هُناك جدال طويل منذ بداية السينما إلى اليوم بالأهميّة بين الجهتين، الحوار الذي يشكّله الكلام والأبجدية والصورة التي تُشكّلها الكاميرا، أيّهما عماد للآخر وأهم برأيك؟
أيهّما أهم برأيك في السينما، الحوار أم الصورة؟
كلاهما مهم جدا فما فائدة صورة جيدة بدون حوار ملفت، وكذلك الأمر بالنسبة للحوار، فلن يلقى القبول عند الكثيرين اذا لم تكن كاميرا التصوير ذكية لتلتقط تعبيرات الوجه وملابسات المشهد التي تخدم هذا الحوار.
لكن إن كنا نبحث عن الأكثر أهمية فمن رأيي ان الحوار هو أساس المشهد وله الاولوية في الأهمية، فوجوده يحفز المخرج والممثلين المتمكنين من مواهبهم على إخراج افضل ما عندهم بالتأكيد.
كلاهما مهم جدا فما فائدة صورة جيدة بدون حوار ملفت
المخرج الروسي الأشهر في السينما "تاركوفسكي" يُشغل الناس وصنّاع السينما بمنتجاته التي يصنعها وهي تحفة بالجمال وباعتماد شبه كامل على الصورة، لا شيء إلّا الصورة بمعظم أفلامه، الكلام لا يشكّل في معظم أفلامه 30% فقط، وهناك أيضاً السينما الشهيرة التي صنعها تشارلي شابلن، التي حققت نجاحاً اسطورياً أيضاً في شباك التذاكر والذكرى بعد كل تلك السنين، هذه أيضاً بلا كلام، لذلك يبدور أنّ الأمر ممكن، لكن برأيك، ما هو الأهم برأيك؟
فمن رأيي ان الحوار هو أساس المشهد وله الأولوية في الأهمية، فوجوده يحفز المخرج والممثلين المتمكنين من مواهبهم على إخراج افضل ما عندهم بالتأكيد.
ولكن يا مريم هل يمكنني عمل فيلم ما بدون صورة؟ بالتأكيد لا لكن يمكنني أن أعمل فيلم بدون حوار. ببساطة الفيلم وسيلة بصرية تحركه العناصر المرئية.
الحوار أهم من الصورة في المسرحيات والبرامج الاذاعية، لكن في الفيلم الصور الاهم.
لكن ألا يجدر بمن يظنّون بأنّ الكلمة هي أساس العملية الفنية عندهم أن يتجهوا فوراً إلى الابجدية المباشرة والكلمة المباشرة عبر سرد قصص أدبية، رواية مجموعة قصصية؟ وأن يتركوا السينما التي ظهر نوعها أصلاً بالعدسة والكاميرا؟
أعتقد أن الحوار الذى يشكله الكلام والأبجدية هو عماد الصورة التى تشكلها الكاميرا .
ببساطة لأن الصورة التى تشكلها الكاميرا سوف يتم تشكيلها وتطويعها بناء على المحتوى الكلامى والرسالة الكلامية المراد إيصالها للمشاهد ، أما عن الأهمية فكلاهما مهمين للمشاهد ولا غنى عن أحدهما للمشاهد فى أى حال من الأحوال .
لا يمكن أن ينجح طرف معين إلا اذا استمد قوته من الأخر، في علاقة تكاملية، وهذا معلوم، ولكن السؤال التي يتباذر في ذهني الأن هل يمكن للفيلم أن ينجح اذا كانت فكرته سيئة ودور الشخصية معروفة عالميا ؟
أيّهما عماد للآخر وأهم برأيك؟
لو قلت لك بأن الحوار عماد البناء الفيلمي، لقلت لي ماذا عن ميستر بين الذي أدى دورا تمثيلا بدون التلفظ بحرف ونجح فيلمه عالميا وأخذ الكثير من الجوائر.
وبإعتبار عن الصورة والحوار يندرجان ضمن الاتصال، لو ننظر لتطزر الاتصال بين البشر بدأ بالاتصال عبر اشعال النيران والرقص لتبيان خبر جديد للقبيلة وبعدها جاء الاتصال الشفوي ثم الخطي ثم المرئي الذي نعيشه اليوم، ولكن الصورة في حد ذاتها تعود لمرحلة الأولى للاتصال، وعليه الصورة هي العماد والحوار مكمل له أو معبر عنه فقط.
بما أنها سينما ساختار الصورة، اتذكر إحدى المرات دخلت أحد الأفلام، وكان سخيفا جدا جدا، لكننا مع ذلك، استمعتنا بالصور والمظاهر الطبيعية، والأزياء والألوان.
وإن ظللنا ساخطين على اختيار هذا الفيلم، ودفع مال في مقابل مشاهدته.
لكن تخيل العكس حوار جيد، مع تصوير بشع وإضاءة غير متناسبة، لن استمتع به على أي مستوى.
يمكنني قراءة الحوار الجيد في الروايات والكتب، الصورة يجب أن يكون اهتمام السينما الرئيس، وإن كانت باقي العناصر شديدة الأهمية أيضا
ما حدث معك ذكرني، بأحد قنوات الطبخ التي أتابعها لا أشاهدها بحجة التعلم والاستفادة مما تقوله وانما من أجل الاستمتاع بديكور المطبخ وتنسيقات الموجودة مع جودة التصوير العالية.
لذلك الصورة يمكن أن تجعلنا نتغاضى عن بعض الثغرات التي نجدها في الحوار ولكن لو حدث العكس أن نستمر في المشاهدة.
لو حدث العكس لن استمر بالمشاهدة، هذا بالضبط ما اقصده
مثل الكتب الحوار هو أهم عنصر، لذا لن استمر لقراءته حتى لو أعجبني الغلاف كثيرا.
أننا ننتظر تجربة معينة من كل شيء، مع تأكيد أن عنصر واحد لا يكفي لعمل ناجح مهما كانت جودته
مع تأكيد أن عنصر واحد لا يكفي لعمل ناجح مهما كانت جودته
الرواية هي عنصر واحد، تبرع في أنّها عنصر واحد، هنا تكمن فنيّتها وجمالها، على عكس السينما، التي هي بالمقام الأوّل صناعة قبل فن، هي صناعة وكل صناعة دائماً جماعية، بالتالي السينما فن يُصنع جماعياً، ضعف فرد في الفريق أو عنصر من العناصر يجعل العمل أضعف، ضعف عدّة عناصر، يُسقط العمل.
هذا الفكرة مقياسها نوع العمل نفسه ، اعمال الاكشن والمغامرة والاثارة والرعب تكون فيها الصزرة هي البطل دائما ، افلام الدراما والفكر والنفسية البطل فيها الحوار ، لكن دعنا نتحدث عن المتلقي وهو المشاهد نفسه ، هناك من يقرأ الحوار او يسمعه وهناك من يشاهد الصورة اولا ، كل شيء متوقف علي المتلقي وما يحب وما يهتم به .
علي مدار تاريخ السينما هناك مخرجين قلائل من جعلوا الصورة والحوار في خط واحد واستمتع المشاهد بهم سويا ، امثال ذلك المخرج الروسي اندري تاركوفسيكي في فيلم Stalker و البولندي كريستوف كيسوفيسكي في ثلاثية الالوان الازرق والاحمر والابيض ومسلسل Dekalog از الوصايا العشر وفيلم الحياة المزدوجة لفيرونيكا ، واخرهم نوعا ما تيرانس ماليك في شجرة الحياة .
اما في السينما العربية هناك المصري داوود عبد السيد في رسائل البحر والكيت كات ، محمد خان في خرج ولم يعد وزوجة رجل مهم واحلام هند وكاميليا ، واحدثهم يعتبر مروان حامد في ابراهيم الابيض والاصليين .
علي مدار تاريخ السينما هناك مخرجين قلائل من جعلوا الصورة والحوار في خط واحد
لكن هل تبرر هذه القلّة من الذين انتهجوا الخيار الصائب أو ربما الأصعب في أن نمتثل للشق الأول الذي صغتيه حضرتك في التعليق في أنّ الغرافيكس والصورة مُلك لافلام الأكشن والإثارة أما الحوار فهو للدراما والفكر؟ هل تبرر هذه القلّة فعلاً من المخرجين انتهاجنا للسبيل الأخر الذي شذّ عنهم؟
شخصيًا، تطرق الكلمات قلبي لكن ليس اكثر من المشاهد... يغمرني شعور مدهش عند رؤية مناظر بديعة، لذا ربما من وجهة نظر شخصية -وسطحية- ارى ان الصورة اهم
فبالرغم من كثرة مشاهدتي للافلام لا افهم الامر حينما يقول احدهم ان الحوار ركيك، ربما لا ادقق كفاية في هذه الناحية لكن عمومًا ليست لدي الخبرة الكافية ولم اكون وجهة نظر سابقة إنها وليدة اللحظة D:
لكن عمومًا ليست لدي الخبرة الكافية
هذه الجملة أقنعونا بها من يشتغلون في السينما ويتكلّمون عنها، من نقّاد ومخرجين وكُتّاب، في الحقيقة الكل يستطيع أن يبدي رأيه بأيّ أمر له علاقة بالسينما طالما أنّهُ يشاهد أفلاماً، كل مشاهد لديه الخبرة الكافية واللازمة ليحكي عن ما يُفضّل فعلاً، ما يحب وما يكره، ما الذي يجعل السينما أجمل.
برأيي كل من الصورة والحوار يشكلان نفس الأهمية في أعمال السينما. لكن من جديد تعرفت على مسلسل أمريكي يعرض :ـ نظام بودكاست على منصة سبوتفاي، يوجد ممثلين وحوار وشخصيات وكل ذلك ولكن صوت فقط. ولهذا برأيي يمكن الاستغناء عن الصورة والأهمية الأكبر من نصيب الحوار.
انا نفسي بعض الأوقات أشغل مسلسل وأنا أعمل مثلًا لا أشاهد المسلسل والصورة لأنني أخرج من علامة تبويب المسلسل لاستكمال أعمالي وانتبه على الصوت فقط.
التعليقات