برأيك، ما الذي يعتبر أكثر فائدة للمجتمع على المدى الطويل، تقديم المنح الدراسية للطلاب المتفوقين أكاديمياً، باعتباره استثمار في العقول القادرة على تحقيق إنجازات كبيرة ربما بالمستقبل، أم توجيه تلك المنح للطلاب الأقل حظ مادي، لفتح فرص تعليمية أمامهم قد تكون غير متاحة لهم بسبب ظروفهم الاقتصادية؟ ولماذا؟
أيهم أفضل، المنح الدراسية للمتفوق الأكاديمي أم للطالب الأقل حظ مادي؟ ولماذا؟
من واجب الدولة أن تتكفل بالطلاب المحتاجين ماديا، وتوفر الداخليات التي تكون بمثابة مأوى للطالب يستفيد من المبيت والمأكل وتنظيم الوقت، ولا بأس إن كان هناك دعم مادي.
أما المنح الدراسية تخصص للمتفوقين، هذا أمر جيد يذكي المنافسة ويشجع على الاجتهاد، ويعلي من شأن المتألقين والاعتراف بقيمتهم، وهو بالفعل استثمار في الطاقات والقدرات القادرة على حمل مشعل العلم والثقافة وكل تطور في البلاد.
أوافقك الرأي في أن الدولة يجب أن تتكفل بالطلاب المحتاجين ماديًا، لأن توفير الداخليات والمساعدات المالية يسهم في تسهيل تعليمهم ويعزز من فرص تكافؤ الفرص بين جميع فئات المجتمع. أما بالنسبة للمنح الدراسية التي تُخصص للمتفوقين، فهي فكرة ممتازة لتحفيز المنافسة وبث روح الاجتهاد والتفوق. المنح لا تقتصر على التقدير بل تمنح الفرصة للطلاب الموهوبين الذين قد لا تكون لديهم الإمكانيات المادية لمواصلة دراستهم. لكن يجب أن تكون هذه المنح شفافة وعادلة، بحيث لا تقتصر على بعض الفئات فقط، بل تشمل كل من يثبت جدارته الأكاديمية.
لا شك أن الدعم المادي مهم جدًا، فقد واجهت تحديات مالية في فترة دراستي وكان من الصعب إيجاد الدعم اللازم لمواصلة تعليمي. المنح الدراسية في الخارج لم تكن متاحة بسهولة في بلدي، وكان الحصول عليها يعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية أو على الحظ في بعض الأحيان. برأي لابد من توفير برامج دعم حكومي مُنظَمة و مبنية على معايير علمية واضحة.
لكن الدولة التي تعنى بالمحتاجين وتتوجه لهم سوف تخبو عند طلابها شعلة الحماسة والايمان بأن دولتها تدعم كل قوي حتى يقوى أكثر لا كل ضعيف فقط، يعني مثلاً بأوروبا ورغم أن معهم أموال كثيرة ولكنهم لا يقومون بإسكان المشردين، يقدمون مساعدات بسيطة لهم دون إنجاد لإن توجه الدول هو لزياكة حماسة من يقوى أكثر لا من يضعف.
لكن الدولة التي تعنى بالمحتاجين وتتوجه لهم سوف تخبو عند طلابها شعلة الحماسة والايمان بأن دولتها تدعم كل قوي حتى يقوى أكثر لا كل ضعيف فقط،
لا أظن ذلك، بالعكس الدولة التي ترعى المحتاجين، وتتكفل بدراستهم، وتوفر لهم التغدية والإقامة، هي دولة تحترم الإنسان وتمجد العدل، وتسعى إلى ضمان تكافؤ الفرص، وأكيد كل الفئات الأجتماعية سيعتزون بدولتهم، وفي الوقت نفسه تقدم المنح للمتفوقين المبدعين، مما يزيد التنافس الشريف والطموح للتتويج.
الأمر مرهون باقتصاد الدولة وحالة مجتمعها, إذا كانت نسبة كبيرة من الطلاب تجد صعوبات مادية وتحديات قد تؤدي بالطالب لترك مقاعد الدراسة فهنا يجب أن يتم دعم هؤلاء الطلاب, لأن الدولة بحاجة ماسة للقوة العاملة في مجالات مختلفة مستقبلا, أما إن كانت الأوضاع الاقتصادية جيدة كما ببعض الدول بالغرب فإن الطالب من يدفع كي يدرس بالجامعة والمنح مقتصرة على المتفوقين.
طرح مميز بالتأكيد؛
يجب بالتأكيد توجيه الرعاية والعناية للطلاب الأقل من ناحية الحظ المادي، بتوفير التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الأساسيات.
لكن عندما نتحدث عن المنح التعليمية أعتقد أنه يجب أن يكون المعيار هو الذكاء العقلي والقابلية للتعلم والإبداع، بدون النظر للحالة المادية.
فلا يأخذ الغني حق الفقير في التعلم، ولا يأخذ الفقير مكان شخص غني في الحصول على حقه في التعلم من خلال المنح.
يبدو أننا نحن بجوهرنا شعوب عاطفية تؤمن دائماً بالمساعدة التي تأتي بشكل إنقاذ والتي تحتاج إلى تكرار في كل مرة لانقاذ الشخص من الموقف لا مساعدة حقيقية تكمن في تمكين المهارات وتعزيز الذكاء عند من يملكه وتعزيز الثروة عند من يعرف ينميها وتعزيز القوة عند من يحصّل بعضها، يبدو هذه العاطفية هي ما تؤثر على قراراتنا في هذه البنود.
برأيي يجب أن تكون المنح متاحة لكلاهما، ولكن مع فروق في نوعية وحجم المنحة، فلو طالب متميز فمن الجيد توفير منحة له تجعله يدرس مجال له تأثير وقيمة ينتفع وينفع به، ونوفر له بيئة تعليمية محفزة على النمو والتطور.
أما من يعاني من نقص القدرة المالية فيكفي مثلاً منح قاصرة على الدعم المالي لتغطية تكاليف الدراسة وتيسير التعليم له حتى لا تحرمه الظروف المادية منه
حسب هدف الجامعة من المنح ...
مثلا جامعة ترغب بتطوير تقنيات طبية او أي مجال أخر ...
فستوجه نسبة من هذه المنح للمتفوقيين لتجذبهم للتعلم و المشاركة بمجهود التطويير ...
ايضا تسعى الجامعات لرفع مستواها الاكاديمي بجذب من يحب العلم ...
تبقى النسبة الاخيرة من المنح لمن استحق الوصول للجامعة ولكنه تعسر عن المتابعة لاسباب اقتصادية
التعليقات