أرغب في صقل هذه المنطقة من المهارات لديّ. في رأيكم، كيف أتعلّم المزيد حول مهارات التفاوض؟
كيف أتعلّم المزيد حول مهارات التفاوض؟
لا شك أن مهارات التفاوض يمكن تعلم بعضها عبر فيديوهات الإنترنت المجانية كما نعلم جميعاً. لهذا أود الإسهام باقتراح بسيط أرجو أن يكون مفيداً صديقي علي، وهو قراءة كتاب (كيف تصل إلى النجاح والثروة في عملك) لصاحبه (فرانك بيتجر)، الذي لا يعزز مهارات التفاوض فحسب، بل يدلي بعشرات النصائح المهمة على صعيد الحياة المهنية.
رائع، وأنا أوافقك الرأي يا نبراس حول فكرة العمل على التعلّم من المحتوى المتاح مجّانًا عبر الإنترنت. أجد الملايين يوميًا يبذلون الكثير من الوقت والجهد والمال في أعداد لا حصر لها من الدورات التدريبية المدفوعة فيما يخص مثل هذه المهارات، وأرى ان ذلك يعدّ حكمًا مسبقًا على أنفسنا بفشل السعي، لأننا لم نبذل القدر المناسب من الجهد في البحث المبدئي حول هذا الأمر. لأننا لو امتلكنا هذا الشغف نحو البحث من البداية، ما كنّا لنبذل هذه التكلفة في الحصول على مهارات متاحة بشكل مجّاني ودون أن نتحرّك من فوق مكتبنا.
مهارات التفاوض والدوبلوماسية تكون غالبًا فطرية لدى الإنسان ومن الصغر، وتتضمن التواصل، الإقناع، التخطيط، التفكير الاستراتيجي، والتعاون.
ومن الجيد ان يمكن تنمية مهارة التفاوض لدى الجميع من خلال عدة طرق، مثل:
- تحديد الهدف الأساسي والنتيجة المرغوبة للوصول لها، إذ مهما وصلت أو انحرف التفاوض يجب ألا يحيد عن الهدف حتىى تتوصل إلى نتيجة.
- تكوين علاقة ودية وإيجابية في البداية مبنية على الاحترام حتى تتمكن من تخفيف الضغوطات، والوصول إلى اتفاق مناسب بشكل أسرع.
- طرح خيارات متعددة تُلبي نفس الهدف ليتمكن الطرف الآخر من اختيار المناسب له.
- تطوير مهارة التواصل والاستماع.
- زيادة الثقة في النفس لتتفاوض بعزيمة وألا يهزك أي كلمة خلال مرحلة التفاوض، يستغل الطرف الآخر نقطة الضعف هذه ضد المتفاوِض.
- حدد نطاق الأمور التي تكون مستعدّ للتضحية بها أو فقدانه بدون أن يؤثر على هدفك، والشروط التي ترفض قبولها.
- الاستفسار المستمر عن كل شيء حول الموضوع للحصول على معلومات وحقائق وليس فرضيات أو تخمينات.
الاستفسار المستمر عن كل شيء حول الموضوع للحصول على معلومات وحقائق وليس فرضيات أو تخمينات.
يعاني العديد من المستقلّين في مجال العمل الحر، كمثال حي على سياسات التفاوض، بسبب هذا الأمر. أنا على سبيل المثال وبشكلٍ شخصيٍّ عانيتُ مرارًا أثناء تفاوضي مع العملاء في البدايات. لأنني افترضتُ العديد من النقاط أثناء التفاوض مع العملاء دون تحليل أو استفسار أو حتى توضيح لهذه الأمور.
ومن أبرز الأشياء التي طوّرتها في مساري المهني في هذا الصدد كانت العمل المستمر على توضيح المزيد من الأمور وتوثيق كل شيء في النقاش الخاص بالصفقة أثناء التفاوض، وذلك كي تكون كل مراحل التواصل مؤكّدة.
لا أعتقد أيضًا أن الشخص الذي تكون الأمور لديه جميعها واضحة ويستفسر عن كل شيء يقدر على التفتوض بناءً على خبرة وعلم، وهذا سيقلل من فرصته موقفه في التفاوض.
عمومًا الممارسة هي أساس كل شيء، وأخطاء البداية هي من تقوي وتعلم الشخ وتنبهه على أمور وأساسيات العمل المختلفة، والخبرة تُكتسب بالتدريج ليس من البداية.
بالتأكيد الممارسة هامة جدا ، شخصيا أتبع أسلوب نقد الذات فى كل عملية تفاوض أقوم بها ، عندما أجلس مع نفسي ، أقوم بإستعادة الموقف مرة أخرى وأتخيل لو كنت أستخدمت أسلوباَ مختلفاَ كيف كان يمكن للنتائج أن تتغير ، والأهم أن أكون أمينة مع نفسي فى التعرف على النقاط التى أخفقت فيها أثناء عملية التفاوض .
وأنا اتبع تقريبًا نفس الطريقة أو طريقة مشابهة، بصراحة أفضل أن تكون عملية التفاوض مناسبة للطرفين وعادلة ليست من جهتي أنا فقط، لا أعلم إن كان هذا الأمر جيد للخصول على أفضل صفقة أم العكس يُضعف موقفي في التفاوض :)
كيف أتعلّم المزيد حول مهارات التفاوض؟
قبل أن تتعلم مهارة التفاوض عليك أن تدرك كيف تفهم نفسك وتفهم ما تريد الوصول إليه، عندما نعلم ما نريد الوصول إليه بالتفصيل سنجمع العدة اللازمة سواء المادية أو المعنوية لإقناع الطرف المقابل بتقبل فكرتنا ومساعدتنا للوصول إليها، لكن عندما لا نكون مدركين لما نريد الوصول إليه حتى لو كانت معنا كل العدة اللازمة سنخطئ في الطريق.
للتفاوض أنواع كثيرة وأسباب أكثر، لذلك بعد التحديد، تحديد المشكلة بالضبط أو الموضوعة التي يجب أن تتفاوض عليها يصبح الأمر أسهل باختيار الطريقة، ولكن الأمر بالاختصار وبالمحصلة لا يغدو إلا تنافس أوراق، فما تملك يجعلك تناور في المفاوضة، ما يملك يجعله يردّ وهكذا، إذاً المفاوضة في النهاية هي فنّ اللعب بالورق، أي كيف يلعب الإنسان بقوّته ويصيّرها قيمة، فأن تعرف مساوئ أحد أو نقاط ضعفه، تلك ورقة تستطيع أن تمسكها وتلعب بها لتُرهب الطرف الأحر، لتجعله يخشى خطواتك، أنت تعرف كل مصلحة له مباشرة كانت أو غير مباشرة، هذا أمر يجعلك قادراً على التحكّم به ليحقق ما تريد، وهناك بالطبع النظر إلى العينين وهذه النصيحة يسمعها الكل ولا يطبّقها إلا البعض وهي مهمة جداً، تؤتي ثمارها جداً بقوّة.
وكأمر أخير، أزيد بأنّ الأمر الأكثر عملية الذي يمكنك أن تفعله هو أن تفرد ورقة أهتمامك أمام الطرف الأخر، أجعله يعرف ما تريد بوضوح، لا تخفي الأمر، لا تجعله ضبابياً، لا تلمّح أبداً.
التعليقات