بصراحة هل عشت هذا الموقف المماثل كأن تجرب أن تسمع لشخص من دائرتك القريبة ( صديق/ أخ لك) يكذب وأنت تعرف الحقيقة؟ قد تكون هذه المواقف صعبة ومحرجة، وغالبًا ما تكون الردود المناسبة صعبة الإيجاد. كيف كانت ردت فعلك حيال الأمر؟ وهل تفضل المواجهة في مثل هذه المواقف؟
هـل جـربـت أن تنصـت إلـى شخـص يكـذب.. وأنـت تعـرف الحـقيقـة، كيف كانت ردت فعلك؟
لقد مرت بي مثل تلك المواقف. كنت فيها - وهذه الحقيقة ولا أتجمل- أًنصت كأني أسمع الموضوع لأول مرة! كنت أتحرج أن أشعر أحدهم أنه يكذب وأن فاضحه. ولكن أرى أن ردة فعلنت لابد أن تختلف باختلاف الأشخاص ودوافعهم للكذب علينا؛ فمنهم من يكذب حتى لا يخسرنا وهذا الصنف بالذات لابد أن ننصت إليه ولا نشعره بضعفه البشري - الذي نقع فيه كلنا بالمناسبة في آحايين كثيرة- ولذا أنا أتمثل قول الأمام الشافعي:
اقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً...........إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
لَقَد أَطاعَكَ مَن يُرضيكَ ظاهِرُهُ........ وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
ورقة و ضعها على باب بيته أو أرسل له بشكل صريح عن طريق السوشيال ميديا (حساب مجهول أو مزيف) المهم أن تنصحه بطريقتك الخاصة حتى لا يستمر الكذب و يصبح مرض يندم عليه وانت بدورك مستمع فقط دون فعل شيء له فما رأيك؟
حيلة الورقة هذه لا أحبذها وأراها أقرب إلى الفيلم السينمائي غير الواقعي ولكن السوشال ميديا قد تكون أجدى فعلاً في ذلك. ولكن كما بينت كل ذلك يعتمد على مدى كذبه وهل يكذب لأول مرة أم لا وهل ليرضينا وليحفظ صورته الجميلة في أعينناأم لا. كل ذلك يحدد كيف نتصرف معه.
غير أنه هناك نوع من الناس نسميه " فشار" يعني يكذب كما يتنفس ويتحدث عن بطولاته وعن غرامياته وعن وعن....هذا أراه برأيي مريض نفسياً لا نجهد أنفسنا في التحقق من صدقه من كذبه. غاية ما هنالك ألا نلقي لكلامه بالاً كثيراً أو حتى نبتعد عنه إذا كان ذلك يريحنا.
فمنهم من يكذب حتى لا يخسرنا وهذا الصنف بالذات لابد أن ننصت إليه ولا نشعره بضعفه البشري
لا أريد فكرة ان يتم اعطاء حجج ودفاع عن الكاذب بهذا الشكل، مهما كانت نيته فالكذب سيظل كاذبا لن يتحول لشئ أخر، من يكذب اليوم اتوقع جدا ان يصبح مجرما، الأشياء الخاطئة لابد الا يتم تمريرها، خصوصا اذا كان الشخص قريب منا، لذلك أي خلاف مهما كان لا يحل الا بالحوار والمصارحة وليس بالكذب.
لا، هنالك كذب محمود جداً كأن يكون عند الصلح بين الناس وكذب الرجل على زوجته لئلا تحصل مشاكل كثيرة أحياناً وغيرها من الأمور ككذب الطبيب على مريضه لئلا تسوء حالته وهو يعلم أن عدم الإفصاح قد يضر في مرحلة معينة. لابد أن نفهم دوافع من حولنا في الكذب حتى يمكن ان نحكم حكماً سليماً ولا نكون متعنتين Pedantic بحيث نخسر من حولنا.
يمكن أن يكون الأمر محبطاً ومزعجاً للغاية، خاصة إذا كانت الكذبة تتعلق بشيء مهم فعلاً لي أو لغيري من الأشخاص المقرّبين، جرّبت أن استمع إلى هذه المحادثات عدّة مرّات قبل الآن، تجربة سيئة للغاية ومستفزة للأعصاب، من تجربتي أقول لحضرتك أنّك يجب برأيي إذا تعرضت لذات الموقف أن تبقي هادئة، هذا صعب، أعرف ذلك، من الصعب أن لا تغضبي أو تنزعجي عندما يكذب عليك شخص ما لكن من المهم أن تظلي هادئة، لسبب واحد، هو أنّ الغضب لن يؤدّي إلّا إلى تفاقم الوضع سوءاً وتصعيده ثمّ استمعي جيداً، حتى لو كنت تعرف الحقيق، من المهم أن تستمعي إلى ما يقوله الشخص، سيساعدك هذا على فهم سبب كذبهم وما يحاولون تحقيقه من وراء الكذبة، عسى تستطيعين بذلك إصلاح ما يفسده أو حماية نفسك منه ومن خداع يقوم به.
لا تتهمي بالكذب، إذا اتهمت شخصاً ما بالكذب فقد يصبح دفاعي، سيدافع عن نفسه وربما يتوقف عن التحدث معك. بدلاً من ذلك، يجب أن تحاولي أن يشير برفق هو بنفسه إلى التناقضات في قصته، علّه يصمت أخيراً.
لا تتهمي بالكذب، إذا اتهمت شخصاً ما بالكذب فقد يصبح دفاعي، سيدافع عن نفسه وربما يتوقف عن التحدث معك
اذا لم يعرف الشخص بأن قد كذب علي مثلا من خلال ردت فعلي، كيف له ان بعترف بذنبه؟ بل سوف يتعود على ذلك، ويتفاقم الأمر أكثر، ما الحل هل الصمت وبعد ذلك اتخاذ قرار في انهاء العلاقة ام لابد ان اوقف الشخص عند حده أثناء الحوار؟
ربما لم أصادف في حياتي عدداً من المواقف المتكررة أكثر من هذا الموقف!
الأغلبية تكذب وبدرجة فاحشة!! والأسباب متعددة.. وكلها ليست مبررات للكذب أصلاً من وجهة نظر الدين والأخلاق والعرف، ولكنها كذلك بالنسبة لأصحابها ومن وجهة نظرهم المحدودة!
في الغالب فإنني أصمت وأتظاهر بعدم معرفة حقيقة الأمر، حتى إن انصدمت في من أمامي فإنني لا أحاول إظهار هذا، ولكن أحياناً أقوم بلفت نظر الشخص بطريقة غير محرجة إلى أن يراجع نفسه..
وفي بعض الأحيان يقع أمامي ذلك الشخص الوقح الذي يكذب لأسباب وقحة ويتعدى بكذبه على حقوق غيره، فهذا النوع من الناس لا أستطيع التهاون معه أبداً، ولا أتوانى في إحراجه وكشف كذبه أمام كل الحضور، وإيقاعه في شر أعماله، إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل ليس أكثر!
ولكن أحياناً أقوم بلفت نظر الشخص بطريقة غير محرجة إلى أن يراجع نفسه..
لا أظن ان الشخص الذي يملك الشجاعة للكذب امام الأخر بدون خوف، سوف تجعله حركاتك ان يراجع نفسه، اتساءل هل يمكن ان تستمر علاقتك مع هذه الفئة ام تفضل من اول كذبة ان تنهي العلاقة؟
الأمر يعود لنوعية العلاقة وهل لها ضرورة أم يسهل الاستغناء عنها.. فكل شيء يقدر بقدره..
هناك علاقات للأسف لا يمكن إنهاؤها بالأساس كعلاقات القرابة، وهناك علاقات يصعب إنهاؤها مثل الجيرة وزمالة العمل، وهناك علاقات يسهل إنهاؤها كالعلاقات السطحية والعابرة..
ولكن المتفق عليه أن استمرار علاقة كهذه هو أمر مؤذ بالطبع!
التعليقات