ولأن الطبيعة البشرية تختلف من شخص إلى آخر، دعنا نفترض أنك كنت في حالة سيئة نتيجة لموقف حدث معك. هل تفضل الفضفضة لشخص ما لتشاركه مشاعرك وأفكارك؟ أم تفضل الهدوء والجلوس مع نفسك لتفكر وتنظر لما مر بك من زوايا مختلفة؟
اذا كنت في حالــة سيئة هل تفضل الفضفضة لشخص ما .. ام الهدوء والجلوس مع نفسك؟
أقوم بفعل الاثنين، أبدأ بالجلوس مع نفسي لأنني عندما أبدأ في الانزعاج أجد صعوبة في الحديث والتعبير عما أشعر به ويكون الكلام ثقل علي في البداية، لذا الجلوس بمفردي وتفكيري في الأمر يفيدني ويجعلني أستطيع تنظيم أفكاري والنظر في الأمر من كافة الاتجاهات، لكن لا أشعر بالراحة الكاملة سوى بالحديث مع شخص ما ويكون من المقربين لي بالطبع، وإخراج ما أشعر به وشرح ما يزعجني وكذلك استجابة الشخص المقابل تجعلني أعود لوضعي الطبيعي، فمهما كان لا يستطيع الإنسان بمفرده أن يعالج كل الأمور، وكتم المشاعر أسوأ ما قد يفعله الإنسان لأنه مع التراكمات في النهاية سيخرجها بشكل سيء جدا وربما يكون مدمر، لذا رأيي أن الإثنان مهمان وسيكون جيدا إذا ما تم فعلهما معا.
لكن لا أشعر بالراحة الكاملة سوى بالحديث مع شخص ما ويكون من المقربين لي بالطبع، وإخراج ما أشعر به وشرح ما يزعجني وكذلك استجابة الشخص المقابل تجعلني أعود لوضعي الطبيعي
ألا ترين يا رنا أن أحياناً ينقلب من تشكو إليه ليكون مستقبلاً مشكواً منه؟!! دنيانا غريبة جداً و الحبيب قد ينقلب عدو و العكس بالعكس!!! أذكر بيتاً من الشعر كتب فيه الشاعر المرحوم كريم العراقي قصيدة جميل يستحق التأمل يقول:
لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبه......لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
شكواك للناس يا بن الناس منقصة....... ومن من الناس_ صاحٍ - ما به ألم
فإن شكوت لمن طاب الزمان له...... عيناك تغلي ومن تشكو له صنم
وإن شكون لمن شكواك تسعده...... أضفت جرحاً لجرحك اسمه الندم
نعم، قد يحدث وننصدم في أقرب الناس لنا، وقد حدث معي، ولكن لا مشكلة إن أخطأت في حكمي وندمت على فعل شيء ما، لا ألم يدوم. فلا يجب أن نتجنب الجميع، وأن نحكم عليهم جميعا بسبب تجربة واحدة مخيبة لنا، نحن نظلم أنفسنا في المقام الأول، ونحرمها من حق التجربة، قد يضيع الكثير عليك بسبب خوفك من تكرار تجربة سيئة أخرى. لو كنت تركت نفسي أسيرة تجاربي السيئة، كنت سأكون نادمة الآن على تجنبي للأشخاص والأشياء التي عوضني ربي بها.
لذا رأيي أن الإثنان مهمان وسيكون جيدا إذا ما تم فعلهما معا.
الأمرين نافعان حقا، ولكن مع الأشخاص الصح، لانه لو حكيت لشخص الخطأ، فسوف تشعرين بالندم أكثر من اتكابك الخطأ الذي وقعت فيه، لذلك برأيك اليوم هل تؤمنين بأنه يوجد صداقة حقيقية بالفعل؟
يعتمد ذلك على سبب الحالة السيئة ففي بعض الأحيان لا يكون هنالك عذر فعلي لذلك بل هي مجرد تراكمات مشاعر لا يمكن الحديث عنها لذا في هذه الحالة سأفضل الهدوء والجلوس مع نفسي. ولكن أحيانًا يكون هنالك ما يثقل كاهلي لذا أحاول أن تحدث مع أحد المقربين لي لكي أشاطره مشاعري حينها يمكننا أن نتقاسم هذا الشعور وبمرور الوقت أصبح أفضل بسبب الدعم الذي يقدمه لي في أوقات المحنة.
يعتمد ذلك على سبب الحالة السيئة
بالفعل الأمر متعلق بحسب طبيعة ما نمر به، هناك ما يحكى ويتشارك وهناك من يفضل أن يبقى حبيسا، لذلك التفكير والجلوس وحيدا هو الحل.
اختيار صائب وفي محله، ولكن ألا تعتقد بأنك في يوم من الأيام ستكون الفضفضة هي السبيل لتخفيف عن همومك؟
ولكن ألا تعتقد بأنك في يوم من الأيام ستكون الفضفضة هي السبيل لتخفيف عن همومك؟
لا أعتقد يا عفيفة ، الانسان الذي احكي او اشكي له لا أعلم ما الذي سوف يحدث بيني و بينه في المستقبل،
تعلمت منذ زمن ذلك الشئ وان ما يحدث لي فان نفسي اولى به،
و كما يقول الشاعر كريم العراقي.
لَا تَشْكُ لِلنَّاسِ جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجُرْحُ إلَّا مَنْ بِهِ ألَمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاسِ مَنْقَصَةٌ
وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحٍ مَا بِهِ سَقَمُ
لا أفضل الشكوى لأحد. أفضل الاختلاء بنفسي وتقليب الأمور على وجوهها. أما الشكوى فهي برأيي لا تنفع إلا نادراً....
عقلان خير من عقل، شريطة أن يكونان عقلين متحابين
إذا وجدت من يحبني وأحبه، فيقينا، سأذهب إليه
في أحيان، يكون الجلوس مفردا أمر بالغ الأهمية ودليل على بناء الذات المستقيمة؛ عندما تكون هناك خلوة لمحاسبة الذات ومراجعتها، فإن هذا أمر سلوكي رشيد يبعث على تجديد حياة الإنسان وتخلصه مما علق بذاته من شوائب الأخطاء
التعليقات