قد تكون نصيحة من شخص قريب أو شخص مشهور أو حتى شخص قابلته بشكل عابر، لكنها أثرت بك وغيرت طريقة تفكيرك او حياتك.
ما هي أفضل نصيحة تلقيتها وكيف أثرت على حياتك؟
من أكثر النصائح التي أحبها وأجدها تؤثر بشكل فارق في حياة الإنسان لو اقتنع بشكل كامل بها هي عدم السماع للآخرين في رأيهم عن شخصياتنا، فكل واحد منا قد يكون مميز عند مجموعة من الأشخاص وشخص عادي بالنسبة لآخرين، وكذلك قد يعتبره البعض ذكي أو مضحك أو قوي وقد يكون على النقيض تماما بالنسبة للبعض الآخر، فببساطة نحن كاملون أو جيدون في عيون من يحبونا وهذا لا يعني أن الجميع عليهم أن يرونا بنفس الطريقة، ولهذا لا يجب أن نتأثر بأي رأي سلبي يقلل منا أو يؤذينا، فالأهم دائما وأبدا كيف نرى أنفسنا وكيف نحبها.
أشجع فكرة السماع للآخرين في رأيهم عن شخصياتنا. خاصة إن كانوا غير محبين لأنهم الأصدق أحيانًا. وهذا لا يعني أن أتأثر بهم بشكل سلبي.
أحيانًا نتعرف على أنفسنا أكثر من منظور الآخرين، وأحيانًا أخرى نعرف دوافع الآخرين تجاهنا ويساعدنا ذلك على التعامل معهم بما نحن وهم أهله له
لأنهم الأصدق أحيانًا
أو ربما يحقدون أو المعايير التي يحكمون على أساسها لا تتماشى معنا، تخيل مثلا أن يحكم عليك شخص بأنك غير مثقف لأنك لا تقرأ لكاتب مشهور بعينه، هل هذا رأي نستمع له من الأساس؟ أو عندما يخبرنا أحد أننا مملين لأننا لا نشاركه نفس اهتماماته؟ هل هذا يعني أننا بالفعل مملين؟ الفكرة أننا لسنا مضطرين لأن نغير أي شيء فينا أو نقوم بفعل أي شيء بعينه لأن أحدهم أخبرنا بشيء محبط عن أنفسنا، لأن رأيه لا يعني أن المشكلة فينا بالفعل، فببساطة لا يجب أن يحبنا الجميع أو يجمع على مدحنا، لأن ذلك يدخل تحت بند الأذواق الشخصية وهي مختلفة جدا من شخص لآخر.
تخيل مثلا أن يحكم عليك شخص بأنك غير مثقف لأنك لا تقرأ لكاتب مشهور بعينه، هل هذا رأي نستمع له من الأساس؟
لنتخيل ذلك. أنا في دعوة لمكان ما مع الأصدقاء والتقيت بهذا الشخص. سوف استفسر منه عن سبب إعجابه بهذا الكاتب المشهور. وكيف أثر فيه بدلا من الوقوف على الحكم.
أو عندما يخبرنا أحد أننا مملين لأننا لا نشاركه نفس اهتماماته؟
عمليا نحن مملين بالنسبة له لاننا لا نتشارك نفس الاهتمامات لنتبادل أطراف الحديث. الملل متبادل هنا.
الفكرة أننا لسنا مضطرين لأن نغير أي شيء فينا أو نقوم بفعل أي شيء بعينه لأن أحدهم أخبرنا بشيء محبط عن أنفسنا
الاستماع لا يعني التغيير وليس لازمًا أن يكون الخبر محبط. رأيه يحاكي تجربته والتعرف عليها قد يقدم منظور جديد. إن كان الشخص غير مرغوب به يمكننا الانسحاب ببساطة
وكيف أثر فيه بدلا من الوقوف على الحكم.
أيا كانت الأسباب لا يمكن بأي حال من الأحوال إطلاق حكم بشكل عام على شخصية إنسان ما بناء على ذلك الحكم، لأننا بشكل أو بآخر ومهما امتلكنا من ثقة إلا أن رأي سلبي كهذا سيزعجنا ويشغل من تفكيرنا، ولهذا كان الغرض من البداية عدم تصديق تلك الأحكام لأنها غير حقيقية ولا تستند لأي معيار يؤيد صحتها.
عمليا نحن مملين بالنسبة له لاننا لا نتشارك نفس الاهتمامات لنتبادل أطراف الحديث. الملل متبادل هنا.
من يقال له هذا الكلام أولا لن يفكر بتلك الطريقة في هذه الحالة، بالأخص لو كان وسط مجموعة ووجد الكثير من الأشخاص يتشاركون نفس الاهتمامات وهو على عكسهم، وقتها سيصدق ما يقال له لأن يرى نفسه غريب ومنبوذ عن من حوله.
الاستماع لا يعني التغيير وليس لازمًا أن يكون الخبر محبط.
الفكرة أن كثير ممن يستمع يصدق، بالأخص لو كان الرأي سلبي، نحن نهتم بالسلبيات أكثر من الإيجابيات، وربما لو مدحنا أحد لن نصدقه بنفس القدر الذي سنصدق أو نتأثر به بالرأي السلبي.
سماع الرأي لا يعني تصديقه بكل الأحوال، فأحيانا هذا الرأي قد يخبرني الكثير عن الشخص الذي أمامي إن كان حكمه خاطىء وأنا مدرك ذلك، وأحيانا يكون حكمه قاسي ولكن يجعلني أرى وأضع يدي على نقطة ألم لم أكن انتبه لها، وبالنهاية مجرد رأي لن يجعلني انزعج ولن يشغل تفكيري إلا إن كان به جزء من الصواب.
بالضبط هذا ما أردت توضيحه @Nourabdelhamid فليس كل الأشخاص لديهم القدرة على عدم التأثر بما يسمعونهم، فالعقل يترجم السلبيات على الفور لحقائق وحتى وإن لم تكن صحيحة، والهدف الأساسي من النصيحة أن نظرة الناس حولنا إيجابية كانت أو سلبية لا يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة عن أنفسنا لأنها تتأثر بالتفضيلات الشخصية لكل واحد فينا، فمثلا أنت ترين أن شخص بعينه مضحك وأنا لا آراه كذلك، فما الصح من بينهما هل هو مضحك أم لا؟ لا توجد إجابة بعينها صحيحة، ولكن بالنسبة للمتلقي لو سمع الرأي السلبي كثيرا من نفس الشخص أو من مجموعة من الأشخاص لديهم نفس الذوق سيصدقهم وسيحكم على نفسه برأيهم وهذا غير صحيح وغير صحي.
أعذروني سوف اكتب بعض النصائح من الأمثال المصرية قيلت لي خلال حياتي السابقة وأثرت في
- يا بخت من بكاني وبكي عليا ولا ضحكني وضحك الناس عليا .... معناه ان الإنسان يجب ان يستمع لمن يشير لعيوبه بدلاً من الإستماع لمن ينافقه حتي لا يجعل من نفسه أضحوكة للناس.
- خيروا الناس في عقولها محدش عجبه عقله ... خيروا الناس في ارزاقها محدش عجبه رزقه .... ومعناه ان الإنسان لا يرضي عن رزقه مهما كان ولكن يرضي عن عقله ويراه الأفضل ولا يحتاج الي تغيير، مع ان في احيان كثيرة يكون عقل الإنسان هو السبب في فقره وهلاكه
- لن يمسح دمعتك أحد غير يديك، وبالطبع هذة النصيحة لم اتعلمها إلا بعد ان درس قاسي في الحياة، ولو أخذت بها من البداية لوفرت علي الكثير من الآلام.
التعليقات