يشغلني هذا السؤال منذ فترة. فمثلًا، كانت لي زميلة في وظيفة خدمة العملاء عبر الهاتف تعتني دائما بوجود مكّعب روبيك بجوارها. تسرح نحوه بيدها كل فترة للتخلّص من ملل ساعات العمل. ولم يؤثّر على إنتاجيّتها بأي شكل. ما هي الأدوات المماثلة التي قد تضيفونها لبيئة العمل دون أن تشتّتكم؟
كيف نضيف أدوات ترفيهيّة لا تشتّتنا في بيئة العمل؟
بالنسبة لي كانت أداة الترفيه الأولى لفاصل العمل تتمثل في كوب شاي، وسماع مقطع لا يتخطى الدقيقة، ولكن هناك أدوات أخرى كثيرة تحاكي مكعب الروبيك مثل تلوين ماندلا أو التلوين عامة، سودوكو، الكلمات المتقاطعة، ترتيب قطعة اللغز أو الليجو لو توفر.
وبما أننا مستقلون نعمل من منازلنا على الأغلب، فربما دقيقة ونصف في حوار مع أحد الأفراد في البيت أو إلقاء نكتة ولو ثقيلة الظل، تساهم في خلق بسمة حقيقية وتعيد النشاط للعمل مجددًا.
ولكن هذه المقترحات التي ذكرتها هي للفصل بين دورتين من العمل بعمق وليس للتخلص من ملل العمل، لأن الملل معناه أنه لا شيء لنفعله.
ربما زميلتك تستخدم المكعب كونها ترى بأن هذه الاداة تساهم في زيادة الابداع، فكثير من الدراسات تفيد بأن ثم العاب معينة قد تساهم في التفكير الابداعي والتحليلي لدى من يلعبها، حقيقة لم أجرب الأمر من قبل.
على ايًة حال بالنسبة لي، أفضل الإستماع إلى موسيقى هادئة، خلاف ذلك لا أرى بأن هنالك أدوات ترفيهية قد تساهم في عدم تشتيت الموظف اثناء عمله. يكفي ان يتناول كوب شاوي أو قهوة كما قالت فاطمة.
في المقابل هنالك أشياء ترفيهية يمكننا فعلها هنا لزيادة الانتاجية في بيئة العمل، مثل يأخذ الموظف فترات من الراحة وتخصص مساحة للاستجمام. لقاء عبر زووم ليتعرف الموظفين على بعضهم البعض، ربما هذه فكرة جيدة,
هنالك بعض بيئات العمل تخصص يوم اسبوعيا لممارسة لعبة الشطرنج. كونها تنمي مهارات متعددة للموظف.
أيضًا الاعتماد على ألعاب طاولة البلياردو أو طاولة البينغ بونغ قد تكون امر جيد.
معكِ حق يا هدى فيما يتعلّق بالشطرنج. فهو واحد من أهم الأدوات التي من خلالها أعتمد على التركيز، حيث أنني عندما أشعر بالمعاناة أثناء التركيز، وأندفع نحو فترة راحة، أبدأ في لعب الشطرنج. مع ضبط الوقت وعدم الإفراط للعب خارج وقت الراحة من العمل، أستعيد الكثير من عافيتي الذهنيّة، حيث أنني أنتعش ذهنيًّا بشكل كبير عندما ألعب الشطرنج، ذلك بالإضافة إلى أنني أحبه، وبالتالي فهو وقت مرح للغاية بالنسبة إلي.
ما هي الأدوات المماثلة التي قد تضيفونها لبيئة العمل دون أن تشتّتكم؟
ربما ما سأقوله بعيد قليلا عن واقعنا، ولست أطبقه في الحقيقة، لكنه هو الأحسن، فمن الاولى أن نبحث عن أسباب التشتيت تلك، وعن الأسباب التي تجعلنا نشعر بالملل من الدراسة أو العمل ولا نحب قضاء أوقات طويلة في العمل!
السبب يختلف من شخص إلى آخر، لكن المشترك هو إما تكاسلا وتقاعسا أو أن المشكلة تكمن في فقدان الشغف، وهذا ما نراه عند بعض الطلبة حينما يوجهون لتخصصات لا يحبونها أو بعض الموظفين الذين يعملون وظائف لا يحبونها فتراهم يماطلون كي تنتهي ساعاتهم في أقرب وقت.
لكن الواجب هو إتقان العمل، ولهذا من الأحسن أن نبحث عن أدوات تبعث فينا الشغف بالعمل وحب عملنا وما نقوم وهكذا لن نصاب لا بالملل ولا بالضجر.
قد يتمثّل الأمر في ملل ضار لا يعني فقدان الشغف يا عبد الوهاب. على سبيل المثال، أنا أحب عملي للغاية، وعلى الرغم من أنني أتعرض لضغط في بعض الأحيان، فأنا أقدّر ما أعمل فيه الآن لأنني جرّبتُ الابتعاد بخطإٍ عن العمل الحر وقرّرتُ العمل في وظيفة لا أحبّها. ندمتُ وقتها وعدتُ إلى العمل الحر بثمن ثقيل إلى حدٍّ ما. لذلك فأنا لدي شغف كبير تجاه العمل. لكن في بعض الأحيان أستشعر الاستفزاز نفسه، حيث أرغب في التوقّف عن كل شيء. هذا أمر مختلف عن فقدان الشغف، ولا يعتمد عليه.
فأنا لدي شغف كبير تجاه العمل. لكن في بعض الأحيان أستشعر الاستفزاز نفسه، حيث أرغب في التوقّف عن كل شيء. هذا أمر مختلف عن فقدان الشغف، ولا يعتمد عليه
فهمت رأيك أخ علي، وأحيانا ما أشعر بنفس الشيء ويكون ذلك في الغالب نتاج الإرهاق والتعب ونتيجة مشاكل خارجية قد لا تكون لها أية علاقة بوظيفتنا وعملنا لكنادها تؤثر فيها وفي نفسيتنا فنمل ونضجر والله المستعان.
هناك العديد من الوسائل الترفيهية التي يمكن إضافتها لبيئة العمل والتي تخلق جوا من الراحة النفسية بين الحين والآخر مثل:
- الموسيقى: الاستماع للموسيقى الهادئة التي لا تسبب تشتيتا للانتباه أو انخفاضا في التركيز. فعلى عكس ما يعتقده الناس فإن الموسيقى في بيئة العمل تساهم في زيادة الانتاجية
- كتاب : يمكن للموظف مثلا تصفح كتاب يحبه بين الحين والآخر وقد يكون قصة مشوقة أو مجموعة من الفوازير والنكات
- Puzzle: لا يضر أن يقوم الموظف بين الفينة والأخرى في حل أحجية أو بوزل
- تناول العصائر أو المشروبات الساخنة: ثمة الكثير من الأفراد الذين يميلون إلى شحن طاقتهم من خلال شرب مشروب مفضل مثل عصير ليمون أن النسكافيه
- التحدث مع شخص إيجابي: قد يكون أحد من أفراد العائلة أو صديق مقرب أو زميل عمل
- المشي لمدة 10 دقائق والقيام بحركات رياضية بسيطة وتنفسية لإعادة النشاط
فيما يتعلّق بالتحدّث، فأنا للأسف لا أستطيع القيام بهذا الأمر على الإطلاق. لا أستطيع العمل إلّا والغرفة خالية. لكن فيما يخص الموسيقى فأنا فعلًا أطبّق هذا الأمر. إنه مريح للغاية، خصوصًا عندما نمتلك خبرة جيّدة في التعامل مع نفسيّتنا أثناء العمل، حيث أننا نتحكّم فيها وفي طاقتها من خلال نوع الموسيقى والتنقّل فيما بين كل نوع والآخر حسب مستويات الملل والتركيز.
ما هي الأدوات المماثلة التي قد تضيفونها لبيئة العمل دون أن تشتّتكم؟
احب كثيرا تعليق بعض اللوحات الفنية أو وضع الأزهار في الغرفة لتأمل جمالها بين الحين والأخر، ايضا ارى بأنه من الممكن تنظيم الأنشطة الرياضية في وقت الغداء مثل اليوغا أو الركض لتحسين الصحة النفسية للموظف، ومهها اختلفت طبيعة هذه الأدوات الترفيهية المهم تعمل على زيادة الإبداع وتعزيز الروح الإيجابية في بيئة العمل الخاص بنا وهذا اهم شئ، اما اذا كانت تقوم بتشتيتنا فالأفضل الاستغناء عنها او استبدالها.
أجد صعوبة في وجود أمر لا يؤثر على انتاجيتي أثناء العمل، باستثناء سماع شيء أثناء العمل لو كان العمل لا يتطلب استخدام صوتي، كالكتابة مثلًا ، وممكن الكرات تفريغ الطاقة ممكن في حال كان العمل عن طريق الصوت كخدمة العملاء ، أما في حال الأمر سيكون كفاصل لا أريد أن أكون مضحكة ولكن هناك لعبة تعمل بشكل تلقائي في حال فصل الانترنت التمساح أجدها محمسة لتواصل العمل بعد تضيع دقيقة لثنتين بها.
التعليقات