في عالمنا المتغير بسرعة، تتطور التقنيات الجديدة باستمرار وتؤثر على طريقة عملنا وحياتنا. واحدة من هذه التقنيات هي الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه القيام ببعض المهام المعقدة والمتنوعة. ومن بين هذه المهام التحسين لمحركات البحث (SEO)، التي تشمل البحث عن الكلمات الرئيسية وتحسين العنوان وخلافه.
فهل شارف عمل محسّني محركات البحث على الانتهاء؟ وهل سيحل الذكاء الاصطناعي مكانهم عاجلاً أم آجلاً؟
أعتقد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في SEO يمكن أن يكون مفيدًا وجيدًا، إذا استغليناه بشكل جيد. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحسين جودة وأداء الموقع، وزيادة حركة المرور والتفاعل والتحويل. لكن هذا لا يعني أن نستبدل الإبداع والإحساس بالآلة، بل نستخدمه كأداة مساندة ومساعدة.
يرى البعض أن مجال السيو تقني بحت، لا علاقة له بالإبداع والإحساس، وبالتالي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يأخذ محل البشر فيه. هل تتفق مع هذا الرأي؟ ولماذا؟
لا أظن أنه باستطاعتنا تنبؤ انقراض وظيفة محسني محركات البحث، حيث يكمن مستقبل تحسين محركات البحث في التكيف مع المشهد الرقمي المتغير باستمرار.
ومع استمرار تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي، يجب على محترفي تحسين محركات البحث البقاء على اطلاع بأحدث التطورات وإدماج الرؤى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتهم.
قد يتطور دور مُحسّنات محرّكات البحث، لكن مبادئه الأساسية في تقديم محتوى قيم يساعد على جذب العديد من الزوار ، وضمان تجربة مستخدم سلسة.
بينما يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف الصناعات ، فمن غير المرجح أن يحل محل مُحسنات محركات البحث بالكامل. بدلاً من ذلك ، يمكن أن يعمل كل من AI و SEO جنبًا إلى جنب لتحقيق أفضل النتائج.
عندما يستخدم محسني محركات البحث (SEO) الذكاء الاصطناعي كأداة قوية تكمل خبراتهم ، سيسمح ذلكلهم بالتكيف والازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي. من خلال الاستفادة من الرؤى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي والبقاء على اطلاع دائم باتجاهات المستقبل.
وفي النهاية، لا تزال الخبرة البشرية ضرورية لفهم سلوك المستخدم وإنشاء محتوى قيم وتحسين تجارب المستخدم، بالطبع إن محركات البحث (SEO) تقوم على أمور تقنية، ولكنها أيضاً تحتاج إلى مراقبة ومتابعة النشاط لزوار الموقع باستمرار من خلال موظفين مختصين، حيث يمتلكون خبرة في فهم سلوك المستخدم ، وإجراء بحث عن الكلمات المفتاحية، وصياغة استراتيجيات فعالة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز عملهم، لكن المشاركة البشرية تظل حاسمة ومهمة.
كيف تردين على عميل (واحد من بين عشرات) يقول شيئاً من قبيل (قرأت أشياء مطابقة من حيث الفكرة)؟
«لست بحاجة لكتاب محتوى ولا لمحسني محركات البحث؛ لأنني باستخدام إضافات معينة وأدوات مناسبة توجّه الذكاء الاصطناعي، أستطيع توليد نصوص احترافية وفق أحدث معايير السو، وقد جرّبت ذلك فعلاً وتصدّرت مقالاتي نتائج البحث».
يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية تحسين محركات البحث وتطويرها، ولكن من غير المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل محسني محركات البحث بشكل كامل.
محسني محركات البحث دورهم تصميم استراتيجيات متكاملة لتحسين ترتيب الصفحات في نتائج البحث ويكون ذلك انطلاقا من الفهم العميق للتحليلات والاستراتيجيات والقدرة على فهم احتياجات المستخدمين، أمورًا لا يمكن تجاوزها بواسطة الذكاء الاصطناعي وتقنياته. فالمحسّنون يستخدمون مهاراتهم في تحسين المحتوى، وتحليل سلوك المستخدم، والتفاعل مع المحركات، وبناء روابط ذات جودة، والتعامل مع تغيرات الخوارزميات.
ماذا نفعل إذن لإقناع فئة جيدة من العملاء، الذين يعانون ضعفاً على مستوى اللغة وفهم أبعاد السيو بشكل جيد، بأن الذكاء الاصطناعي لا ينوب على الإنسان ولا يضاهيه من حيث إنتاج المحتوى النصي ولا من حيث تحسين محركات البحث؟
فهل شارف عمل محسّني محركات البحث على الانتهاء؟ وهل سيحل الذكاء الاصطناعي مكانهم عاجلاً أم آجلاً؟
للأسف أعتقد ذلك نبراس؛ ومهما حاولنا تفادي ذلك لا بد وأن نعترف بوجود بعض الوظائف التقنية التي يجيدها الذكاء الإصطناعي كثيرا، ربما أكثر من البشر!.. وتشمل هذه الوظائف، تحسين محركات البحث، التسويق الرقمي، إدارة السوشال ميديا، خدمة العملاء، وغيرها من الوظائف التي لا تعتمد على الجانب الإبداعي بشكل أساسي.
رغم أنني لا أستطيع الجزم بخصوص هذه المسألة يا أماني، لكن لا أخفيك سراً أن الأمر مخيف ووارد الحدوث. فالوظائف التي لا تعتمد على الجانب الإبداعي كما تفضلتِ مهددة بشكل كبير على ما يبدو.
لا أعرف لِما دائما نصوّر أنّ الآلة ستقصينا بالرغم من أنّ الأفراد الأكثر ذكاء قد يستفيدون من هذه التقنيات لتحسين جودة عملهم وتسريع وتيرته. لذلك فمن الممكن جدا الاستفادة مما يوفره الذكاء الصناعي بأسلوب ذكي وفعّال وهو ما يتطلّب المواكبة الدائمة والإلمام بهذا العالم الواسع. يعني ما يمكن عمله هو الجمع بين الأسلوب البشري والآلي للارتقاء بجودة العمل لا أكثر إلاّ أنّ موضوع الإلغاء صعب إذ أنّ الذكاء الصناعي قد يقع في الكثير من المغالطات وعدم الدقة وهو ما لا يمكن تفاديه إلا من خلال العامل البشري.
برأيك فاطمة هل ستكون عدم دقة أدوات الذكاء الاصطناعي أحياناً، سيكون تهديداً لهذه التقنيات؟ وربما يؤدي إلى توقف الانبهار بها لاحقاً؟
الذكاء الاصطناعي ليس آلة كالكمبيوتر وخلافه، بل هو شيء من مستوى آخر تماماً. في عالم الشطرنج مثلاً، لم يتم إقصاء البشر من البطولات، لكن الذكاء الاصطناعي اليوم أصبح سيد اللعبة بلا منازع. لا يوجد إنسان واحد على وجه الأرض برمتها قادر على هزيمته ولو لمرة واحدة، وإن حدث ذلك يوماً فستكون أشبه بضربة حظ لن تتكرر ثانية. وعلى نفس منوال الشطرنج، هناك أنشطة ووظائف تقتضي مهارات معينة ربما يستطيع الذكاء الاصطناعي قريباً أن يبرع فيها أكثر منا، كما فعل مع لعبة الشطرنج.
التعليقات