لغات الحب خمسة، ماهي لغتك الخاصة في الحب؟

لا أتفق مع فكرة حصر لغات الحب بمفاهيم معينة، والتحيز لأحدها، فمثلا أنا أحب الهدايا، والكلمات التحفيزية، وأشعر بشيء عظيم لكل من يفعل شيئاً لأجلي والذي يندرج تحت عبارة الأعمال الخدمية.

الكتاب لا يحصر لغات الحب او يقزمها ولا لا يدفعنا لاختيار احدها على الاخر، بل يعطينا خارطة مشاعر عامة او مفاتيح لفهم الاشخاص وطريقة تعاطيهم مع المشاعر، اعطيك مثلا : امي شخصة لا تعبر بأي كلمة ايجابية او كلمات اطلاء، قليلة جدا الايام التي قالت لي فيها احبك ، وهي شخصية لا تفضل التعامل بالهدايا، وظننت طول السنوات الماضية انها شخص بارد ولا علاقة لها بالمشاعر، لكن بعد الاطلاع على فكرة لغات الحب، اصبحت ارى طريقتهافي التعبير عن حبها دون ان اتكلف عناء البحث عنه او اسيء الظن فيها، فهي شخص يحب تقديم حبه في شكل اعمال خدمية، رغم انها ليست من النوع الذي يعمل كثيرا في المنزل، لان معظم اعمال المنزل نقوم بها انا واخوتي، لكنها عندما تحاول ان تكون لطيفة وتشتاق لاحد، تسارع لتقديم اكله مفضلة او تخيط ثيابه او تغسل مخدته ليحظى بنوم جيد .... حتى انها لا تشفق على صحتها ان كانت تريد ان تقدم تعبيرا ما لشخص مثلا في الاسبوع الفائت في يوم وصلت درجة حرارته الى 48 لم تبخل على زوجها بطبخة كسرة، لانها تعرف انه يحبها، مع انه لا يمكن لاحد عاقل ان يفعل ذلك في ذلك الجو، حتى بنات العشرينات لا يفعلن ذلك.

الفكرة هي اننا نحن من الداخل نعرف ما نحب وكيف نعبر عما نحب، لكن من الصعب علينا ان نعرف كيف يعبر لنا الاخرون عن حبهم، وهذا ما علينا استكشافه كي نكون اكثر ساعدة وانصاف.

 لاحظت أنهُ بهدية واحدة لصاحب عملك قد تتحوّل لديه أولوية حقيقية في مسألة الفرص، سيحوّل لك كل الفرص مباشرةً التي تحتاجها بمجرّد توافرها بين يديه، خاصة ولو كانت الهدية طبيعية ولم تُعبّر لحظتها عن أنّها بغاية مصلحة.

في هذه الحالة انت لا تعبر عن حبك بل عن توددك لغاية او مصلحة خاصة وليس هذا ما نقصده.

المقصد هو التعبير عن الحب الحميمي مع من تحب ، زوجتك واولادك وابويك مثلا، لماذا يا ترى تعتبر الهاديا الموجهة لهم مبتذلة ؟؟؟؟؟؟

الأعمال الخدمية لا أعتقد أنّه أمر واقعي فعلاً، على أنني أقوم به مع أهلي يومياً، أقوم بتحقيق مطالبهم وما يتمنون ويحبّون، لكن لا أشعر بأنّ الأمر أداة ناجحة فعلاً.

اوافقك في هذا الشعور على صعيدي الشخصي، الكثير من الاهالي يعتبرون الاعمال الخدمية نوع من الواجب او من العرف الذي عليك تأذيته تجاههم ، مع انك تفعل ما بوسعك لتشعرهم بالحب من خلاله، لكن يبقى جهدك مهدورا لاننا لا نملك وعي كافي بين واجبات الاخرين تجاهنا وبين الامتيازات التي يعطوونا اياها وهذا ما يجعلها وسيلة تعبير فاشلة في رأيي.... مع الاسف تعبر هذه واحدة من الاشياء التي تؤلمني فعليا لاني ممن يعبرون بشكل ما عن حبهم بالخدمة.

الوقت النوعي المتميز: أحب أن أقضي وقتا ممتعا مع من أحب، وأن أشاركهم هواياتهم واهتماماتهم، وأن أستمع إلى مشاعرهم وآرائهم، وأن أشعرهم بأنهم مهمون بالنسبة لي.

هذا جميل جدا وغريب بعض الشيء في رأي كثيرين، فقد تعود المجتمع على ان يصف الرجال الشرقيين بالبرود ووالشح في الوقت مع شركائهم، على اعتبار ان المجتمع يربي المرأة ان مملكتها البيت وان الرجل مكانه في الخارج ويجب ان لا يبقى كثيرا في المنزل وهذا ما يخلق بعض نوع من النمطية في التفكير في تأثير الوقت بين الشركين الشرقيين وهذا بالتأكيد كارثة ومشكلة كبيرة .

حتى في الغرب نجد هذه المشكلة لكن بسبب اخر وهو الانشغال بالعمل والانتاج والربح وتحقيق الذات، فتجد الزوج دائما منشغل بالعمل وتطوير ذاته، والمرأة كذلك ، وعند عودنها للمنزل تنشغل باعمال المنزل، فنادرا ما يكون للوقت اهمية بينهم.

وجدتك بعضي بل وجدتك كلِّي، حتى كأنَّ شيئًا لو أصابك أصابني، وحتى كأنَّ الموت لو أتاك أتاني

يالجمال هذا الوصف .. لكن هل له وجود في الواقع فعلاً، وهل الوصول لهذه الدرجة من الشعور والإتصال هو أمر صحي وآمن ؟ ألن يصيبنا أي سوء من الطرف الآخر بضرر وأذىً بالغ ؟

علاوة على ذلك، يمكن للأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة أو لديهم تأثيرات ثقافية مختلفة أن يكون لغتهم العاطفية هي الإيماءات أو العطف العاطفي، وهذا ما قد لا يعترف به بعض الناس الذين يعتمدون على فكرة لغات الحب الخمسة، لذلك يمكن أن تكون هذه الفكرة غير كافية لفهم الطرق المختلفة التي يتم بها إظهار الحب والتماسه.

هذا لا ينفص شيء من قيمة الفكرة، فمن البدهي جدا ان طرق التعبير تختلف من منطقة الى اخرى حسب الجغرافيا والعوامل الاجتماعية والتربوية السائدة، فمثلا في الدول العربية استعمال الكلمات التوكيدية يعد من اللغات النادرة في الحب لذينا، لأننا شعوب غير معبرة، وتربط الكثير من المفاهميم الحياتية باللغة والكلمة ، مثل الرجولة، الشرف، القوة، التفاق والعقد ...الخ ، اذ يصعب ايجاد اب يخاطب ابنه بعبارات صريحة بالحب في سنوات نضجه، وحتى اغلبية النساء كذلك حتى بين بعضها بعضا.

الفكرة لا تغفل هذا الامر لكنها تضع فكرة عامة حول طريقة تعبيرنا عن الحب كبشر بعامة ، وهذا يعني فكرة شبه واضحة عن ذلك، زد على ذلك الحب موضوع انساني مهماا تأثر بالعوامل الاخرى تبقى الاساسات واحدة.

وكلما زاد حبي للشخص زاد بوحي ومشاركتي .

طبعا البوح مهم ، لكن السؤال هو ما نوع البوح؟

هل كل بوحك بطريقة الشكوى والحديث عما يؤلمك؟ ام انه بوح عن كل شيء، والاهم انه بوح عما تشعر به من حب بكلمات حميمة، مثل احبك ، واشتاق اليك واقدرك ، اشعر انك سندي وظهري..الخ

الان نوع البوح يعطي مجال لفهم نوع المشاعر ومدى حبك للشخص من عدمه..ففي بعض الاحيان نعتقد اننا نحب الشخص لمجرد الراحة والانكشاف امامه، لككنا نكتشف لاحقا اننا منا نمارس انانتينا في التفريغ لا اكثر.