لطالما حيّرتني هذه المعادلة في مفهوم العمل عموما، والتي نلاحظ تطبيقها في الفرق المادي بين أرباح عمّال البناء على سبيل المثال أمام أخرى تتطلّب جهود بدنية أقل وجهود ذهنية أعلى كالمحاسبة مثلا.. وهكذا.
في رأيكم، لماذا يحصل صاحب الجهد البدني الأكبر على المقابل المادي الأقل؟ وماذا نستفيد من التفسيرات؟
قال بيل جيتس " أنا دائماً أختار الشخص الكسول لفعل المهمة الصعبة ، لأنه سوف يجد طريقة سهلة لفعلها "
و هنا يأتي دور الطريقة السهلة التي يميل لها الكسول في إنجاز المهمة دون أي ثغرات و نقص بها، على عكس الشخص الذي يبذل جهدًا بدنيًا أعلى للقيام بنفس المهمة. أذكر عامل نظافة للحديقة لم يكن يمشي للقيام بالكنس، بل كان ينتظر مرور سيارة النظافة العامة ( البلدية ) ليجلس على المجرف الأمامي ممسكًا المكنسة بيده!
كذلك نحن في الجامعة، أنا و صديقاتي كنا نقوم بتقسيم المحاضرات بيننا و تقسيم الاستماع لكل التسجيلات الدراسية للأساتذة، ثم نجتمع في نهاية اليوم لشرح كل ملخص قامت به الأخرى، لاختصار الوقت و المجهود، و هنا هذا ليس كسلًا لكن نوع من التنظيم على ما أعتقد! XD
أختلف معك في نقطة فتح النقاش يا رهف، فأنا أرى الأمر من زاوية مغايرة تماما، حيث أجد أن المسألة تتحدد في صراع بين الإنسان والآلة، فالعديد من أصحاب هذه الأعمال لا يمتلكون القدرة على المواكبة، وهذه هي الحقيقة بعيدا عن أي تعاطف مجتمعي للأسف. ويأتي دور المجتمع هنا في تطوير هؤلاء الأفراد.
كيف يكون للمجتمع دور في تنمية من هو لا يريد تنمية نفسه في الأساس؟
أجد أن هذه الفئة تمثل عبئًا على المجتمع و كذلك تزيد من معدل البطالة، و أجد أن الشغف يلعب دورًا مهمًا هنا في بذل المجهود البدني و كذلك وجود محفزات مادية لبذل هذا المجهود البدني.
الفرق المادي بين أرباح عمّال البناء على سبيل المثال أمام أخرى تتطلّب جهود بدنية أقل وجهود ذهنية أعلى كالمحاسبة
أنا لا ارى هذه المفارقة في منطقتي عامل البناء الماهر يحصل اكثر من المحاسب رغم ان العمل فيه جهد لكن مدخوله جيد وحتى اكثر من استاذ يعمل عند الدولة.
المهارة تحصل اكثر او أقل على حسب المكان والوقت المتواجدة فيه، نجد العديد من الدكاترة مدخولهم قليل لأنهم تواجدوا في مكان لا يقدر ذلك او فيه منافسة كبيرة جدا.
لقد وجهتيتا إلى زاوية أخرى ملهمة بدورها يا مريم. يصعب علينا فعلا أن نحصر الأمر في بعض النماذج. لذلك يمكن أن تكون المفارقة أكثر شمولا إذا ما اعتبرناها على الصعيد المتعلق بالمهارة واستخدام قوة العقل بحكمة. يمكننا أن نقيم المقارنة نفسها بين عمال البناء أنفسهم، بين من يمتلك المهارة التقنية المتطورة، ومن لا يفيد الجمع العامل إلا من خلال قدرته على حمل الأوزان فقط مثلا. لهذا السبب أجد تحليل هذه المفارقة المهنية أكثر مرونة ووضحا في ضوء التفصيلة التي أشرتي إليها.
لماذا يحصل صاحب الجهد البدني الأكبر على المقابل المادي الأقل؟ وماذا نستفيد من التفسيرات؟
الإجابة موجودة بالسؤال نفسه صاحب الجهد البدني الأكبر أي أن الدماغ لم يعمل هناك وهناك علاقة كلما ابتعد الجهد الفكري عن الأمر كلما قلت قيمته الفعلية
الأمور تقاس بمعيار الفكر لأنه معيار التميز بين البشر كلما زاد وزن افكارك وزاد تميزها زاد اجرك ومكانتك والعكس كذلك الأمر كلما قلت مهاراتك العقلية وزاد جهدك البدني قل مكانتك مع احترامي لجميع ولاهمية دوره ولكن كعائد مادي واجتماعي
إنها نقطة فاصلة فعلا يا أماني. لم يكن الإنسان هو الأقوى جسديا على الأؤض أبدا. لكنه كان الأقدر على التكيف على أمام تقلبات الزمن، بعقله وقدرته على التحليل والتجاوب والاستنتاج. لذلك لا نستطيع إنكار أن العقل، رغم قصوره، هو الأداة الأقدر على إنقاذه.
في هذا السياق البيولوجي التاريخي، يمكننا رصد رؤية واضحة لأحد أقوى أسباب هذه الظاهرة في الأوساط المهنية كافة.
بتأكيد فنحن نرى ذلك في الشركات بشكل جلي جداً كلما زادت كفاءتك المهنية والعقلية بطبع ارتفع مستواك الوظيفي وارتفع جانبك المادي وقل مجهودك البدني فمثلاً موظف المبيعات ليس كمدير المبيعات ليس كمدير التسويق بالشركة كلما ارتفعنا قل الجهد البدني زاد الجهد الفكري وبالتالي ارتفعت المادة
ومن هنا دائماً انصح من اقابل ارفع من سقف مهاراتك الأمر سيتطلب جهداً ولكن سيصبح مصدر راحة في المستقبل ^^
ماذا تعمل أنت استاذ علي هل جهدك البدني بتساوي مع العائد المادي لديك ؟
في الواقع مقدار مت يحصل عليه الشخص من المال يتوقف على عدة عوامل أهمها مقدار الفائدة العائدة على صاحب العمل الذي وظف العامل، فمثلا أهمية ما يقوم به محاسب واحد أعلى من ما يقوم به عامل بناء واحد، لذا يحصل المحاسب على دخل أعلى، وهناك عوامل بيروقراطية عوامل لها علاقة بالقانون والشهادات إلخ....
التعليقات