يعني أن نحب شخص هل هذا يكون قرار منا بحب هذا الشخص دون غيره أم نحن نحب لأننا وقعنا بالحب، فنشعر بالحب ثم في مرحلة ما نقرر التكملة مع هذا الشخص، أم أن اختيار الشخص نفسه من البداية قرار، ما رأيكم، ما هو الحب بالنسبة لك أنت قرار أم شعور؟
من خلال تجاربكم الحب قرار أم شعور؟
الاختيار قرار طبعًا يقوم على التكافؤ وأسس منطقية مختلفة مثل التفاهم وقبول الظروف المحيطة بالطرف الآخر وما يخطط له في مستقبله وما إلى ذلك.
الحب غالبًا شعور ناتج عن سببين:
الأول طول العشرة الطيبة والتي ينتج عنها المودة والتراحم والتفاهم وهذه العشرة الطيبة على الأغلب تأتي بعد قرار الاختيار الموفق.
الثاني هو الإعجاب اللحظي الناتج عن الانجذاب الروحي أو الجسدي أو الفكري أو جميعهم، ولكن لا تدوم شرارة هذا الحب بنفس القوة.
المهم أن الحب حالة لا يصل إليها طرفا علاقة إلا بالبذل والسعي والجهد في فهم الطرف الآخر والعمل على تزكية وتقويم النفس قدر المستطاع.
كنا نناقش جانبًا من هذا الموضوع بالأمس في هذه المساهمة:
في هذه المسألة برأيي يحصل أمر حساس وغريب جداً ومغالطة يقع بها الكثيرين، حيث باعتقادي أنّ الناس يعتقدون فعلاً بأنهم قرروا اختيار شركائهم ولكن في الحقيقة نحن لا نقرر اختيار شركائنا ولكننا نعتقد ذلك فقط، الحب يأتي فجأة ومن النظرة الأولى حتى، أؤمن بذلك جداً، ولكن عقولنا التي تحمل قدراً كبيراً من الكرامة المُختَزنة والكبرياء العالي يجعلنا نرفض الاعتراف بهذا الخداع المباشر لنا ولأحاسيسنا فنقول: نحن قررنا أن نحب بعد فترة من اللقاء. ولا نعترف حقيقةً بأنّ ما صار معنا لم يكن إلا استكمالاً لوقوعنا في الحب الذيلم ولن نستطيع التخلص منه بسهولة، حيث أننا نمارس فقط تعنية حقيقية لما نعيشه عن الناس، نخدعهم بأننا أصحاب سلطة وقوّة واختيار في مسائلنا، وهذا لا يحصل حقيقةً ولكننا ندّعي، حتى في مناقشة هذا الأمر كما نفعل الآن هناك الكثير من الأشخاص الذين سيرفضون هذا المنطق بشكل كلّي تماماً لإنه سيمسّ حساسيّتهم عبر تعريتهم من هذا الكبرياء الذي يتعاملون فيه مع الآخرين والخداع الذي قد ينطلي حتى على أنفسهم أحياناً من باب التكذيب المستمر حتى التصديق.
ما هو الحب بالنسبة لك أنت قرار أم شعور؟
الاثنين تباعا شعور ثم قرار، وفي هذا الأمر أعتقد أنني أميل لمقولة الكاتب آلان دو بوتون " ما كان الناس سيقعون في الحب لو أنهم ما سمعوا عنه". وهنا برأيي أن الناس يحبون فكرة الحب نفسه بعد ما سمعوا عنه أو تم رسم مفهومه لهم بصورة أعجبتهم، فالحب يحمل معاني كثيرة فهو يعني الاهتمام والأمان والسعادة والتفهم وكل المشاعر الإيجابية التي يتمناها ويحتاجها أي انسان وهي ضرورية جدا بالفعل وأساسية لنفسية الإنسان، وهنا يشعر الانسان بالحاجة اليه ولوجوده في حياته ويبدأ في البحث عنه حتى بدون وعي منه إلا أن يقابل شخص يشعر معه أو يقدم له أحد هذه المشاعر التي ذكرتها، شخص يهتم به كثيرا أو يجعله يشعر بالأمان معه أو غير ذلك فهنا يأتي قرار الشخص بحب هذا الإنسان، وهكذا يكون الحب هو قرار مبني على شعور
الحب في بدايته يكون شعور لكن الاستمرار فيه وتطور هذه العلاقة يكون قرار فالبعض نميل إليهم أو نحبهم لكن بمرور المواقف والوقت نكتشف أنهم غير مناسبين لنا أو لم يكونوا رائعين مثلما خيل الحب إلينا لذلك يصبح الابتعاد هو القرار الأمثل والأصح وبمرور الوقت سنتجاوز الأمر وسيظهر لنا شخص آخر نحبه ويكون متوافق معنا ونشعر بالسعادة والأمان والسعادة في وجوده فيتطور الحب لحياة كاملة نكملها معا
ليس بكل حالاته شعور، يعني لو أنت كهند شخصية عاطفية رومانسية سيكون شعور، لكن لو أنت شخصية موضوعية جادة فسيكون قرار
تجربة خاصة جدا، شعرت بإنجذاب تجاه شخص ما وجدت بأن هناك شىء بداخلي يحركني تجاهها، لم أعرف السبب ولكن يوجد شىء جذبني بل لن أكذب إن قلت بأني وجدت أنها جزئي الناقص، إستحملت تفاهاتي وعدم إكتراثي أحيانا أخرى، لم تيأس بل سعت بكل الوسائل ان تساعدني وتشد من أزري باللين أحيانا والشدة أحيانا أخرى بل وصلت للتهديد بأنها ستتركني إن لم أغير أمور بداخلي، ساعدتني أن أكون الأفضل فهي ملهمتي الوحيده، وجدت نفسي تلقائيا أتغير وأحاول أن أقدم لها الصورة التي تريد أن تراني فيها، ليس لشىء ولكنها تستحق هذا وأكثر مع الوقت وجدت نفسي مغرما بها حقا، ومن الممكن أن نقول أني لا أستطعم حياتي بدونها، الحب هنا مشاعر وقرار مشاعر تحرك وقرار يساعدك على تنفيذه.
التعليقات