هناك مواقف معينة نمر بها وتذهب وتغير فينا أشياء لا نتوقعها، اما تغير قناعة او مبدأ أو تعلم شيء جديد، أحك لنا هذا الموقف وكيف غيرك لتبادل التجارب.
أحِك لنا موقف مررت به في حياتك وكان مؤثرا لدرجة التغيير
واحدة من المواقف المؤلمة التي تعرّضت لها ولكنّي أدين لها جداً في تغيير حياتي كلّها جذرياً وهي حادثة حصلت معي في بلادي حين كنت فيها، في سوريا، حين بدأت الأزمة السورية وبدأ العنف يتصاعد في المناطق جميعها، حيث بدأت المدن تقريباً كلّها تعاني من العنف وعدم الاستقرار والعمليات السيئة والاشتباكات التي لا نعرف متى تبدأ ومتى تنتهي، كنت أثناء ذلك كلّه أنا أطلب من عائلتي بالاختباء في الصالون دائماً، بمداراة أنفسهم دائماً في هذا المكان على ما فيه من أمان حيث يقع في منطقة محشوّة في البناء من الصعب الوصول إليها جداً بأي أداة يستخدمها أي طرف متصارع مع الآخر، المهم أثناء هذه الفترة قررنا بعد ذلك الرحيل وترك مناطقنا، بعد أن غيّرنا المنطقة وسكنّا في بلد آمن، سمعنا من الجيران أنّ المنطقة فقط التي كنت أختبئ بها أنا وعائلتي في البناء هي التي ضُربت خطأً بسبب سقوط ربما قذيفة أو صاروخ، هذا الشيء أدهشني للصراحة وغيّر منظوري للحياة تماماً منذ تلك اللحظة، لم أعد أومن بالأمان التام، لم أعد أومن بضرورة الاحتياط والتركيز عليه في الحياة، لا شيء مضمون والحياة شديدة التحرّك كل يوم والدوران والمفاجئات، إما أن نتأقلم مع هذه القواعد التي تلدها الحياة أو لا وسنتعرض للحزن والتعب بسبب معاكستها!
الموقف غيّر حياتي تقريبا، وهو الانتقال إلى بلدة جديدة، حياة جديدة، دراسة جديدة، انتقالي للجامعة تزامن مع مغادرتي لبلدتي التي قضيت فيها 19 سنة كاملة، إلى مدينة جديدة وإلى أناس جدد، وحتى في الحي الجامعي، اكتشفت الكثير من الأمور وتعرفت على أصدقاء جدد، وحياة جديدة، بحيث كنت أعتبر أن حياتي القديمة هي الأحسن، لكني يوما بعد يوم أتيقن أن الأفضل لا يزال بعيد المنال وأن التعلق بالأشياء والأشخاص ماهو إلا خطأ جسيم نقع فيه نتيجة تفكيرنا بقلوبنا وعواطفنا في حين يجب أن نتوازن في التفكير عاطفيا وعقليا كي نستشعر الحقيقة والاتجاه الصحيح واتخاذ القرار الأصوب في ججميع أطراف حياتنا.
أنا قرأت دوما أن الشخصيات أحيانا تتغير بمرور الزمن ولطالما حكت لي والدتي عن قريبها الذي كان يحب أخته الكبيرة حبا جما لكن بعد زواجه بسنوات لم يعطها حقها في ميراث والدها وأنكره وعلى الرغم من معرفتي لصدق الحكاية لكن لم أكن أستوعب أن يتحول الشخص من النقيض للنقيض حتى رأيت بعيني العام الماضي شخص معروف بحبه لزوجته وأولاده تعرض لهزة مالية ليتغير بعدها ويصبح جمع المال هو همه الأول وأصبح بخيل حتى على أولاده ربما أفهم الدوافع النفسية التي جعلته هكذا لكن لا أسامحه وربما أقرب مثال بدل فينا الكثير هو ما حدث في الحرب على غزة فجميعنا هزتنا هذه الحرب وغيرتنا وإن لم ندرك هذا الآن
التعليقات