ماذا لو تم تخييرك لتخليص العالم من أحد الشرور كيفما كان هو... فما كنت ستختار ؟؟؟
ماذا لو تم تخييرك لتخليص العالم من أحد الشرور كيفما كان هو... فما كنت ستختار ؟
السؤال فضفاض جدا ولا أدري ما قصدك بالشرور, هل الخصال البشرية أو الأحداث الاجتماعية أم غيرها....
إن كانت الخصال تدخل ضمن نطاق السؤال فإنني سأختار الحسد لأنه دافع جد قوي للعديد من الشرور على المستويات الصغرى والكبرى, فالحسد هو تمني زوال النعمة عن الآخر وتمني وقوع الأذى به, بل وحتى السعي لذلك مما لا يقدم أي إضافة إيجابية..فحتى لو فكرنا بطريقة نفعية براجماتية محضة بعيدا عن أي قيم ومبادئ, فإن الكثير من الشرور المرتكبة تعود على أصحابها بالمنفعة, أما الحسد فإنه قلما يعود على صاحبه بالمكتسبات, هو يقود صاحبه لممارسة الشر الذي لا طائل من ورائه.
السؤال فضفاض جدا ولا أدري ما قصدك بالشرور, هل الخصال البشرية أو الأحداث الاجتماعية أم غيرها....
ليس هناك فرق فكلها مترابطة فيما بينها. أوليست الخصال الآدمية من خلقت هاته الأحداث و الفوارق الاجتماعية ؟
يدي على يدك في هذه الفكرة, فنهيك على ان كان الحسد يعود بالنفع على دويه أو لا فهو أبو الشرور و سيدها.
فبالحسد قتل قابيل أخاه, و الى جانب الكِبر رفض ابليس الامتثال لأمر الله بالسجود لآدم و ذلك لأنه فضله و كرمه عن باقي المخلوقات... و هلم جرا من المواقف التاريخية التي تلاعبت بمجريات التاريخ و العالم أجمع و التي كانت نتيجة الحسد.
النفاق على مستوى الأشخاص من أكثر الشرور التي أرغب بأن تمحى من العالم بأكمله، ولا تكون موجودة بيننا.
والحروب أيضا على مستوى المجتمعات بالتخلص منها سنحمي الجميع من ضريبة الحرب التي تكون مدمرة للأفراد وللمجتمع ككل
النفاق على مستوى الأشخاص من أكثر الشرور التي أرغب بأن تمحى من العالم بأكمله، ولا تكون موجودة بيننا.
أرى أن النفاق ان كان عند البعض خصلة مذمومة يجب ردعها, ففي زمننا الحالي أصبح الكثير من الناس يراه جزءا لا يتجزأ من المبادئ الشخصية الذي يجنبهم تلك المشاحنات المباشرة مع الأخرين كما أنه يساعدهم للوصول الى مرادهم في شتى الأمور.كذلك الموضف الذي يستقبل مديره في كل صباح و الابتسامة المشفرة على وجهه, و التي تحمل معاني غير معناها الحقيقي أو ذلك الشخص الذي يحافظ على صداقته مع مجموعة من الناس من أجل المصلحة. فالنفاق اليوم سار بروتوكولا اجتماعيا تقضى به الأغراض, تعقد به الصفقات و تبنى عليه العلاقات.
لو تم تخييري للتخلص من شر واحد،؛ سيكون هو الصراعات الحزبية والطائفية والنزاعات بين الاخوة والمجتمع الواحد. أنا امقتها جدًا. مثل هذا الصراعات أساسها اصلا هو الكراهية والمصالح الشخصية، والانانية والنفاق. لهذا مثل هذه الصفات أن تم التخلص منها لن نجد أي صراع طائفي أو حزبي.
أختلف معكِ في هذا التناول يا هدى، فنحن هنا لم نتخلّص من النزاع العرقي بأيّة حال. كي يحدث ذلك، وهو أمر متخيّل بالطبع، يجب أن يتم في سياق دمج مجتمعي موحّد. أمّا التخلّص منه داخل المجتمع الواحد فهو أمر عرقي في حدّ ذاته، لن يخلّص البشرية من الحروب الأيديولوجية بينها وبين بعضها البعض، ممّا يتسبّب في اندلاع الحروب والمعارك ومسرحيات الموت بين كلِّ جماعةٍ والأخرى منذ فجر التاريخ. لذلك لا يمكننا الإشارة للسبب بأن الصراع صراعٌ بين الأخوة من أبناء المجتمع الواحد، وإنما هو صراع بين الأخوة من أبناء "المجتمع الإنساني" بأكمله.
سؤال صعب، لكن ما من مجتمع يهدم سوى بثلاثة خصال أراهم دائمًا:
الكذب و النفاق.
السرقة.
التكبر و الغرور.
تخيل معي عالمًا لا نفاق به و لا كذب، لا سرقة و لا تكبر و تعالٍ بأشياء قدرها الله لنا! تخيل العالم ملائكيًا لا طاووسية به ولا جوع و عدل يسوده حتى تنعدم السرقات و الكذب و النفاق و الحسد لأخذ المناصب و العلاوات و الترقيات. أليست هذه الجنة؟
و ربما هذا السبب لعدم أفلاطون، عندما قرر بناء المدينة الفاضلة، أو عندما فكر في نموذجها بشكل أوضح، و وجهة له تهمة الجنون و قاموا بشنقه فقط لتفكيره بالمدينة الفاضلة التي يسودها العدل و السلام و المساواة!
التعليقات