هل المال أصل الشقاء والشرور؟

كيف ترى المال؟

أرى بأن المال هو نتيجة لسعي وإجتهاد صاحبه، على المرء أن يبذل جهدا مقابل كل فلس يجنيه، في المقابل عليه أن يحرص على إستهلاكه بالطريقة التي ترضي الله، فمالك أين أنفقته إن كان في شيء صالح فهو أمر جيد وإن كان في أمر مناف للقيم فذلك أصل بداية الشرور.

وهل تظن أنه مصدر كل التعاسة والشرور؟

نعم هو مصدر للتعاسة والشرور عند الكثيرين اليوم، لأنهم إبتعدوا عن ربهم وإبتعدوا عن قيمهم لذلك تراهم مكتئبين ومتشائمين حتى ولو كانت معهم أموال قارون وفرعون، غياب البركة في اﻷموال نتاج التضخم الحاصل، ولد نوعا من عدم الرضى وعدم القناعة.

السوق التجاري اليوم تنتشر فيه خروقات قانونية لا حصر لها، المضاربة والإحتكار والغلاء الحاصل كله بسبب الجشع من جهة والتضخم من جهة أخرى.

المال لا يحقق السعادة، لكنه وسيلة لتحقيقها.

أتفق تماماً معك, المال وسيلة مهمة جداً في حياتنا. ولا ننسى أنها زينة من زين الدنيا كما ذكر الله سبحانه في كتابه الكريم.

بالـتأكيد من يعتقد أن المال هو كل شيء في هذه الحياة سُيضحي هاوساً له, مهلوساً به ليل نهار. لذلك حتى ولو كان يملك الملايين لن يهرب من التعاسة التي سيفضرها عليه طمعه بالحصول على المزيد. فأنّى له بجبل من ذهب!!

المال هو أصل السعادة يا نبراس، بدون المال نحن لا نشتري السعادة، بدون المال لا نستطيع تجنب الكثير من المتاعب اليومية التي نمر بها، تخيّل بأن ترغب في تسديد فاتورة الكهرباء الانترنت، ولم تجد المال، كيف ستكون سعيد؟ كيف ستقضي المهام التي تقتضي توفير كهرباء وإنترنت، وبالطبع هذا مثال بسيط، هنالك المرضى ممن يعانون من أمراض مستعصية يحتاجون الأموال لتوفير أدويتهم، أعرف أشخاص توفوا من مرض السرطان نتيجة عدم حصولهم على العلاج، كون العلاج يتطلب مبالغ مرتفعة.

وبالطبع لن ننسى الطلاب، هنالك طلاب لم يحققوا أحلامهم في إكمال دراستهم الجامعية بسبب عدم توفر الأموال، مثلا في بلدي التعليم الجامعي غير مجاني سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة،

ومن ناحية أخرى عندما تقوم بإعانة المحتاجين من خلال الأموال، ألايمكن أن تشعر بالسعادة؟! أؤكد لك ذلك، بل ستشعر بأنك أفضل شخص على الأرض عندما ترى ابتسامة الفقراء وأنت تساعدهم. ثمة دراسات أفادت بأنه من خلال المال يمكن أن تقضي على التوتر الذي ينتابك في لحظة ما.

لذلك، دعني أسألك: كيف ترى المال؟ وهل تظن أنه مصدر كل التعاسة والشرور؟

كيف يكون المال أصل التعاسة والشرور والله يقول في القرآن الكريم: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا" سورة الكهف، اﻷية 46، الكثيرون يتوقفون عند أول الآية ولا يكملونها، الآية تؤكد على أن المال واﻷولاد هما زينة الحياة الدنيا وأن الأعمال الصالحات هي خير عند الله ثوابا وخير أملا، فتعونا الآية إلى عدم الإنشغال بالمال والأولاد على حساب عبادة الله وعمل الطاعات.

وفسر العلماء أن الباقيات الصالحات هي الصلوات الخمس أو جميع الأعمال الصالحات التي يلقى المؤمن ثوابها في الآخرة.

كيف أرى المال؟

أرى المال أنه وسيلة قد يتم إستعمالها في الخير أو الشر، فالمشكلة ليست في المال، بل في كيفية التصرف فيه، فالمال هو جزء من الأرزاق التي أنعمها الله على خلقه، قد يكون مصدرا للخير إن إستعمل في الخير، ومصدرا للشر إن إستعمل في مواضع الباطل.

قد تملك مال الدنيا بأسرها وتكون حزينا لأنك جعلت المال هو كل شيء في حياتك!

وقد تملكه وتكون تقيا فتعرف أين تنفق أموالك وتخاف الله في مصدر قوتك، فتكون سعيدا في دنياك وآخرتك.

هل المال أصل الشقاء والشرور؟

هذه هي السردية السائدة في المجتمعات الشرقية السريالية التي تعيش على شموع الروحانيات الفائضة منذ القرون الخالية.

على النقيض من ذلك لو تلاحظ يا نبراس، ستجد العقل الغربي معاكس تماما لهذا التوجه، وله سردية مختلفة تماما، تقوم بالاساس على فكرة الشرف المادي عكس الشرف القيمي الروحاني في العقل الشرقي، وعندما اقول الشرقي هنا لا اقصد بها المسلمون فقط، بل ايضا اليهود والكاثولييك من اهل المسحية.

تاريخيا يصف لنا ماكس فيبر الفيسلوف وعالم الاجتماع الشهير، كيفية ظهور سلطة المال والرأسمالية في الحيز الوجودي الغربي ثم العالمي ، في كتابه الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية، يشرح لما فيبر كيفية انتقال البشرية مع الفكر الخلاصي البروتستانتي إلى مستوى اخر في علاقته بالمال والعمل، اذ تحول العمل والمال إلى فضيلة أخلاقية وجودية، عكس ما كان قبل ذلك من دعوات الورع والزهد في الحياة والترفع عن المادة والمال، أصبح العقل الغربي يرى ان العمل وسيلة لتحقيق الكسب والخير المادي وبالتالي أصبح على قدر من القداسة،باعتباره أداة للانسانية الجديدة.

لذلك نقول نعم، المال شر مادام الشر في قلب من يستعمله .

هناك جملة لواحدة من المؤثرات الامريكيات لا اذكر الاسم بالتحديد الان، لكنها صادقة وواقعية، أن المال لا يغير النفوس بل يكشفها، وهذا صحيح، اذا عدنا الى النظرية الاخلاقية لنيتشه نجده يقول بأن الفقر والضعف شر، وبالتالي من يقبله هو شرير، اي ان من كون في قلبه هذا النوع من الاخلاق السيئة عندما يغتني كارثــــــــــــــــــــــــــــــــة، لذلك دائما ما أقول اني لا اصادق الامثال الشعبية قدر مثل واحد اعتبره قوي فعلا، وهو خاف من الجوعان إذا شبع ولا تخاف من الشبعان إذا جاع.

لذلك، دعني أسألك: كيف ترى المال؟ وهل تظن أنه مصدر كل التعاسة والشرور؟

المال هو مجرد أداة، والطريقة التي نستخدم بها هذه الأداة هي ما يجعل الفرق، قد نجد هذا الرأي يتم تداوله في مجتمعاتنا وثقافتنا، ومع ذلك يمكننا النظر إلى العديد من الأشخاص الأثرياء والمشهورين الذين يتمتعون بحياة سعيدة وناجحة، والذين يستخدمون ثروتهم لمساعدة الآخرين والمساهمة في تحسين أحوال المجتمعات التي يعيشون فيها. بالطبع، هناك أيضًا الأمثلة العكسية حيث يستخدم الأثرياء ثروتهم في الطرق الخاطئة ويسببون الضرر للآخرين.

فالمال، إذا استخدم بشكل جيد، يمكن أن يساعد في تحقيق العديد من الأهداف الخيرية والاجتماعية والبيئية في العالم.

كيف ترى المال؟

المال هو أساس كل خير وفي نفس الوقت أساس كل شر، الأمر يعتمد على كيفية استخدامه أو الحصول عليه.

يكون أصل كل خير، إن استخدمته بالطريقة الصحيحة ومساعدة الأخرين وجلبه بطريقة شرعية وقانونية.

ويكون أصل كل شر إن استخدمته بطريقة خاطئة، أو تم سرقته، أو اختلاسة، أو حتى القتل لأجله.

ولكنني شخصيا أراه هو أساس من أسس الحياة لا تدوم بدونه، لا أقصد المال بالورق، ولكن بالثروة من عقارات أو منتجات أو أملاك أو أي شيء أخر، فإمتلاكك له تحصل على السعادة، لا أقصد كل السعادة، ولكنها وسيلة تساعد للوصول لها.

المال هو وسيلة لتوفير متطلبات الحياة الأساسية و احيانا الكماليه و لكنه يتحول الى وسيله لإتعاس مالكها إذا استخدم فى الشر سواء لأنفسنا أو للأخرين و لكن إذا استخدمناه فى توفير متطلبتنا و مساعده الاخرين و الفقراء لذلك فالأمر يعتمد على كيفيه استخدامنا له

تحياتي لك أخي نبراس

عندما نتحدث عن المال وعلاقته بالشقاء والشرور، يجب أن نفهم بدايةً أن المال بحد ذاته ليس مصدرًا للسعادة أو الشقاء. إنه مجرد وسيلة لتبادل القيمة وتحقيق الاحتياجات والرغبات المادية.

الشقاء والشرور تنبع من الاستخدام الخاطئ للمال، أو من الطمع والانغماس الكامل في الجانب المادي دون النظر إلى الأبعاد الروحية والاجتماعية للحياة. على سبيل المثال، إذا تم استخدام المال بشكل غير أخلاقي لتحقيق مكاسب غير مشروعة أو لإيذاء الآخرين، فقد يؤدي ذلك إلى الشرور والتعاسة.

مع ذلك، يمكن استخدام المال بطرق إيجابية وأخلاقية لخلق الخير والسعادة. يمكن أن يساهم المال في تحسين جودة حياتنا، وتوفير الرعاية الصحية والتعليم، ودعم الأعمال الخيرية والمشاريع الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام المال لمساعدة الآخرين وتعزيز العدالة الاجتماعية.

من الجيد أن تكون حذرًا من الاستخدام الخاطئ للمال وأن تتجنب السعي المستمر وراء الثروة المادية فقط. بدلاً من ذلك، قم بتحقيق التوازن بين الجوانب المادية والروحية والاجتماعية في حياتك. قيم العلاقات الصحية والوقت المناسب مع الأحباء والاهتمام بالنمو الشخصي وتحقيق الأهداف غير المادية.

أخيراً، المال ليس أصل الشقاء والشرور بحد ذاته، ولكن الطريقة التي نستخدم بها المال وكيف نتعامل معه هي التي تحدد تأثيره على حياتنا وعلى الآخرين.