عادةً ما يشتكي الناس من نهايات الأفلام، ولكن لاحظت أنهم منقسمين إلى قسمين، قسم ممتعض من النهايات المقررة المحددة للخيال وقسم أخر ممتعض من النهايات المفتوحة، كيف ترى النهايات المفتوحة؟ محبطة أم محفّزة للخيال؟
هل تشعر بأن النهايات المفتوحة في الأفلام بالنسبة لك مُحبطة أم محفزة للخيال؟
محبطة إلى حد كبير بالنسبة لي، لقد استغرقت ساعة ونصف في التفكير والمتابعة والربط بين الأمور ومحاولة إيجاد علاقة بين كل مشهد والآخر من اللاشيء في سبيل توقع نهاية منطقية، ولكني أصدم بعد كل هذا بأن لا نهاية. ماذا استفدت أنا؟ :)
نهاية الفيلم جزء لا يتجزأ منه، تخيل أن تكتب مقالًا ولا تضع له خاتمة. في المقابل أحب النهايات التي قد تترك مجالًا للتفكير ولكنها لا تبث الفكرة النهائية بشكل مباشر. أعني هناك نوع من النهايات بين النهايات المفتوحة والنهايات المقررة، وفيها يتم دفعي كمشاهد للتفكير في النهاية المنطقية واستنتاجها دون أن يكون هناك مشهد يعبر عنها، ولكنها ستظل نهاية واحدة فقط (خيار واحد)، وليست مفتوحة في المطلق.
لقد استغرقت ساعة ونصف في التفكير والمتابعة والربط بين الأمور ومحاولة إيجاد علاقة بين كل مشهد والآخر من اللاشيء في سبيل توقع نهاية منطقية، ولكني أصدم بعد كل هذا بأن لا نهاية. ماذا استفدت أنا؟
ولكنها هي نجحت في التأثير عليكِ وأصبحت راسخة في ذهنك، لدرجة أنكِ استخدمتك عقلك في التفكير في احداث الفيلم. اذا استفدتِ أنت هنا تنمية عقلكِ وتشغيله إلى جانب اكتساب مهارة التحليل والربط بين الأشياء واستخدام العصف الذهني، إذا ألا ترين بأنه النهاية المفتوحة ألقت بظلالها عليكِ بشكل إيجابي وليس سلبي؟
نهاية الفيلم جزء لا يتجزأ منه، تخيل أن تكتب مقالًا ولا تضع له خاتمة
ترك النهاية مفتوحة لا يعني أنّ الفيلم بلا نهاية، بل أنّ نهايته التي صُنعت قد كانت مفتوحة، لا يمكن لأي فيلم الانتهاء في منتصفه، هم يكملون الفيلم، لكن آخر الخيوط يسلّموها للمشاهد، هناك نسب من الناس تدّعي بأنّ هذا يطلق عنان خيالها ويمتعها، هل تعتقد حضرتك بما أنّك ضد ذلك، بأنّ الخيال وظيفته التوصيف والمبالغة لا المعرفة والحل؟
النهاية المفتوحة قد تكون خيارا أسهل للكاتب لكنه غير كافٍ لإرضاء عقلية المشاهد على الأغلب، وبرغم أن بعض المشاهدين يفضلونها الا انها لا ترضي الغالبية العظمى من المشاهدين.
كما انها لا تصلح لجميع الأفكار، فكاتب القصة او الرواية التي سيتم تحويلها لفيلم يحتاج إلى وضع خيوط عريضة لسير الأحداث والتي تحتم نهاية تصل إلى إبراز فكرة الكاتب، وإذا لم يصل الكاتب لابراز هذه الفكرة فما فائدة الطرح إذا، إلا إذا كانت الفكرة الأساسية هي لفت النظر للموضوع دون إبراز أفكار، وهذه الطريقة لا تصلح لكل المواضيع.
النهاية المفتوحة قد تكون خيارا أسهل للكاتب
لا أوافق الرأي بصراحة لأنّها قد لعبت بالكثير من الاعمال المهمة جداً والصعبة جداً ولا أعتقد أنّهُ كان استسهالاً، لُعبت في فيلم تارنتينو الشهير: KILL BILL ومسلسل هاري بوتر، ربما إيجاد الحلول أسهل أصلاً من أن يضع الكاتب نهاية مفتوحة تصلح كنهاية غير فجّة في الفيلم.
أردت أن أقول أنها محبطة ، ولكني تذكرت واحدة من أهم وأقوي النهايات المفتوحة التى صنعتها السينما المصرية بإبداع السييناريست وحيدة حامد فى فيلم " طيور الظلام " والحقيقة أن تلك النهاية وحدها صنعت للفيلم وأهمية عام بعد عام ، بعد كافة الاحداث التى شهدتها مصر ، لذا فالأمر لا يتعلق بوجود النهاية مفتوحة أم لا ولكن كيف قامت تلك النهاية بخدمة العمل الفني .
أراها مرهقة نفسيًا إلى حدٍ كبير، ليس لأني لا أريد أن أبذل جهدًا في وضع سيناريوهات خاصة، بل لأن خيالي جامح وأنجرف فيه بعمق، لذلك لا أحب أبدًا النهايات المفتوحة.
بل لأن خيالي جامح وأنجرف فيه بعمق
عادةً من لا يُفضّلون هذا التكنيك، تكنيك النهاية المفتوحة في الأفلام يقولون بأنّ الأمر مزعج لانّهم غير قادرين على سكب وتركيب نهاية للفيلم وحدهم معتمدين على خيالهم، أجد كلام حضرتك الأن غريب، غير اعتيادي، هل تشعرين بتناقص المُتعة في حال اضطريتِ إلى استخدام خيالك بصورة أكبر؟
لماذا هي واقعية أكثر؟ ما الذي يجعلها فعلاً تتفوق على وضع نهاية من اختيار الكاتب بذاته متناسبة مع مزاج القصة وسياقاتها وشخصياتها؟
النهايات السعيدة اجدها خيالية ومفتعلة تشبه الديكور عندما تعمل قطعة كعك اساسها بيض وطحين وسكر ولكن تاني الديكورات كريمة والوان لتزيد البهجة ولكنها بهجة مؤقتة اما النهايات المفتوحة فهي منطقية ليس كل شيء ينتهي بسعادة او مأساة قد يكون ما بينهما وهذا اقرب الى الواقعية لاننها لا نملك مصباح علاءالدين السحري نحن في عالم يحكمه الواقع ونخفف سطوته علينا بالاحلام وبمصطلحات مختلفة مثل مصطلح ارادة او طموح او عزيمة لا اقلل من شأنها ولكن تبقى في عالم الاحلام والتمني ولا تقرب للواقع الحقيقي
أوافقك الرأي تماماً، يبدو أنّ النسخ الهوليودية باتت تحكم ذائقتنا الفنيّة، صار كل شيء بالنسبة لنا جميلاً هو فقط ما تعوّدنا عليه في هذه الشركات وانتاجاتها، بمجرّد اطلاع بسيط على السينما الإيرانية أو الروسية أو غيرها، سنغيّر رأينا تماماً وسنعرف بأننا أضعنا الكثير علينا بتسرّعنا اعتماد نموذج معيّن في المشاهدة والحُكم.
اجدها مُحبطة فعلًا، فغالبية هذا النوع من النهايات يتركون اسئلة عديدة ولا يتم الاجابة عليها
ومن المفترض ان أُجيبها بنفسي؟! امر عجيب ولا اجده مشوق اطلاقًا، بالعكس من ذلك يُذهب معنى الفيلم في نظري، فلكل شيء نهاية او على الاقل حتى نصل للمنعطف التالي هناك نقطة ما يتوقف عندها الامر، فمن غير المنطقي ترك الباب موارب وبالإمكان اغلاقه
اجدها مُحبطة فعلًا، فغالبية هذا النوع من النهايات يتركون اسئلة عديدة ولا يتم الاجابة عليها
لماذا لا نقول بأنها تساعد على اثارتك كمشاهدة؟!
لو شاهدت الفيلم المصري شقة مصر الجديدة، عندما غادة عادل تجمعها قصة حب بالممثل خالد أبو النجا في الدور المسند إليهما، تجديها في نهاية الفيلم تعود إلى مدينتها وكذلك خالد يعود إلى مدينته، ولكن غادة عادل قبل مغادرة المدينة- التي كانوا بها سويا- رقم هاتفه كي تسجله عندها، اذا هنا ألا ترين بأن هذه النهاية فتحت الباب لعدة احتمالات، اذًا هنا أليست هذه النهاية مثيرة؟ علاوة على ذلك هنالك سلسلة من الافلام العالمية مثل؛ هاري بوتر كانت حققت نجاحات كبيرة
لانها شخصيًا لا تثيرني كمشاهدة
احب ان اعرف تحديدًا ما حصل بعد كل ما عشته من احداث مع الشخصيات، فالاحتمالات تصيبني بالملل فلن اعرف ابدًا مهما خمنت لا يوجد شيء مؤكد
ونهاية فيلم شقة مصر الجديدة برأيي بلهاء جدًا، وإذا اخذت رقمه؟ هل سأتخيل في عقلي ما سيحدث؟ ليس هناك متعة في الامر وإن فعلت
ولم اتابع سلسلة هاري بوتر، من الجيد انك ذكرت لي انها ذات نهايات مفتوحة
ولكن لأعرف رأي حضرتك أكثر، هل تبررين استخدامها في نهايات الأجزاء من المسلسلات ليجذب المشاهد نحو المستقبل في حال قررت شركة الإنتاج انتاج جزء جديد من العمل؟ أم تجدين الأمر مضيعة للوقت وأمر منفّر أينما وجد؟
لعلك ستتعجب، لكنني لا ادعم اساسًا فكرة وجود اجزاء جديدة فما بالك مع نهايات مفتوحة لا اظن هذا، العديد من البرامج التلفزيونية عندما بلغت نجاحًا باهرًا قاموا بعصر فكرتها حتى باتت بالية، وإن كانت هناك افكار جديدة فلا تكون غالبًا بجودة الفكرة القائم عليها العمل... مجرد استغلال مادي او طمع في المزيد، شخصيًا اتابع الافلام لانني لا اطيق البرامج الطويلة بلا معنى
لا أميل عادة إلى النهايات المفتوحة؛ لأنها تسلبني لذة الوصول إلى خاتمة أنتظرها طيلة مدة المشاهدة، وحل لعقدة الفيلم الرئيسية. لكن أعتقد عموماً أن رأيي الحالي قابل للتغيير؛ فقد أكون اليوم ممن لا يطيقون النهايات المفتوحة، ثم تجدني غداً أتقبل النهايات المفتوحة بصدر رحب نتيجة تغيير وارد في وجهة نظري.
في نفس السياق، أعتقد أن النهايات المفتوحة أمر محفوف بالمخاطر، يتطلب من الكاتب والمخرج مهارة عالية في التعاطي معه، حتى لا تكون النتائج عكسية، فينفر المشاهد من الفيلم بمجمله.
التعليقات