التعليقات