الزواج السعيد والمستقر هو حلم كل زوجين، لكنه يتطلب جهدا وتفانيا وتفاهما من كلا الطرفين فيتعاملان مع بعضهما بحب واحترام وصدق وثقة، وأن يتقبلا بعضهما بعيوبهما ومزاياهما، وأن يساندا بعضهما في الشدائد والسرور، لكن كيف يمكن لهما أن يحافظا على هذا الإستقرار بالرغم من وجود التغيرات والضغوطات المختلفة في الحياة الأسرية وفي المجتمع؟
كيف يمكن للزوجين أن يحافظا على استقرار وسعادة زواجهما في ظل التغيرات والضغوطات التي قد تحدث في حياتهما؟
الحب وحده لا يكفي لمواجهة هذه التغيرات الصعبة ولكن هناك بعض العوامل التي بها قد يكون الزواج ناجحا ويعبر كل الصعاب ومنها:
-الاحترام المتبادل فيساعد على تقوية العلاقة بينهما، كما أن تقدير الزوجين لبعضهما وتفاهمها والإنصات لإحتياجاتهما أفضل طريقة لدفع العلاقة للأمام.
-الصدق والثقة وهما اللذان يساعدان على نجاح العلاقة واستمرارها، والذى يتضح في التحلى بالصدق عند تنفيذ الوعد والإلتزام بتنفيذ الحقوق والواجبات، ومشاركة الأراء بصدق.
-التواصل مع شريك الحياة وإعطائه الحرية في التعير عن رغباته واحتياجاته بطريقة صحية يساعد على فهم احتياجات شريك الحياة، كما يجب على الزوجين مشاركة بعضهما في لحظات الفرح والحزن والأزمات حيث يساعد ذلك أيضاً على تقوية العلاقة بينهما.
الحفاظ على الهوية الفردية فيجب ترك الحرية للزوجين للتعبير عن هويتهما الفردية وإعطاء الأولوية لتقدير ذواتهم ومشاعرهم وإحتياجاتهم حيث يساعد ذلك على تقوية ثقة كلاً منهما بنفسه والإيمان بأنفسهم مما يساعد على تقوية العلاقة .
-امتلاك مساحة خاصة يجب على الزوجين أن يمتلكان مساحة خاصة في العلاقة مما يساعد على على الشعور بالحرية والخصوصية، مما يضيف بشكل إيجابى للعلاقة الزوجية.
-تساعد القدرة على حل المشاكل الزوجية بين الزوجين في حل النزاعات بينهما كما يقضى على الشعور بالتوتر والقلق ويساعد في حياة زوجية هادئة مستقرة، لذلك كما على الزوجين أن يتحلان بالهدوء والقدرة على الإنصات حيث يساعد ذلك في حل المزيد من المشاكل في المستقبل.
يجب على الزوجين أن يمتلكان مساحة خاصة في العلاقة مما يساعد على على الشعور بالحرية والخصوصية،..
أؤيد هذه النقطة جدا؛ فزواج شخصين لا يعني أبدا القضاء على المساحة الشخصية لكليهما.. حيث كان لكل منها حياته الخاصة قبل الزواج، من أقارب، وأصدقاء، وغيرها من العلاقات الإجتماعية، وهو مايجب الحفاظ عليه لعدم شعور الإنسان بالغربة!
هذا صحيح أماني، بل أن هذه المساحة من الحرية بين الزوجين تكون أصلا داعم للحياة الزوجية بينهم .. وتقوم ببناء الثقة والمودة بين الزوجين .. لأنه بالطبع لا ينبغي لأي طرف منهم أن يشعر بأنه مُقيد .. فالزواج في الأساس هو سُكنة وبيئة كاملة من الراحة والسكينة والهدوء، وإن لم يكن الزوجين يشعران بهذه الأشياء في بيت الزوجية، فأين سيجدونها إذا.
لن يستطيعا، كلامي هنا سيكون من منطلق الإحصائيات الرسمية العالمية، إن ٩٠٪ من الشعب الفرنسي لا يعرف من هو أبوه الحقيقي، كما أن نسب الطلاق في مصر تبلغ ٣٦٪ من حالات الزواج، سنويًا يتم إجهاض ١٠٠ مليون جنين نتيجة الزنا.
محاولة إصلاح الأسرة وسط هذا الجنون فقط هو أمر شبه مستحيل، الآن أضف عليه أن تكون في دولة ديكتاتورية مهمتها الأساسية هي إفقار الشعب لتتحكم فيه، مع مناهج تعليم فاسدة وغياب تام لكل الأدوار التوعوية.
لا يوجد أسرة تتحمل كل هذا، لا يوجد أسرة تحياة بشكل سليم وسط كل هذا، التصرف الوحيد الذي يضمن لك أسرة سليمة نفسيًا صابرة صامدة في مواجهة المشاكل هو أن تنهي السردية العالمية لهذه الحقبة.
وحقًا أي نصائح لن تنجح ومصر بنسب الطلاق فيها خير دليل، الحلول الوحيدة هي:-
- إبعاد الأسرة عن مواقع التواصل.
- تلقي أفراد الأسرة لتعليم جيد.
- الحفاظ على مستوى مادي جيد للأسرة.
- التشجيع على الزواج مبكرًا.
- تسهيل إجراءات الزواج.
التشجيع على الزواج مبكرًا.
هل الزواج المبكر يساعد على استقرار الأسرة؟ من أين استنجت ذلك؟ ما اعرفه أن نسبة لا بأس بها من حالات الطلاق يمكننا أن نعزوها للزواج المبكر!
هل الزواج المبكر يساعد على استقرار الأسرة؟ من أين استنجت ذلك؟ ما اعرفه أن نسبة لا بأس بها من حالات الطلاق يمكننا أن نعزوها للزواج المبكر!
الزواج المبكر في وقتنا هذا قد يكون أمرا غير صائب من الناحية الصحية بالنسبة للمرأة ومن الناحية الفكرية لكليهما أي الزوج والزوجة، فإن كانا في سن الثامنة عشر التاسعة عشر مثلا، فهما في سن مبكر مقارنة بالزمن الماضي لآبائنا وأجدادنا، فهنا من الناحية الجسدية أو العقلية فالوعي لديهما قد لا يكون مكتملا في بعض الحالات، وشخصيا رأيت حالة مماثلة أين تم الطلاق في الشهر الثاني من الزواج، لكنها قاعدة شاذة ولا يصح أن نعممها على الجميع، خاصة إن كان الزواج محاطا بأهل العلم والبركة فيرشدونهما إلى جادّة الصواب، سواء من جانب الزوج أو الزوجة، لكن للأسف الأقارب أيضا والعائلات تؤجج الوضع فتتسبب بحدوث الطلاق أيضا.
إبعاد الأسرة عن مواقع التواصل.
تلقي أفراد الأسرة لتعليم جيد.
الحفاظ على مستوى مادي جيد للأسرة.
التشجيع على الزواج مبكرًا.
تسهيل إجراءات الزواج.
مسألة إبعاد الأسرة عن مواقع التواصل، قد تكون مفيدة إلى حد ما، ولكنها ليست حلا شاملا وجذريا للمشكلة، فالاعتماد على العزل الرقمي للأسرة ليس حلا مستداما، بل يجب تعزيز التوعية والتثقيف حول استخدام الإنترنت بشكل آمن وصحي.
لكن كيف يمكن لهما أن يحافظا على هذا الإستقرار بالرغم من وجود التغيرات والضغوطات المختلفة في الحياة الأسرية وفي المجتمع؟
بالنسبة لي أرى أن التفاهم هو العامل الأساسي لنجاح أي علاقة؛ فمهما كانت التغيرات والضغوطات سيستطيعان بنسبة كبيرة التعامل معها وتجاوزها..
كذلك المرونة في التعامل أمر هام جدا، فالمواقف الجامدة غير المراعية لوضع الطرف الآخر تُفسد أي علاقة..
وأخيرا التعامل ببساطة مع تغيرات الحياة قدر الإمكان، وعدم التشنج، فلا داع لتحميل أنفسنا ضغطا نفسيا مُضاعفا..
بالنسبة لي أرى أن التفاهم هو العامل الأساسي لنجاح أي علاقة؛ فمهما كانت التغيرات والضغوطات سيستطيعان بنسبة كبيرة التعامل معها وتجاوزها..
أنا متفهم لكون أن جميع المنازل واﻷسر والعلاقات الزوجية قد تواجه مشاكل وظروف وتغيرات، لكن هذه العلاقة بالذات تحتاج إلى تنازل وتغاضي للطرف من طرف أحد الأطراف سواء الزوج أو الزوجة، كي تستمر العلاقة، فإن تمسك كل طرف برأيه متزمتا كانت كارثة وأصبح تعصب وسينتج عنه إنفصال بلا شك.
لكن كيف يمكن لهما أن يحافظا على هذا الإستقرار بالرغم من وجود التغيرات والضغوطات المختلفة في الحياة الأسرية وفي المجتمع؟
السؤال جد معقد واسع جدا بحيث يكاد يستجيل الاجابة عليه بصورة شافية كاملة، لذلك احاول اختصار بعض النقاط كجانب من المشاركة:
- معرفة الذات وتقوية علاقة كل شخص بنفسه من اجل تحسين التعبير عن الذات أمم الشريك وافهامه .
- معرفة الاحتياجات الأساسية والاحتياجات المستجدة لكل شريك وتلبية هذه الاحتياجات بالطريقة التي ترضيه.
- الاتفاق المسبق والدوري على كل التفاصيل الحياتية ، المالية، الشخصية..الخ
- الحوار الفعال الدائم البعيد عن الشخصنة والمحاسبة واللوم ...
- فتح المساحات الشخصية الخاصة لكل طرف دون التدخل فيها، مساحة الهوايات والاصدقاء والجلوس بعزلة مع الذات ..الح
- الانفتاح العاطفي والتعبير عن الحب والتقدير بلغات الحب التي يفهمها كل طرف.
القاعدة الأولى والأخيرة: الزواج سيمر بمحطات من الضغوطات والإرهاق نتيجة الحياة بذاتها وما تفرضه من تحديات. لذلك قد يمر الأزواج بمواقف يستشعر فيها الطرفان التوتر وعدم الارتياح. فالمطلوب تقبّل هذه الفترة والتعاطي مع الضغوطات بطريقة إيجابيّة. فكيف يكون ذلك؟ أعتقد وبرأيي أنّ التحاور هو السبيل الأوّل لتخطّي أيّة اختلافات وخلافات بين أي طرفين لذلك على الزوجين أن يتحاورا بشكل دائم ولا يراكما أيّة أمور عالِقة. فإذا النقاش وتبادل وجهات الّنظر مفتاح أي حل والأهم إقصاء أي طرف ثالث عن أي أمر يخصهما حتى لا تزيد الطين بلّة كما يقال.
مسألة الحوار جيدة وفعالة، لكن بعض الحوارات إن لم يحصل فيها توافق ستنتهي بشجار وغيره، معظلة حقا، كيف يمكن أن نهذب من حواراتنا، ربما نظرتي لا تزال سوداوية بعض الشيء لأنني رأيت كيف تجري حوارات الجيل القديم، أين كانت تنتهي بصراع وصداع رأس، لكن العلاقة كانت وطيدة ولا تلجأ إلى الطلاق، أما اليوم فالأمر متفاوت والمحاكم كما تعلمين ممتلئة بهذه القضايا.
أعتقد أنه إذا تحدث كل واحد منهما برأيه الخاص في كل مشكلة فسيكون زواج على شفا الانهيار و أرى ان يكون هناك دستور معين يرجعون إليه في حال حدوث أي مشكلة بينهما مثل تعاليم الدين مثلا أو أي شيء يضمن لهما التصرف بهدوء وقت المشكلة.
التعليقات