حلم الاستقلالية اليوم اصبح يراود كل فتاة عاقلة مثقفة، مع الاسف معظم العازبات يرين ان الطريقة الوحيدة للاستقلالية عن الاهل هي الزواج والعيش في سكن خاص مع زوجها، لكن هناك الكثيرات ممن لا يردن الزواج ويطمحن إلى أشياء أخرى ، لكن مازال السكن يشغلهن ، وكما تعلمون المجتمع له كلام اخر في هذا الموضوع ، لذلك نسألك اليوم كمثقف ومثقفة أحرار وناضجين :
كعربي، مارأيك في عيش العازبة في سكن مستقل ؟
يبدو ان الانانية هي التي تحكم المجتمعات الحديثة لدرجة ان كل فرد بمجرد انه يستطيع تدبير قوت يومه يريد ان يترك اباه وامه حيث انهما طعنا في السن ولم يعودا قادرين على خدمته ونظرا لانشغاله في اعماله الكثيرة اصبح لايجد الوقت الكافي للقيام بأمرهما. اذا صح هذا فليغادر ويبقى في سكن مستقل غير مأسوف عليه!!
اختي العزيزة سواء كان رجل او امرأة ما الفائدة من البقاء وحيدا في سكن مستقل عن اهله لا اعلم لماذا هذه الرغبة في الفردية نحن نريد افرادا طموحين يكونون الاسر التي هي اساس المجتمعات.
ربما قد يقبل السكن المستقل اذا كان هناك من يخدم الوالدين واراد هذا الابن او الابنة مغادرة سكن الاسرة لظروف دراسته او عمله خارج المدينة قد يقبل هذا الامر طالما وجد السكن المناسب سواء للرجل او المرأة فلامانع من من السكن المستقل.
يبدو ان الانانية هي التي تحكم المجتمعات الحديثة لدرجة ان كل فرد بمجرد انه يستطيع تدبير قوت يومه يريد ان يترك اباه وامه
لا اوافقك ، لماذا تقرأ الامر على انه سلبي وكأنه خيانة للاهل والاباء، فما تقرأنه هكذا يقرأه أخرون استقلالية و تخفيف عبء و بحث عن فرص وتجديد حياة..الخ
حيث انهما طعنا في السن ولم يعودا قادرين على خدمته
ليس كل من اراد ان يستقل ترك والدين طاعيين في السن غير قادرين على خدمة نفسيهما، الكثير من لديه اخوة كثر ويريد ان يجعل لحياته مساحة خاصة اكثر ويتحمل مسؤولية نفسه ولا يحمل الاخيرين مسؤولتيه، هل تعتقد ان شاب في الثلاثين غير متزوج مثلا وله اربع اخوة واخوات ويصر على العيش مع الاهل ، هل يعني هذا انه بار بوالديه فعلا؟.؟؟
هذا صحيح اخت خلود وقد ذكرت هذا ايضا انه طالما هناك احد يهتم بالوالدين وكان لابد من هذا الابن ان يترك مسكن الاسرة ولايريد مشاركة اهله يستطيع ان يغادر فلن يوقفة احد. فلم امانع في مشاركتي الاولى واقررت مبدأ حق الفرد (ذكرا او انثى) في الانعزالية والفردية والانسلاخ عن اهله واتخاذه لسكن خاص منفردا بخصوصيته التي حتما سوف تأتيه بالخيرات والنعم والنجاحات في الحياة.
كإنسان -لا كعربي- أدعم الأمر بكل تأكيد وليس لديّ مشكلة معه. لدي مشكلة مع التناول المتخصّص لفكرة الأصل الاجتماعي على أساس أنّها المشكّل الأساسي لمعتقاداتي الشخصيّة. وبالتالي أرفض أن أحكم على الأمر من زاوية مجتمعي المحيط سواء العربي أو المصري. لن أحكم على الأمر إلّا كعليّ، لا كهذا أو كذاك. هذا هو المعيار الذي أرغب في انتشاره في الأجيال القادمة، حيث نتخلّى عن المعايير المجتمعيّة لا في سبيل هدمها، وإنما في سبيل تكوين وجهة نظرنا الشخصيّة والإنسانيّة عن الأمور.
لن أحكم على الأمر إلّا كعليّ، لا كهذا أو كذاك. هذا هو المعيار الذي أرغب في انتشاره في الأجيال القادمة، حيث نتخلّى عن المعايير المجتمعيّة لا في سبيل هدمها، وإنما في سبيل تكوين وجهة نظرنا الشخصيّة والإنسانيّة عن الأمور.
هذا ممتاز ، وهو المطلوب والمنوط فعله ، ونتمنى من الجميع ان يحذوا حذوك علي لان هذا هو الطريق الوحيد للتقدم والخلاص.
وبالتالي أرفض أن أحكم على الأمر من زاوية مجتمعي المحيط سواء العربي أو المصري.
لنفرض ان اختك الاصغر ذات 27 عاما مثلا ارادت ان تستقل لوحدا في بيتها الخاص ، من دون ان يكون هذا الاستقلال بسبب الزواج، اي ان تستقل فقط لانها تريد ان تعيش في بيتها الخاص ووبالفعل تقدمت في هذه الخطوة بمساعدتك، لكن المجتمع رفض هذا وهاجمها أو حتى اعتدى عليها، كيف ستكون ردة فعلك، هل سوف تساندها، أم تدعوها للتراجع أم كيف سوف تتعامل مع الامر كأخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حلم الاستقلالية اليوم اصبح يراود كل فتاة عاقلة مثقفة
ولماذا كل؟ هل هناك إحصائيات شملت جميع المثقفات العاقلات وأكدت أن حلم الاستقلالية يراودهن؟
الأمر لا يحتاج الى احصائيات يا فاطمة في هذا الموضوع، لو سأل اي شخص فتاة، ما حلمك او هدفك؟ الأكيد ان اجابتها ستتضمن هذا الجواب ان اعيش عيشة مستقلة وهنية، لذلك العيش في هدوء واستقلالية امر يطالب به اي شخص على هذه المعمورة بغض النظر عن الجنس.
بالتأكيد لا تكون عائقا يا فاطمة، بل العكس العيش وسط العائلة بين الأخوة والوالدين اراه الحل لمثالي للحياة الهنية خصوصا بالنسبة للفتاة، ولكن لا نعلم ما تخبئه البيوت من قصص، ولا يمكنك الحكم عن الموضوع من وجهتنا نظرنا نحن، لكل قصة حكاية وعبرة.
في معظم الأحيان يكون السبب الحقيقي في انخفاض جودة معيشة الفرد هو الأهل يا فاطمة. أجد أن فكرة الاستقلاليذة هي فكرة غير مسوّق لها في العالم العربي، وهو أمر في غاية الخطورة. لأن العالم يسبقنا بمختلف التقنيّات والأشكال المختلفة للتجارب الإنسانيّة، ونحن نتأثّر بذلك من خلال الإنترنت ونختلط به، في حين أن صورة حياتنا الاجتماعيّة الواقعيّة ما زالت كما هي. لذلك أرى أن الاستقلاليّة سبب رئيسي، وأن عدم الانفصال عن الأسرة في سن معيّن يسبّب الكثير من المشكلات الاجتماعيّة في العصر الحالي لكنّنا لا ندرك أن هذا هو سببها.
أن العالم يسبقنا بمختلف التقنيّات والأشكال المختلفة للتجارب الإنسانيّة، ونحن نتأثّر بذلك من خلال الإنترنت ونختلط به، في حين أن صورة حياتنا الاجتماعيّة الواقعيّة ما زالت كما هي. لذلك أرى أن الاستقلاليّة سبب رئيسي، وأن عدم الانفصال عن الأسرة في سن معيّن يسبّب الكثير من المشكلات الاجتماعيّة في العصر الحالي لكنّنا لا ندرك أن هذا هو سببها.
ولكن أعتقد يا علي ان التفسخ الأسري في الدول الغربية تلك التي تسبقنا مادياص وحضارياً لا يعجبنا لا أنا ولا أنت. أعتقد أن دولة مثل السويد يفقتد أفرادها للحياة الاجتماعية الدافئة التي ننكرها نحن هنا!! أرى أنني معك أن الابن بعد أن يبلغ السادسة عشرة مثلاً عليه أن يغادر حضن الأب و الأم و يرى مستقبله ولا يعتمد عليهما مالياً كثيراً ويكمج لنفسه ولكن لا أن يترك الأسرة إلى غير رجعة. و كذلك الأمر يختلف عندنا بانسبة للفتاة و للفتى. فكلاهما لهما ظروف مختلفة. ولا أعقتد أن التقدم التقني و الإبداع الإنساني سببه الاستقلال ولكن سببه المنظومة ككل التي تعمل بها البلاد هناك؛ فلا يصح أن نختزلها في عامل واحد.
وهل الحياة مع الإخوة والوالدين تكون دائمَا عائق عن الحياة الهنية يا عفيفة؟
طبعا ليست دائما عائق؟ لكن ماذا إن كانت الحياة معهمم عائقا؟ إلا يجب البحث عن الاستقلالية فقط لان المجتمع يرفض ذلك؟ أم ان هناك حلول؟
إستخدام مفرادات كفتاة عاقلة و مستقلة و ربطها بموضوع معين " الاستقلالية " كأن الاستقلالية هي طموح المثقفات فقط فهذه مغالطة ، وأيضا تعقيبا على الجملة الاتية
مع الاسف معظم العازبات يرين ان الطريقة الوحيدة للاستقلالية عن الاهل هي الزواج والعيش في سكن خاص مع زوجها
كأن المراد بها القول أن الزواج هو وسيلة بديلة للاستقلالية في حالة عدم إستطاعة الفتاة تحقيق إستقلاليتها ! وهذه مغالطة أكبر و تقزيم لمشروع الزواج .
أما الحواب على طرحك يا خلود فهو كالأتي :
فما السبب الرئيسي لإتخاد المرأة العازبة سكنا لوحدها ، إذا كانت الظروف جبرية على تنقلها من الوسط العائلي الخاص بيها كالدراسة او العمل ..... أو إذا كان القرار اختياري فقط للانفراد لاغير . فالسؤال سيأول لك الاجابة .
إستخدام مفرادات كفتاة عاقلة و مستقلة و ربطها بموضوع معين " الاستقلالية " كأن الاستقلالية هي طموح المثقفات فقط فهذه مغالطة
ليست مغالطة ، وهي بالفعل حلم المثقفات الواثقات المستقلات نفسيا وعقليا، لا توجد أمية أو خاضعة أو مهزوزة نفسيا تريد ان تحضى بتجربة حياة مستقلة، ولا تجرأ في التفكير في ذلك أكثر، اعطني امرأو واحدت فقط بهذه المواصفات استطاعت فعل ذلك او تفكر فعليا في ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كأن المراد بها القول أن الزواج هو وسيلة بديلة للاستقلالية في حالة عدم إستطاعة الفتاة تحقيق إستقلاليتها ! وهذه مغالطة أكبر و تقزيم لمشروع الزواج .
مغالطة من اي نوع؟ اعطني اسم المغالطة التي وقعت فيها
لا توجد اي مغالطة في الموضوع،انزل الى الواقع المعيش وسترى عدد مهول من حالات الزواج التي كانت بسبب هروب البنات من بطش ابيها او اخوتها، او تضييقات على حريتها من الأقل، أو حلمها بالعيش المستتقل او بسبب الفقر .. شئنا أم ابينا هناك من يعتمد الزواج كمهرب لمشاكله الاقتصادية او النفسية والاجتماعية رجالا ونساءا ومنها الاستقلالية من ينكر ذلك فهو لا يعرف المجتمع على حقيقته ولا يعرف شيء عن مشاكل الواقع .
فما السبب الرئيسي لإتخاد المرأة العازبة سكنا لوحدها ، إذا كانت الظروف جبرية على تنقلها من الوسط العائلي الخاص بيها كالدراسة او العمل ..... أو إذا كان القرار اختياري فقط للانفراد لاغير . فالسؤال سيأول لك الاجابة .
السؤال عن الاستقلال الاختياري ليس الاضطراري بسبب ضروف العمل والدراسة،بل حبا في الاستقلالية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذكر الصديق علي أمراً في غاية الأهمية أود أن أؤكد عليه أيضاً، ألا وهو «التخلي عن المعايير المجتمعية، لا في سبيل هدمها، وإنما في سبيل تكوين وجهة نظرنا الشخصيّة والإنسانيّة عن الأمور». إلى جانب أن الأستاذ معتز ألقى الضوء على نقطة مهمة، تتمثل بدور الأفراد في رعاية ذويهم، بينما أصبح حلم الكثيرين هو مغادرة منزل العائلة بهدف الاستقلالية. وهو حق مشروع بنظري، لكنه ينطوي على أنانية في بعض الحالات الخاصة (هناك أمثلة لا حصر لها).
أعرف شباناً وشابات مستقلون عن أهلهم وهم في قمة التعاسة والفشل، وبعضهم ناجح جداً. لكن حاجتهم للاستقلالية (البعض) لم تكن سوى أنانية بحتة وتهرباً من مسؤولية إنسانية تجاه من ربوهم وهم صغار، رغم حاجة الأم أو الأب لوجود أحد معه بسبب مرض أو حالة نفسية صعبة أو تقدم في العمر ووحدة قاتلة، في الوقت الذي لا يوجد له صديق ولا قريب يسأل عنه ويساعده.
مع ذلك كله، أنا مع حق الإنسان في تقرير مصيره؛ فلا خير يأتي من الإجبار المجتمعي، بل من القناعة الذاتية بضرورة اتخاذ موقف معين. للفتاة الحق في الاستقلالية كما للشاب تماماً. لكن سواء كنا نتحدث عن فتاة أو شاب يجب ألا ينسى الواحد فينا دوره الإنساني تجاه عائلته الأساسية، وضرورة التضحية بحلم الاستقلالية أحياناً لظرف خاص وإنساني.
شاب كان أم فتاة، لا يجوز أن تُترك الأم على سبيل المثال لوحدها إذا كانت بلا زوج، وليس لها في العالم سوى ابن أو بنت، وفوق ذلك لا تطيق العيش بمفردها. ولا يجوز من باب الإنسانية لا الإجبار، أن يُترك أب لوحده إذا كان حاله كذلك؛ خصوصاً إذا تقدما في السن، وكانا عرضة للوعكات الصحية والمشكلات النفسية أو غير ذلك مما يمنع قدرتهما على مواصلة الحياة بشكل طبيعي من الناحية النفسية أو الجسدية.
كل كلامي السابق ليس موجهاً للفتيات فقط، بل للشباب أيضاً. وإذا كان لشاب الحق في الاستقلالية، فللفتاة الحق فيها بالمثل. لكن على كل فرد أن يفكر فيمن يحبهم أولاً، قبل أن يُقدم على أي فعل قد يندم عليه ندماً شديداً في المستقبل.
وهذا رأيي كإنسان لا كعربي (كما تفضل علي).
، لكنه ينطوي على أنانية في بعض الحالات الخاصة (هناك أمثلة لا حصر لها)
هل الانانية في حالات ابتغاء الاستقلالية والحياة الجيدة أمر سلبي فعلا في رأيك؟
أنانية بحتة وتهرباً من مسؤولية إنسانية تجاه من ربوهم وهم صغار،
هذه الفكرة تقودنا إلى نقاش مهم جدا أستاذ نبراس، وهو من الاسئلة الأخلاقية الاكثر جدلا حاليا: هل الابناء ملزمون بالاهتمام بآباءهم ؟ هل يوجد بالفعل ما يلزم أي شخص أخلاقيا تجاه أبويه؟ هل فكرة " ارجاع خير الاباء" التي يعتقد بها المجتمع هي فعلا صحيحة واخلاقية؟ ما اجابتك عن هذه التساؤلات ؟
شاب كان أم فتاة، لا يجوز أن تُترك الأم على سبيل المثال لوحدها إذا كانت بلا زوج، وليس لها في العالم سوى ابن أو بنت، وفوق ذلك لا تطيق العيش بمفردها. ولا يجوز من باب الإنسانية لا الإجبار،
طيب ماذا إذا تعارضت هذه الضروف مع مصلحته الخاصة وكان في الأمر ضرر حقيقي على الشاب أو الفتاة، في هذه الحالة هل يجب عليه التضحية بداعي الانسانية؟ هل التضحية اصلا يجب أن تكون فعلا خيرا بالضرورة؟ ألا توجد تضحيات لا أخلاقية؟
هل الانانية في حالات ابتغاء الاستقلالية والحياة الجيدة أمر سلبي فعلا في رأيك؟
أعتقد أستاذة خلود أن الاستقلالية ليست أمراً سلبياً على الإطلاق، إلا حين تُسفر عن تحطيم إنسان يحبنا ونعيش معه أساساً. هنا يفترض أخلاقياً أن نجد حلاً يساعده على المضي قدماً دون وجودنا معه، أو نبقى معه حتى نجد حلاً لتحقيق الاستقلالية، وضمان سعادته وقدرته على مواصلة الحياة دوننا. النقطة اللافتة بالأمر: عندما يكون الإنسان صغيراً ضعيفاً بحاجة إلى من يعيله ويبقى قربه، يكبر ساخطاً إن تركته أمه أو أبوه أو كلاهما لأي سبب كان (هناك من يترك أطفاله ليطارد حلم الاستقلالية!). بينما حين يكبر في ظل والدين محبين لا يفارقانه في السراء والضراء، تتغير مصالحه بعد أن يغدو قادراً على تحقيق الاستقلالية، فيصبحان عبئاً عليه إن احتاجاه بعدما كانا ضرورة لا غنى عنها في حياته!
هذه الفكرة تقودنا إلى نقاش مهم جدا أستاذ نبراس، وهو من الاسئلة الأخلاقية الاكثر جدلا حاليا: هل الابناء ملزمون بالاهتمام بآباءهم ؟ هل يوجد بالفعل ما يلزم أي شخص أخلاقيا تجاه أبويه؟ هل فكرة " ارجاع خير الاباء" التي يعتقد بها المجتمع هي فعلا صحيحة واخلاقية؟ ما اجابتك عن هذه التساؤلات ؟
أعتقد أن مثل هذه الأسئلة الأخلاقية موجودة من مئات السنين، وليس هناك إجماع لا اليوم ولا سيكون غداً على إجابات واضحة لها حسبما أظن لأنها مسائل خلافية. الإلزام الأخلاقي بالنسبة لي ليس مشروطاً بصلة الدم أو القرابة أبداً، بل مقرون بصلة الحب (إلزام يشعر به الإنسان من تلقاء نفسه). إن كانت المحبة هي الرباط الوثيق بين شخصين، فإن استقلال أحدهما عن الآخر بينما هو/ هي بأمس الحاجة إليه أنانية وقسوة دون شك، حتى لو كانت الاستقلالية ضرورة ملحة.
طيب ماذا إذا تعارضت هذه الضروف مع مصلحته الخاصة وكان في الأمر ضرر حقيقي على الشاب أو الفتاة، في هذه الحالة هل يجب عليه التضحية بداعي الانسانية؟ هل التضحية اصلا يجب أن تكون فعلا خيرا بالضرورة؟ ألا توجد تضحيات لا أخلاقية؟
أخلاقياً وإنسانياً لا يمكنني تصور أي سبب يمكن أن يجعل شخصاً مرتاح الضمير، بينما يترك خلفه أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أحبوه طوال حياتهم، ولظروف قاسية يحتاجونه قربهم لفترة مؤقتة أو مطوّلة؛ إلا لو كان عديم الإحساس والضمير!
نعم، ربما هي تضحية قاسية في حالات معينة، ولا أحد فينا يعلم يقيناً أنه قادر على بذلها والوفاء بها تحت ضغوطات نفسية معينة يتعرض لها جراءها. لكن السؤال المطروح: هل يمكنك أن تكملي حياتك راضية ومرتاحة البال، وأنتِ تعلمين أنكِ تركتِ خلفك شخصاً عزيزاً يموت كل يوم ألف ميتة بعدما فقد كل شيء، ولم يبقَ له سواكِ؟
أعلم أن كل إنسان يجب أن يكون قوياً مستقلاً بذاته، لأن التعاسة رفيقة كل من يعتمد في بقائه وسعادته على الآخرين. لكن هناك بعض الأشخاص في هذا العالم، للأسف الشديد، رقيقون أكثر من اللزوم أو يعانون مشكلات صحية معينة، مما يجعلهم بحاجة إلى أشخاص أو شخص معين ليكملوا الحياة. معادلة صعبة لكلا الطرفين، لكن ما الحل يا ترى؟!
النقطة اللافتة بالأمر: عندما يكون الإنسان صغيراً ضعيفاً بحاجة إلى من يعيله ويبقى قربه، يكبر ساخطاً إن تركته أمه أو أبوه أو كلاهما لأي سبب كان (هناك من يترك أطفاله ليطارد حلم الاستقلالية!). بينما حين يكبر في ظل والدين محبين لا يفارقانه في السراء والضراء، تتغير مصالحه بعد أن يغدو قادراً على تحقيق الاستقلالية، فيصبحان عبئاً عليه إن احتاجاه بعدما كانا ضرورة لا غنى عنها في حياته!
البعض يرى ان منطق الابوة البنوة مختلف وأن الأب ملزم برعاية إبنه لأنه نتيجة لقراره ورغبته في الإنجاب، ما يجعله مجبر على تحمل تبعات هذا القرار على الأقل إلى سن محدد، بينما الإبن غير ملزم بأبويه لانه لم يخترهما من الاساس ، فما رأيك في هذا الادعاء؟ وكيف تقيمه منطقيا واخلاقيا؟
ومن أنا كي أتدخل في إختيار الفتاة لسكنها ..
المشكلة أنها لن تسلم من كلام الناس .. ولهذا هم يخشون الأمر
وقلة منهم من تستطيع الإستقلال بذاتها .. بدون عائلة أو زوج
يلزم إكتفاء ذاتي ومصدر دخل وعمل
حتى أنا كرجل .. لم أستطع الأستقلال التام . بسكن
هذا صعب للغاية عمليا ..
وجهة نظر مهمة اخي عماد فالسكن الانفرادي قد يكلف كثيرا بينما مشاركة السكن مع الاخرين (طبعا كل حسب جنسه) قد يكون فيه مصلحة اقتصادية واجتماعية ايضا فالانسان كائن اجتماعي بطبعة ولا اعتقد ان الانعزالية الفردية سوف تكون هي الخيار الافضل له.
أشكرك وتحياتي أستاذ معتز
فعلا وحتى لو أمتلكت القدرة المالية للعيش منفردا
فكما ذكرت ،، العيش في عزلة هو أمر سيء للصحة النفسية للإنسان .. فنحن كائنات إجتماعية
مشاركة السكن مع الاخرين (طبعا كل حسب جنسه) قد يكون فيه مصلحة اقتصادية واجتماعية ايضا فالانسان كائن اجتماعي بطبعة ولا اعتقد ان الانعزالية الفردية سوف تكون هي الخيار الافضل له.
اتفق مع هذا ايضا ، وطبعا الاستقالالية لا تعني الوحدة ، بل تعني الاكتفاء الذاتي وتحمل المسؤولية مقابل الحرية المأخوذة، وهذا يعني انا الفتاة يمكن ان عيش في بيت مشترك مع صديقات او زميلات عمل وهذا سيكون الافضل من حيث الامان النفسي والتوفير المالي والحياة الاجتماعية.
يلزم إكتفاء ذاتي ومصدر دخل وعمل
المشكلة الفعلية ليست في المال والعمل، بل هي على مستوى اعمق مسألة شرف ومشاعية المرأة في المجتمعات الذكورية التي تبيح التدخل في حياة المرأة وحريتها بداعي وبدون داعي
بالضبط
لقد قمت بشرح الأمر في جروب ف الفيس بوك
حتى أنهالت علي الردود بأنني ديوث !
فماذا تفعلين مع بشر ميئؤوس منهم
حتى أنهالت علي الردود بأنني ديوث !
طبعا هذا متوقع تماما، لان الفكرة بأساس فكرة شرف كما قلت، العزباء تعني شرفا ما يجب الحفاظ عليه.
مع أن المجتمع الذي يهتم للشرف يفترض ان يكون هو من يحفزه، لكن العكس هو الصحيح، هو من ينتهكه بأبشع الطرق في اول فرصة يحظى بها، حتى لو كان مجرد رسائل كلامية أو نظرات تحقير صامته.
في العموم لا أمانع البتة أن تتخذ المرأة العازبة سكنًا مستقلاً لنفسها. فـيجب أن تكون لدى المرأة حرية اختيار مكان الإقامة الذي يناسبها ويوفر لها الراحة والأمان ولكن اعتراضي دومًا هو ربط الحرية والإستقلالية بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وهو أمر خاطئ بكل تأكيد. لكن كعربي له طابع شرقي أرفض ذلك بالرغم أنها قد تكون فرصة للمرأة أن تنضج بعيدًا عن أهلها وتصبح مستعدة للحياة الزوجية فيما بعد إلا أن ذلك يتضمن أن تتخذ المرأة العازبة جميع الإحتياطات اللازمة لضمان سلامتها وأمانها في سكنها المستقل والذي هو أمر يصعب تحقيقه لأنها تصبح مطمع لكثير من الأشخاص " فريسة سهلة كما يقول البعض"، لذلك سيتوجب عليها البحث العميق لإختيار منطقة آمنة وتأمين الأبواب وتكوين شبكة دعم اجتماعي حولها لحالات الطوارئ. وفي النهاية، إن اختيار العيش بسكن مستقل ليس مشكلة بالنسبة للمرأة العازبة، وهو قرار شخصي يعتمد على ظروفها الشخصية ورغبتها في تحقيق ذاتها ولكن لابد أن يكون الأمر بعيد كل البعد عن الندية.
ولكن اعتراضي دومًا هو ربط الحرية والإستقلالية بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وهو أمر خاطئ بكل تأكيد
هل من توضيح لهذه النقطة، لم تصل الفكرة هنا، ماعلاقة المساواة بين الرجل والمرأة بفكرة استقلالية المرأة في بيت خاص؟؟؟ نرجوا التوضيح لاتمام النقاش .
أنا هنا أقصد النسوية أو "Feminism"، وقد تحدث مع إحداهم من قبل وسألتها عن رغبتها هل العيش في منزل أهلها أم في آخر مستقل ؟
وكان الرد مفاجئًا هو العيش في منزل خاص من أجل التأكد أنها تمتع بكامل حقوقها في الإختيار مثل الرجل تمامًا وليس بسبب الحرية والإستقلالية من أجل تحقيق الذات .. هذا أمر شائع لا يمكننا إنكاره خصوصًا في الآونة الأخيرة ازداد الأمر بشكل كبير وأصبحنا نرى عدم وعي كبير على مواقع التواصل الإجتماعي.
أنا هنا أقصد النسوية أو "Feminism"، وقد تحدث مع إحداهم من قبل وسألتها عن رغبتها هل العيش في منزل أهلها أم في آخر مستقل ؟
وكان الرد مفاجئًا هو العيش في منزل خاص من أجل التأكد أنها تمتع بكامل حقوقها في الإختيار مثل الرجل تمامًا وليس بسبب الحرية والإستقلالية من أجل تحقيق الذات .. هذا أمر شائع لا يمكننا إنكاره خصوصًا في الآونة الأخيرة ازداد الأمر بشكل كبير وأصبحنا نرى عدم وعي كبير على مواقع التواصل الإجتماعي.
الامر لا علاقة له لا بالنسوية ولا بالمساواة بالرجل، وقد استعملت مصطلح المرأة العاقلة لادلل بأنه تتخذ هذا لقرار بوعي ولحاجة في نفسها ولتحقيق ذاتها وليس لأسباب أخرى، أما عن تقمص دور النسوية أو البحث عن المساواة مع الرجل لمجرد الندية فهي مجرد أفكار ولا تطبق فعليا، لأن من يفكرن بهذه العقلية يعشن في أحلام فقط، وليس لذيهن الجرأة لتطبيق ما يفكرن به في الواقع لانهن تشبعن بالافكار دون فهمها او الايمان بها بشكل عميق، وحتى لو تمكن من جمع المال الكافي لشراء سكن مستقل وكان لذيهن تأييد من المحيطين بهن لن يستطعن العيش بالتقالية وحدهن لان تلك ليست رغبتهن الحقيقة بل هن مجرد اتباع لفكرة يرنها براقة.
انا اتحدث عن المساقلة الحقيقية التي تؤمن بذلك فعلا وليس مجرد تأثر بأخريات او بحث عن المساوات بل من تبحث عن الاستقالالية لانها ترى ذاتها الحقيقية فيها.
مارأيكم في عيش العازبة في سكن مستقل ؟
بالنظر لظروف هذه المرأة والمحيط التي تعيش فيه، وكامرأة تدعم الاستقلالية، فأرى ان الأمر لا حرج فيه، ولكن بالنظر للمجتمع العربي ونظرة العائلة ، فأرى ان المرأة ستزيد من مصائبها ومشاكلها اذا اتخذت هذا الموقف، يمكن ان تلجئ الى الاستقلالية في غرفتها بشكل مستقل تفادي من القيل والقال.
هل هناك مشكلة في ان تتخذ المرأة العازبة سكننا خاصا لوحدها ؟
المشكلة ليست في المرأة في حد ذاتها، وانما في نظرة وعقلية المحيط التي تعيش فيها، خصوصا اذا كانت تعيش في مجتمع محافظ ومتماسك ستجد نفسها تعاني من اضظرابات نفسية اكثر من شعورها بارتياح.
يمكن ان تلجئ الى الاستقلالية في غرفتها بشكل مستقل تفادي من القيل والقال.
اي نوع من الاستقلالية هذا الذي في غرفة يا عفيفة؟ هل الاستقلالية في ان تغير ملابسها دون ان يراها أحد؟ أو ان تنام في غرفة بمفردها او ان تدرس لوحدها؟ لكن تحت رعاية الاهل ومراقبتهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ابعد ما يكون المعنى الذي نريد مناقشته
التعليقات