أيهما تفضل.. حياة بسيطة هادئة على كوكب آخر، أم حياة معقدة على الأرض؟!

الراحة النفسية، هي ما أبحث عنه، وأنا عادة أجد نفسي في الأماكن الهادئة.

ما رأيك في الراحة الدائمة، الراحة التي يفضلها الجميع تكون أغلب الوقت لكن الحياة الصحية تحتاج بعض الملح لتكون متوازنة، ملح الحياة هي المشاكل والعلاقات الانسانية وكل ما بها من تعقيدات.

عادة أجد نفسي في الأماكن الهادئة. أحب الجلوس أمام بحرٍ، مستمتعاً..

بالفعل ما أجمل الهدوء والسكينة محمد، لكن أليس واردًا أن تشعر بالملل من دوام ذلك الهدوء والإسترخاء طوال الوقت، أو هل يمكنك الإكتفاء بتلك الحياة للأبد، رغم معرفتك بوجود حياة صاخبة على الأرض؟!

لكني كذلك أحب الخُضْرة، فهل سيكون هناك حدائق ذات بهجة؟

بالطبع، يمكنك تخيل الأمر مثل الأرض بكل ما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة، لكن دون مشتتات صناعية أو إختراعات بشرية حديثة..

العزلة من آن لآخر مطلب نفسي حقيقي في زمننا هذا. العزلة بمعناها النفسي والمكاني. هذا العالم يدفع الإنسان للجنون وارتكاب الجرائم بحق نفسه والآخرين. لا بد من القليل من الهدوء، ولكن المشكلة أنك لن تجده بسهولة وستحتاج إلى بذل الجهد للحصول عليه، ولمن العائد سيكون عظيمًا بكل تأكيد. بذل الجهد للبحث عن الهدوء أفضل من ترك زمام الأمور لهذا العالم الاستهلاكي الصاحب يتحكم بنا وبمصائرنا ويسيطر على توجهاتنا دون شفقة.

ليتنا نستطيع أن ننعم بمثل هذه الحياة على الأرض التي ألفناها واعتدنا عليها.. لكن للأسف وإن استطعنا الإبتعاد والعزلة بمكان ما على الأرض، فسنظل دوما نشعر بالقلق من إمكانية تعدي الآخرين على مساحتنا الخاصة، وإفساد تلك السكينة!

شخص يحب المخالطة واجتماعي جدا، يحب المغامر فأعتقد أنه سيفضل العيش في هذا الكوكب.

ربما سيكون الأمر كذلك، لكن كثيرا ما ألاحظ أن هؤلاء الأشخاص هم الأكثر شكوى من مشاكل وتحديات الحياة، وكيف أنهم غير راضين عن أحوالهم بشكل شبه دائم.. أفلا تعتقدين أن ذلك يعد تناقضا ميريام، يعني طالما يحبون الحياة فلماذا يشوهونها بأعين غيرهم؟!

ولكن لا يقبلوه دون أن يجربوا العيش فعلاً في الزمن الماضي،..

ربما نمر بمعايشة قصيرة للماضي عندما تنقطع الكهرباء مثلا، ولا نجد سوى أنفسنا والطبيعة من حولنا... صراحة أحيانا أستمتع بتجمع الأسرة بتلك الأوقات لدرجة تمنيت معها عدم عودة الكهرباء!

ماذا لو كان الأمر بلا هذه الوسائل؟ أي بلا انترنت وبلا كل ما ذكرتيه حضرتك؟

نعم قد تكون حياة خالية من تلك الوسائل كلها، لكنها في المقابل ستخلو من كافة المسؤوليات التي تضطرنا لذلك العمل الحر أو غيره.. فما رأيك إذن بذلك العرض؟!

جميل أنك مقتنع بما لديك عماد، لكن ألا تعاني مثل بعضنا من حالة الصخب الشديد وإنعدام الخصوصية والأمان المتنامية بشكل ملحوظ على كوكبنا الميمون؟!

ومن ثم العودة للارض والاثارة والمتعة.

من الجيد سماع تلك النبرة المتفائلة والمحبة للحياة يا أسماء، فلو ركز الجميع على الجانب الإيجابي من حياتهم، لعاشوا حياة أفضل كثيرا!

امكانية الوصول إلى أي معلومات بكل سهولة وسرعة..

بالفعل أصبحنا الآن نعتمد على أبحاث الإنترنت للحصول على أي معلومة نريدها، لكن تلك الرفاهية لا تخلو من المسالب هي الأخرى؛ وأقرب مثال، انني ألاحظ مثلا تأثير ذلك على كفاءتي العقلية، وخاصة ذاكرتي أظنها لم تعد تعمل بكامل طاقتها!!